الرئيس هادي يجتمع بمحافظي إقليم عدن وبإمكانه زيارة بقية الأقاليم التي لم تدخلها المليشيات مثل إقليم سبأ وحضرموت والجند وسيوجه أوامره فيها بل ومن حقه أن يتخذ كل التدابير لاستعادة الدولة وحماية الشرعية في كل محافظات ومدن الجمهورية فهو يبقى الرئيس الشرعي طالما لم يقبلها مجلس النواب. وهو عندما بدأ يمارس مهامه واجتماعاته ويصدر قراراته وتوجيهاته تحت توقيع رئيس الجمهورية ويطالب بسرعة اجتماع هيئة الحوار الوطني وما شابه، فهو هنا يسحب الاستقالة عملياً من رجلها وشعرها ويرميها في البحر وأصبحت في حكم العدم ولا داعي لأن يقول أنا رئيس الجمهورية أسحب استقالتي، بل هو وجّه كرئيس وأصدر أوامر تنسف كل شيء مثل قراره باعتبار كل ماتم بعد 21سبتمبر باطلاً وغير شرعي وفي المقدمة طبعاً الإعلان الدستوري المزعوم، وهو هنا صورة أوضح لسحب الاستقالة قبل وصولها للبرلمان، فلا شيء يمنع رئيس الجمهورية من سحب استقالته بإعادة ممارسة مهامه قبل أن يجتمع البرلمان لأنها قبل هذا الوقت في يد صاحب الاستقالة الذي هو رئيس الجمهورية. أنا هنا أذكركم بأن أغلب الأطراف بقيت تلح على رئيس الجمهورية بأن يسحب استقالته قبل وصولها للبرلمان وفي المقدمة الذين اجتاحوا دار الرئاسة وبيت الرئيس لأنهم فعلوا ذلك من أجل أن يبقى منصب الرئيس، والرئيس تحت تصرفهم يصدر الأوامر والتعيينات بل وقرارات الحرب على الخصوم باسم رئيس الجمهورية والدولة وهو مالم يطقه الرئيس حينها وقدم استقالته احتجاجاً وكصورة قوية من صورالمقاومة وإنقاذ الشرعية. الآن هاهو تراجع عن الاستقالة كما كنتم تطالبون، فلماذا هذا الصراخ والعويل، بالتأكيد هم يريدونه رئيساً محتجزاً و«ختم» بصورة رئيس داخل القصر أما رئيس خارج الإرادة وحر الحركة بإمكانه أن يستعيد الدولة ويعيد الشرعية ويلتف حوله الداخل والخارج بصورة تنقذ اليمن، فهذا ما لا يريدونه وهو أمر مفهوم الدوافع. الرئيس اليوم في عدن بعد ما تعذر له أن يمارس صلاحياته من العاصمة المخطوفة, ولا شرعية ولاوجود لعاصمة مخطوفة من المليشيات حتى تحرر وتعود إليها سلطة الدولة. وهذا ما فهمه المجتمع الدولي والاقليمي الذين يعرفون معنى وأهمية الشرعية، لذلك انسحبوا وأغلقوا سفاراتهم لعل الناس تفرق بين أوضاع الدولة والعصابة المسلحة... لكن لا حياة لمن تنادي. أما وقد استطاع الرئيس أن يفلت من الأسر، فإن الشرعية هي التي حررت وبإمكانه أن يمارسها من أي مدينة يمنية ويتخذها عاصمة مؤقتة وعليه أن يدعو سفارات الدول بالاتجاه إلى العاصمة المؤقتة، وهذا مايجب أن تفعله الدول التي تحترم شرعيات الدول ودساتيرها وهو أمر سيساعد على إنقاذ اليمن وإنجاح الحوار الوطني الذي تم اختطافه هو الآخر قبل أن يبدأ خطوته الأولى في الحركة. [email protected]