العقلاء والحكماء وأصحاب التاريخ المشرف هم من يحرصون على عدم وقوع اليمن في منزلق خطير ولا يقفون عند المساومات الرخيصة ولا يقبلون بأذية الوطن اليمني الواحد والموحد ,لأنهم يدركون أن قوة اليمن وأبنائها في وحدتها ووحدة عناصر أمنها القومي ,وأن العزة والكرامة لإنسان اليمن لا تتحقق في التبعية والقبول بإيذاء الوطن وتعريضه للخطر أياً كان, وتعلم اليمنيون من تجارب الحياة وغاصوا في أغوارها ولم يعد ينطلي عليهم الاغراء والأوهام من أجل الغدر بوحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة والموحدة . إن مشهد الظاهرة السياسية الراهنة ينذر بخطر نأمل أن لا يقع على الاطلاق أن يدرك الذين قد يكونون سبباً في الوقوع في هذا الخطر أن التاريخ سيسجل عليهم العبء الأكبر لأن بأيديهم تجنيب اليمن إذا تمكنوا من تحكيم الضمير وادركوا أن من يدفعهم لمزيد من تدمير اليمن لا يريدون من اليمن أن يكون حراً وموحداً إن ظهرت أقوالهم في شكل الرحمة إلا أن العقلاء والحكماء يدركون أن باطنها العذاب الشديد ,لأن من يدس السم في العسل لا يمكن أن يحترم اليمن أو حتى يحترم من يحقق رغباته العدوانية على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ,ثم أن ذاكرة الشعب اليمني أقوى في التقاط الأثر الذي يؤثر على السجل الوطني ,لأن خدمة الغير انذار خطير في ذاكرة الشعب اليمني . لقد لاحظ الشارع اليمني تدافع وتزاحم النفعيين والانتهازيين من الداخل ومن الخارج صوب صب الزيت على نار الفتنة وكل من هؤلاء له غرض تدميري لا يخدم اليمن بأي حال من الأحوال ويشكل خطراً جسيماً على الوحدة اليمنية والأمن والاستقرار ويمنع اليمن من الوصول إلى ما يحقق خير الناس كافة ويمنع الاحتراب ,ومن أجل ذلك ينبغي على العقلاء والحكماء الوقوف أمام هذا التدافع والتزاحم الذي يحقق الرغبات الخاصة و لا صلة له بخير اليمن وأهله الواحد والموحد. إن إيماننا بأن شرف التاريخ سيمنع الذين وقفوا في شرك الخديعة من أية أذية لليمن الواحد والموحد يجعلنا نوجه لهم نداء الكرامة والعزة من اجل الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ومنع التداعيات أياً كانت أن تفاجىء العالم بإنجاز ما تبقى من التسوية السياسية لنصل إلى حق الشعب في الاختيار الحر المباشر من خلال الانتخابات العامة لأن شرف التاريخ يدفع النبلاء والعظماء صوب هذا الاتجاه الذي يخلص البلاد والعباد ويقودها نحو الحرية والكرامة والتسامح والتصالح وتحقيق عزة اليمن وكرامة أهلها بإذن الله.