الحرب على الدين الإسلامي من قبل أعدائه ليس وليد اليوم ولكنه يمتد إلى الأيام الأولى لظهوره في مكةالمكرمة قبل أكثر من ألف وأربع مائة سنة ومع ذلك استمر الإسلام في تفوقه وانتصاراته كديانة إنسانية سامية للبشرية جمعاء ومهيمنة على جميع الأديان السماوية والعقائد الوضعية فالسر ليس في قوة المسلمين العسكرية وإنما فيما يحمله الإسلام من قيم وأخلاقياته ترقي بالإنسان وترفع من شأنه باعتباره خليفة الله سبحانه في الأرض... لكن الجديد اليوم يحارب الإسلام بأبنائه وبمن يزعمون أنهم ينتمون إليه ويعملون بتعليماته.. وهذا من أكثر الأسلحة ضرراً وخطورة على الإسلام والمسلمين.. فالمسلمون الذين حملوا الإسلام إلى أصقاع الأرض كانوا هداة مصلحين ولم يفرضوا على الآخرين اعتناقه عملاً والتزاماً بتوجيهات خالقهم (لكم دينكم ولي دين) فقدموا أنموذج للإنسان المسلم بتعامله وقيمه وأخلاقياته..واحترامه لاتباع الأديان الأخرى لم يكونوا قتلة وإرهابين وقطاع طرق فقهروا أعداءهم بمكارم أخلاقهم وحسن تعاملهم قبل أن يقهروهم بالسيف.. وكلنا يتذكر تعامل الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع جاره اليهودي ومع من آذوه من كفار قريش وكلنا نتذكر أيضاً حكاية عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع القبطي وغيرها من الحكايات التي تؤكد أن الإسلام يرفض العنف والتطرف ويدعو إلى المحبة والسلام والتعايش مع الجميع حتى في الحرب كان المسلمون ملتزمين بأخلاقيات دينهم الإسلامي وتوجيهات رسولهم الأعظم فلا يقطعوا شجرة ولا يقتلوا امرأة أو طفلاً أو شيخاً أو أعزلاً من السلاح وأن يحسنوا معاملة الأسرى وهذا ما جعل الشعوب الأخرى تقبل على الإسلام وترحب بالمسلمين وهذا ما دفع أعداء الإسلام للبحث عن طرق ووسائل أخرى تشوه حقيقة الإسلام وتسيء إلى المسلمين وما تقوم به الجماعات الإرهابية من تنظيم القاعدة وغيرها من جرائم بشعة في حق المسلمين وغيرهم وتحت شعار الإسلام يندرج ضمن هذا المخطط لأن هؤلاء لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين فمتى كان الإسلام يأمر بذبح الإنسان أو إحراقه حياً وهنا أتساءل أين هم علماء المسلمين ولماذا لا تكون لهم كلمة حق في وجه هذه الجماعات الإرهابية التي تتستر خلف الدين الإسلامي وترتكب أبشع الجرائم وأكثرها وحشية.. ألم يحن الوقت بعد ليخرج علماء المسلمين بموقف واضح يزيل الغشاوة عن أعين الكثير ممن يرون فيما تقوم به داعش والنصرة والقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية عملاً مشروعاً وجهاداً مقدساً؟ ألم يحن الوقت بعد ليتخلى علماء الدين عن أحزابهم ومذاهبهم ويكونوا علماء دين فقط أو ينتصروا للإسلام من بعض أبنائه.أما نحن فلا نجد إلا أن نرفع أكفنا إلى السماء ونقول اللهم أنصر الإسلام على من يدعون بأنهم مسلمون.