منظمة شهود تدين أوامر الإعدام الحوثية بحق 17 مواطناً وتطالب بتدخل دولي عاجل    تنفيذ 4 مبادرات مجتمعية في السخنة بالحديدة    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 69,733 شهيدا و 170,863 مصابا    نكف قبلي لقبائل الرضمة في إب تأكيدًا على النفير العام والجهوزية    تدّشين أنشطة الدورة الثانية لجائزة جامعة صعدة للإبداع والبحث العلمي    راتب المعلم... جريمة وطنية تهدّد المستقبل    هيئة أسر الشهداء تُنفذ مشاريع تمكين اقتصادي بنصف مليار ريال    لملس يبحث في فرنسا فرص الاستثمار في ميناء عدن    الكثيري يبحث مع وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية صالح محمود سُبل تعزيز التنسيق وتطوير الأداء بحضرموت    الكثيري يترأس لقاءً موسعًا بقيادات انتقالي حضرموت للتحضير لفعالية سيئون الكبرى    الرئيس الإيراني يوجّه بحذف أربعة أصفار من الريال    ظهور "غير اخلاقي" بقناة للمرتزق طارق عفاش يثير عاصفة جدل    ترتيبات لإقامة بطولة كأس الشركات الأولى لكرة القدم السباعية    المنتخب الوطني للناشئين يفوز على قيرغيزستان بهدفين في تصفيات كأس اسيا    جرحى تعز يواصلون احتجاجاتهم للمطالبة بالعلاج وصرف مستحقاتهم المتأخرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع شبكة تحويلات مالية    اجتماع بصنعاء يقر عددا من المعالجات لأوضاع قطاع الملبوسات    إب .. اندلاع اشتباك بين مجموعتين مسلحتين إثر محاولة ابتزاز مغترب    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء من المرتفعات ودرجات الحرارة الصغرى أدنى من معدلاتها    منتخب الناشئين يستهل تصفيات آسيا 2026 بفوز ثمين على قرغيزستان    قراءة تحليلية لنص "فرار وقت صلاة المغرب" ل"أحمد سيف حاشد"    الدوحة تفتتح مهرجانها السينمائي بفيلم فلسطيني مؤثر    الكاتب والمثقف والصحفي القدير الأستاذ أحمد عبدالرحمن    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 22 نوفمبر/تشرين ثاني 2025    العليمي يلتهم أهم وأكبر قطاعات نفط شبوة وحضرموت (وثائق)    صهيونيّ يتحدّى الجولاني: احتفال واحد لفلسطين يكفي لفضحكم    وزير الصحة يوجه برفع مستوى التأهب الوطني لمواجهة فيروس "ماربورغ"    سيدات الجيش المغربي يتوجن بلقب دوري الأبطال    مصر تعتمد مركبة بديلة عن "التوك توك" في المناطق الشعبية    فليك: يامال ورافينيا استعادا الجاهزية.. والحمى تبعد راشفورد    قائمة مرشحي الكرة الذهبية 2026 تكشف مفاجآت مبكرة    حديقة عدن مول تتحول إلى مساحة وعي... فعالية توعوية لكسر الصمت حول مرض الصرع    طائرة شباب القطن تحلق فوق سيئون وتتأهل إلى نهائي البطولة التنشيطية الثانية لأندية حضرموت الوادي والصحراء    مركز عين الإنسانية يدين جريمة الجيش السعودي بحق المواطنين في صعدة    اسبوع مجاني لمرضى السكري بصنعاء    وزارة النفط: مرحلة سوداء صنعت الانهيار في الجنوب (وثيقة)    بن بريك بين النزاهة ومستنقع السياسة: نصيحة من قلب بدوي شبواني    طنين الأذن واضطرابات النوم.. حلقة مفرغة يكشفها العلم    انهيار داخلي يقترب.. تحقيقات ووثائق غربية تتوقع زوال إسرائيل خلال عقود    كاتب أمريكي: الهجمات الصاروخية اليمنية على منشآت بقيق كافية لعدم الوثوق بالإدارة الأمريكية    كم جنت أميركا من بيع مقاتلات إف-35 في العالم؟    تسوية بلا شركاء: الانتقالي يكشف تناقض القوى اليمنية    إرث الزنداني والترابي.. عودة التكفير إلى الواجهة العربية    الترب :اليمن مع السلام ولا يمكن أن يكون لقمة سائغة في يد السعودي    الأنثى المبدعة بين التقييم الجنساني والانتقاد الذكوري .. المظاهر، والنتائج، والآفاق    الدكتور عبدالله العليمي يزور منتدى باصره الثقافي ويشيد بمسيرته العلمية والسياسية    مونديال الناشئين قطر2025 .. ايطاليا إلى المربع الذهبي    «ليالي الفنون الخالدة» تعيد الغناء بالفصحى    اكتشاف تابوت روماني محفوظ منذ 1700 عام    الأوقاف والخطوط اليمنية توقعان اتفاقية لنقل أكثر من 6 آلاف حاج    تحطم مقاتلة هندية خلال عرض جوي بمعرض دبي للطيران    أهم مفاتيح السعادة    ميزان الخصومة    يمن شباب تدين لغة التحريض من سلطة تعز والنقابة تدعو لوقف الزج بالأجهزة الأمنية بقضايا نشر    ثورة في علاج السكري: توصيل الأنسولين عبر الجلد دون حقن    أيهما أفضل: العمرة أم الصدقة؟    دراسة: سيجارتان يوميًا تضاعفان خطر فشل القلب والوفاة المبكرة    يا حكومة الفنادق: إما اضبطوا الأسعار أو أعيدوا الصرف إلى 750    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«رام» في وداعها الأخير
نشر في الجمهورية يوم 07 - 12 - 2014


«1»
الآن .. ثلاثة ينامون على سرير العائلة والرابع صعد إلى الله ملاكاً صغيراً مُتشحاً بالبراءة وخافقاً بالطفولة والحب.
«رام» لم تعد إلى جانبي في هذه الليالي المزعجة بالدمع والمفجعة بالتعازي، لن أناغيها على صدري بعد الآن؛ ولن أغنّي لها أغنيةً للحياة.
إرادةٌ سماويةُ كانت أكبر من قدرتي على المقاومة تترصّد بقلبها المريض، وبرأسي الخائف من موتٍ يحدق في هشاشتها وضعفها، وينظر إليها كضحيةٍ جاهزةٍ للالتهام.
قال لي: أنت ممنوع من الضحك، وعليك أن تسلم اللا حياة حياتها..
في وجهه رأيت لأول مرة كيف تغدو السماء وحشية وقاتلة، وكيف يفعل الموت المنزَّهِ من الخطأ بأجسادٍ طفوليةٍ غير قادرةٍ على التَحَمُّل..!!.
الآن لم يعد بإمكان رام أن تسرق ابتسامة خفيّفة من وجعها وألمها العضال في سبيل سعادة والديها؛ لم يعد بإمكان خصلاتها العشبيةِ أن تتدلّى على جسدي كعناقيدٍ من البراءةِ القطنية، لم تعد يداها قادرتين على تدليك لحيتي للمزاح السريع مع الوقت؛ لم يعد بإمكان أصابعها خمش وجهي كعادتها لتضحك مستأنسة.
رام تلعب في آنِها، بعيداً عن أبوّتنا الطائشة، تلعب مع ملائكةٍ صغارٍ وبعيدين، هناك حيث الخلود يحبو كظلها ويلد بَلاسِمَ حياةٍ طويلةِ الأمد.
الآن.. أبدأ ما تبقّى لي من حياة ناقصاً، أدخل حياة النقصان دامعاً وحزيناً، آه كم هو موجعٌ أن أصاحب هذا النقصان إلى آخره، كشيءٍ هامشيٍ يعلق بالسماء ويدق عنقه بقساوةِ العدم.
الآن تنام رام وحيدة، في أبدية رأسي بضجيجٍ عالٍ عن زمنيتي الممكنة، وأنام أنا في قبرها باكياً بلا امتلاءٍ ولا فراغ.
«2»
الروح بيضاء، زجاجية اللون، خفيفةُ الأصوات والمعنى، والحياة نبيذية الوقتِ، مثل الغناء الثقيل على دكة الحزن.
الروح أنثى شَرُودٌ، تغيم قصائدَ أو أُمنيات، والسكينة فيها ظلالٌ طفوليةٌ طازجة، كحروف الرثاء.
الروح صفراء داكنة القلب، تموء بأسمائنا، سارقاً.. سارقاً، للحياة.. وتعصر ليمونها كالتعازي تماماً، في وجوهٍ تميل بسحنتها إلى الفناء.
الروح زرقاء.. هلامية داملة، تعضّ الرؤوس الموشّاة بالليل، تمشي مع الخوف في شارعٍ للفراغ السماوي كي تملأه، وتنمو كأعشابِ قلبٍ ضليل، ضبابيةٌ ماجنة.
الروح حمراء، غائمة باللهب، تُجفّف عنّا دموع النساء اللواتي تفحّمن في مرقدٍ للسعال البليد؛ وتثني العويل الطويل عن العين والليل، تشربنا كالعرق.
الروح سوداء كاملة الثَعْبَنَة؛ تأكل أجسادنا عنوة بالضحك، وتنهي حياة الحياة لدينا بِكِسْرَةِ موتٍ قابلٍ للغرق.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.