ما يُطلق عليه «الحراك» سواء من يدّعي السلمية أم من يمارس العنف؛ ما هي إلا عناصر عفى عليها الزمن تحاول مجدّداً خديعة الشارع للعودة إلى صدارة الحياة السياسية. يجب أن يعرف هؤلاء وأمثالهم أن اليمن الجديد لا يمكن أن تقاد من قادة متقاعدين، فعليهم أن يحترموا أعمارهم «رحم الله امرءاً عرف قدر عمره». اليمن تُبنى بسواعد الشباب المؤهّلين، شباب ال22 من مايو، أما من لايزالون يمنّون على اليمن نضالاتهم ضد الاستعمار أو الإمامة؛ هؤلاء انتهى تاريخ صلاحيتهم منذ زمن بعيد، لقد تخرّج من الجامعات والمدارس والمعاهد كوادر مؤهلة، وكل يوم تضاف كوادر جديدة ممن يجيدون التعامل مع الحاسوب ومع لغة العولمة والعصر الحديث. فلتفترشوا الساحات، ولتردّدوا الهتافات، ولترفعوا الشعارات، شعاراتكم مهما كانت براقة فهي لا يمكن أن تخفي صدأ السنين وتجاعيد الزمن، وما هي إلا دولة اتحادية متعدّدة الأقاليم باركها المجتمع العربي والدولي، وحتى في هذه الدولة لن يكون لكم مكان، فمكانكم الاسترخاء في منازلكم معزّزين مكرّمين. اتركوا لأبنائكم وأحفادكم الفرصة ليبنوا اليمن التي يحلمون بها والتي عجزتم عن بنائها، واكتفوا بالمتابعة عن بُعد والاستمتاع بما يصنعه شباب اليمن من واقع جديد. في الشمال والجنوب؛ دعوا الحراكات «وبطلوا الحركات» اليمن لم تعد بحاجة إلى شخصيات تلتهم الميزانيات قطع غيار وعلاجات لترميم عوامل الزمن واليأس، وعقد الماضي، اليمن بحاجة إلى كوادر جديدة بقطع وكالة من المصنع.. ولهذا يجب أن تتوقّفوا عن محاولة استحضار الماضي والماضوية، أو الحديث عن ما تعتبرونه تاريخاً نضالياً، فتصرّفاتكم تعكس تنكرّكم لذلك الماضي طالما أنتم تسعون إلى تخريب بلدكم وتمزيق الأسرة اليمنية، أو تنكرون وتتنكّرون ليمنيتكم بالحديث عن تكوين جهوي لم تعرفه اليمن في التاريخ والجغرافيا، تتحدّثون وهماً عن الجنوب العربي. لأنه حتى في ظل التشطير لم تغب عن الخطاب السياسي والإعلامي الحركة الوطنية هوية اليمن «كانت العربية اليمنية» وكانت «اليمن الديمقراطية الشعبية» أما أنتم فلا تمثّلون شيئاً في سماء وأرض اليمن؛ إنكم مجرّد خردوات عفى عليها الزمن تحاولون إعادة تجديد قطع غياركم؛ بينما لم يعد بالإمكان استخدامكم حتى قطع تشليح لبيعها في أسواق الشيخ عثمان أو باب شعوب أو حراج الصافية..!!. [email protected]