كان الأدباء والفنانون وما يزالوا هم الطليعة الرائدة باستمرار في التعبير عن هموم الشعب وتطلعاته وآماله وأمانيه الكبار في كل مرحلة من مراحل التاريخ ، وما زالوا يواصلون دأبهم بكل إصرار لأداء رسالتهم الوطنية والإنسانية .. وكان لهم السبق دائماً في العديد من المواقف الوطنية .. وبالأخص عندما يتعرض الوطن لبعض الشدائد والنكبات .. وكما أن دورهم الوطني والإنساني بارز ومؤثر في تلك الأوقات .. فدورهم أيضاً واضح وجلي في ظل الاستقرار والديمقراطية .. وتحقيق المنجزات الاستراتيجية والمشاريع التنموية . كل تلك مسلمات لاشك فيها ولا ظن .. لكن ما نود طرحه هو الوضع الحالي لأهل الفن .. الذين مازالوا مشتتين .. وجهودهم متفرقة ونشاطاتهم محدودة بكل يقين .. في ظل انعدام الدور المنظم الفعال داخل وخارج البلاد .. الذي كان يمكن أن يؤدى من خلال تجمعهم في إطار النقابة أو الإتحاد .. وكان من المتوقع بعد أن كانت تجمعهم نقابة واتحاداً في ظل الفترة البغيضة من التشطير .. أن يشكلوا في ظل الوحدة المباركة اتحاداً قوياً فعالاً يحسن تمثيل فناني الوطن اليمني الكبير .. لكن ما حدث للأسف هو عكس كل توقع حيث أعلن قبل سنوات ميلاد اتحاد مؤقت ليس له أي دور ولا تأثير .. وذهبت أدراج الرياح جميع آمال وتطلعات الفنانين ، بسبب ظروف غير معلومة حالت دون انعقاد المؤتمر العام للفنانين الذي يعتبر الإطار القانوني المتين لإعادة الحياة لهذا الإتحاد وبث الروح فيه ليؤدي دوره الريادي بكل حيوية .. إلى جانب بقية المنظمات الجماهيرية الإبداعية .. وبالرغم أن هناك بعض التجمعات الصغيرة التي نشأت مؤخراً وتلك بادرة طيبة ، لكن دورها ظل محدوداً ، بل والبعض منها للأسف توقف عند مرحلة الإنشاء فقط ، ولكي يكون لها دورها الفاعل .. لابد أن تنضوي في إطار نقابي أشمل .. يضم الفنانين من مختلف القطاعات ، بحيث تسخر له جميع الجهود والإمكانات .. ليتمكن من النهوض بالدور المنوط به على جميع المستويات .. وهناك نماذج ناجحة من التجمعات كاتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين وغيرهما من المنظمات الإبداعية التي لها تواجدها الفاعل وتأثيرها الإيجابي على الساحة الثقافية أو الإعلامية .. ومواكبة مختلف القضايا والهموم الوطنية والإنسانية .. فهل توجد نوايا صادقة وإرادة قوية لدى الفنانين بمختلف قطاعاتهم وتخصصاتهم الفنية لتحقيق تطلعاتهم ، وتجاوز ما يمر به اتحادهم الذي لم يكتب له الثبات والدوام .. بسبب عدم انعقاد المؤتمر العام .. بحجة عدم توفر الميزانية المالية اللازمة لإقامته .. مما أصاب الفنانين بالإحباط حيال هذا الموضوع برمته .. لكثرة الأخذ والرد وطول الانتظار .. دون تحقيق نتيجة أو اتخاذ أي قرار .. لتجاوز تلك المعضلة التي حالت دون انعقاد هذا المؤتمر .. وجراء ذلك أثيرت حينذاك العديد من التساؤلات المتعلقة بهذا الشأن أهمها التساؤل عن السبب الحقيقي لعدم انعقاد المؤتمر العام للفنانين ، هل هو عدم توفر التمويل ..؟ أم تهرب بعض المسئولين في ذلك الوقت عن تقديم الحساب الختامي الطويل .. الذي ربما يعرض أولئك البعض للإحراج بصورة غير مرضية ..؟ هذه بعض التساؤلات التي طرحت حينها على الساحة الفنية .. ورغم ذلك هناك من اقترح عدم إثارة أية تساؤلات عن أية حسابات مالية .. إذا كان ذلك هو العائق أمام انعقاد مؤتمر المبدعين . ونحن ندعو جميع أحبائنا الفنانين لإعادة تنظيم أنفسهم ، والسعي بجدية لمواصلة عطاءاتهم ، وثقتنا بأن الدولة ستساند هذا القطاع الذي يمثل الطليعة والضمير الحي للأمة .. تشجيعاً له ليمضي بكل همة .. لتنمية دوره الرائد في التعبير عن مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والتاريخية .. والمواكبة الفاعلة للقضايا العربية والإنسانية .. فيا فنانو اليمن .. يا أحفاد المبدعين أمثال ( ابن اليشْرح وذي جدن) .. ملوك ومبدعي اليمن منذ سالف الزمن .. متى يصبح اتحادكم اتحاداً دائماً ليعود بنشاط وفاعلية إلى موقعه المتقدم على خارطة المنظمات الإبداعية .. وتلك هي القضية . [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر