طوينا صفحات العام الميلادي الآفل 2014م ودلفنا إلى عام ميلادي جديد 2015م، والذي نأمل ونتمنى بأن يكون عام الانطلاقة المثلى والحركة الفضلى ليمن جديد سعيد بالأمن والهدوء والاستقرار... يمن معافى من الأسقام والأدران خالٍ من النزعات الهوجاء فضلاً عن توالي آمال عظام وأمنيات جسام في أفئدة وقلوب السواد الأعظم من المواطنين الشرفاء الذين يتضرعون لله عز وجل بأن يخرج اليمن من هذا الوضع الاستثنائي المأزوم بملء الفراغ السياسي الكبير الذي كان وما يزال عنواناً صاخباً لتداعيات ومآلات الأزمة السياسية الخانقة المدوية التي يراهن البعض عليها في دفعنا إلى ساحات المعارك والاحتراب والاقتتال السياسي والطائفي. ولعل التقاعس عن القيام بالواجبات تجاه الإرباك السياسي والاقتصادي اللذين خلفتهما الأزمة السياسية الكارثية يعد مؤشراً خطيراً على التواطؤ والتآمر مع القوى الظلامية المحلية والإقليمية والدولية التي تدفع باتجاه مضاعفة الاحتقان السياسي وباتجاه إذكاء روح الفتنة والتي هي نائمة ولعن الله من أيقظها في ظل اختلاق الأكاذيب، وبث الشائعة المغرضة للإيقاع بالأطراف السياسية المتنافرة ودفعها إلى مثالب ومنزلقات الصراع والمواجهة المسلحة ليقتل الأخ المسلم أخاه المسلم بدم بارد. ولما كانت القوى السياسية والمجتمعية الشريفة تبدي عزوفاً عن الاستجابة لاستفزازات بعض الأطراف السياسية على قاعدة الفعل وردة الفعل فإن ذلك لا يعفيها عن تحمل مسؤوليتها العظيمة تجاه حلحلة وإنهاء تلك الأزمة السياسية الخانقة التي ستدفع بالبلاد إلى متاهات غائرة في التعقيد والانغلاق السياسي والأمني على أنه من المستحسن الإسراع وبوتيرة عالية إلى رأب الصدع ولملمة الأجزاء المتشظية بعد التشرذم والانقسام المروع في بنية المجتمع اليمني. ونتمنى مع حلول العام الميلادي الجديد 2015م من الألفية الثالثة أن يكون عاماً للسلم والشراكة الوطنية الفاعلة، وتحقيق أعلى معدلات الألفة والانسجام بين المكونات السياسية والمجتمعية، علاوةً على أن يكون هذا العالم الميلادي الجديد 2015م عاماً لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتطبيق فعال لبنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية بملحقه الأمني على اعتبار ذلك التنفيذ وهذا التطبيق خارطة طريق في جبر الكسر، وبناء الدولة المدنية الاتحادية الحديثة. ونأمل من الله ونتمنى عليه في هذا العام الجديد أن يصلح فساد ذات البين، ويدفع باتجاه تغليب العفو والتسامح في المشاحنات والبغضاء لندلف إلى تحديث العمل السياسي القائم على تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والواسعة بين مختلف المجاميع والقوى السياسية والمجتمعية، وتقديم التنازلات لبعضنا البعض بغية الحفاظ على سفينة الوطن من الهلاك والغرق في قاع البحر، ومنع أي خرق لها بإشاعة أجواء الوفاق والتوافق الوطني الراشد. كما نأمل من الله ونتمنى عليه في هذا العام الميلادي الجديد أن يحفظ اليمن من كل سوء ومكروه، وسائر البلدان العربية والإسلامية، وأن يدرأ على إخواننا في الأراضي المحتلة في فلسطين كل غبن وتعسف وجور، وأن يحفظ الأقصى الشريف من شر اليهود وكيدهم ويتمم بتقارب وتضامن عربي عربي يفضي إلى وحدة عربية شاملة أو أدنى صيغ التوحد بإعلان الكونفدرالية للنظام العربي. وأخيراً وليس بآخر نأمل من الله الواحد القهار العزيز المتعال أن يكون عامنا الميلادي الجديد 2015م عاماً لانفراج الأزمات، وتحسين الأوضاع المعيشية للموظفين والمواطنين برغدٍ من العيش، وإكسائهم السعادة والحبور، وجعل اليمن جنة الله في أرضه التي تعد حصناً منيعاً، وملاذاً آمناً من الفتن والإحن كما أخبر بذلك النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حينما قال:« إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن» حيث لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نزجي التحية والمباركة بحلوله إلى كافة فئات وشرائح المجتمع وقواه السياسية والمجتمعية، وكل عام والجميع بألف خير. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر