بالجريمة البشعة التي أقدمت عليها الجماعة السيئة الذكر “ داعش” بإحراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة ، تكون هذه الفئة الضالة قد تجاوزت مسألة الإسلام وتشويه رحمته المهداة للبشرية ، بل تجاوزت الفطرة الإنسانية تماماً بغضّ النظر عن الأديان . لا يعذب بالنار إلا خالقها وفق الأثر ، وبطريقته هو تجلى في علاه ، وبالكيفية التي يريدها ، وفوق مستوى الفهم الساذج للبشر الذين لا يمثلون إلا أحقادهم المنتنة ، وخدمتهم الدنيئة لأجندة تستهدف الفطرة الإنسانية قبل أن تستهدف الإسلام أو أي دين آخر . ما أرعبني في الفيديو الذي بثته “داعش” أنها استندت لمقولة لابن تيمية لتبرير جريمتها النكراء ، حيث نسبت له هذه الجملة « فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع » . مثل هذه الفتوى العائمة والتي يستغلها ضعاف النفوس وعبدة الشياطين لضرب الإسلام من جهةٍ، وضرب الفطرة الإنسانية من جهاتٍ كثيرة ، ماهي إلا صورة بشعة لمدئ الإفلاس الذي وصل له أعداء الحياة بانتقامهم القذر من أطهر علاقة بين البشر وحياتهم ،وبينهم وبين خالقهم المتمثلة بالنعمة العظيمة .. نعمة الروح .