مجايلة كم كان يذبح قرنه، ويشجُّ صدر عويله، ويجايل الحرب المقدّسة العظيمة، منذ فُتحتُ ثانية على طروادة النسيان وحتى لوثة التاريخ في سبأ الجديدة. تقشير على أضلعي؛ تستلقي مدائن الموتي كأغاني الفقراء الكفيفة، ويرمي الطيبون أثقالَهم على ما تبقّى داخلي من نسيان، ليتني أطُوُل كنهرِ النيل وأنضج كنقشٍ سبئي لأتمدّد في صمتي إلى حد التِيه، وأبلع مومياءَ الهذيانِ الطازج، وأصير قصيدةً عائمة تُقَشّر جسدها بالملح والمطر. ولادة يَلَد الشاعر أنثاه مثلما يلد قصيدته بكامل إغرائها وعَرَقِها، ولذا هو يحتسيها دائماً طازجةً أو معتَّقة، أحياناً تولد ناقصة، فيَلْفّها بقطنِ أمومته ويتركها على منضدةِ سهوهِ حتى تنضج. خلود بلِّلوا إناثكم بروائح الليمون الصاعدة من سُرُرهنَ المتصلة بالرغبة، واغمروهن بزبد السماء المتبقّي من قُبلةِ آدم إلى أن يطفو من روائحهن البحر، واخلدوا إلى نهودهن كما يخلد الملائكة في تسابيحهم، واعصروهن في ليالكم الحالكة بالنسيان، مثلما تعصر الرحى غنائهن، فالآن لم يعد مؤتمناً لتركهن يعبثن بأجسادهن في سِلال الوحدة والوحشة وأنتم لم تعودوا معصومين من شغفهن ورقصهن. ملائمة لستُ ملائماً لهذه الليلة المختلة بالأصدقاء، سأنط عليها إلى الفجر، وأنزع عنها قُبَّعة الظلام الملوّث بوطنيين وثوّار وسماسرة، ليتفادى الفجر تلك الوجوه المدبوغة بالثعلبة. ثقب أنا ثُقب الحلاج الذي لم يسده رأسه ضعوا رؤوسكم في خزانات هوائية، وساعدوها على التحرُّر من الخطيئة، واملأوني. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر