عندما نقول أن بلدنا هو يمن الإيمان والحكمة، مبررين لأنفسنا أي ظروف سلبية تمر بها البلد وأن حكمة اليمنيين سوف تتجاوزها، فنحن نكذب على أنفسنا، لأننا لا نواجه أنفسنا بالحقائق الدامغة، وذلك أن بلدنا انعدمت فيه مقومات العيش الآمن والكريم الذي يعيشه أي مواطن في أي دولة تمتلك ما تمتلكه بلدنا من الثروات، بل وبأقل منها بكثير. عندما نقول إن مؤشر التنمية في بلدنا يتراجع إلى الخلف بقوة ، والاقتصاد في بلدنا ينهار، فنحن نواجه أنفسنا بألم كبير وهي الحقيقة، خرجت هذا الأسبوع إلى السوق مررت بسوق الجملة والقطاعي، المحلات في داخل الأسواق الكبيرة مثل سوق السعيد وعرفات وأبو الذهب وغيرها، أو المحلات المنفردة، تحدثت مع البائعين عن القوة الشرائية، وعن ظروف عملهم وعن أسباب عدم وجود بضاعة جديدة، كل من سألتهم بلا استثناء أجابوا أنهم لا يستطيعون أن يخسروا رأس مالهم وأن بضائعهم متوقفة في مكان ما خارج اليمن خاصة في هذه الظروف بسبب التطورات السياسية التي من خلالها تأثر الوضع الأمني بطريقة غير مسبوقة. كانوا يجيبون بحسرة، كل ما نستطيع الحفاظ عليه هو أن نبيع ما لدينا بربح ضئيل لنسدد إيجار المحلات التجارية، وندفع أجور العاملين، أما الأرباح ربنا يعوضنا في وقت آخر إن شاء الله. ومع هذا كله يظهر أحد رجالات الفيس بوك المؤمنين بالقوة وبالحكمة المنطلقة من أفواه البنادق والمؤججين للصراعات ليقول لي اهتمي بنفسك ودعي هم الوطن للرجال.. يا هذا ويا هؤلاء وهل حطم اليمن غير الرجال الذين نفخوا نار الصراعات وأججوها، وهل استقرت اليمن وازدهرت عبر العصور إلا في حكم النساء. هؤلاء المثيرون للصراعات بمناصرتهم الزائفة لأجل الانتقامات الشخصية، نسوا وتناسوا أن المرأة والرجل كانوا معاً في انطلاقة ثورة 11فبراير 2011م، في كل المناحي بل كانت المرأة تسبقهم أحياناً، والآن يأتي ليقول دعي هم الوطن للرجال، في الوقت الذي أرى أن اليمن لن يصلح إلا ببلقيس أخرى تدير شؤونه بعيداً عن مصطلحات القوة وعنتريات الرجال، والانتقامات السياسية، امرأة تعمل بالشورى، وليس بالإقصاء الذي يولد الأحقاد، ويؤسس لنزاعات تبدأ ولا تنتهي. [email protected]