عندما تكون النوايا حسنة تكون النتائج حسنة وقد قلنا منذ البداية: إن على الذين يتحاورون أن يتجرّدوا من العواطف الذاتية والانتماءات السلبية وأن يكون انتماؤهم إلى اليمن الواحد والموحّد وأن يتخلّصوا من أية مؤثرات سلبية, لأن التفكير في المستقبل يحتاج إلى التجرّد المطلق من كل المؤثرات السلبية ولأن مستقبل أجيال اليمن أمانة في أعناق الجميع يحتاج إلى قوة الإرادة وقوة الانتماء لإعطاء الوطن حقه من الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره والانطلاق صوب آفاق المستقبل بقوة الإيمان وعظمة الحكمة. ولئن كانت الأحداث المأساوية التي مرّ بها اليمن قد أحدثت شرخاً في جدار البيت اليمني الواحد فإن العقلاء والحكماء الذين يدركون أن القوة والعزة والمنعة والشموخ لاتوجد إلا في قوة التوحد وبناء الدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة قادرون على المضى بثقة عالية صوب القدر الواحد والمصير الواحد, لأن طموحات أبناء اليمن لاتقف عد مستوى وحدة الأرض والدولة والإنسان في اليمن الواحد والموحد فحسب, وإنما ماضون نحو وحدة شبه الجزيرة العربية، ثم الوطن العربي الكبير, لأنهم قد تعلموا من دروس وعبر التاريخ أن الرماح تأبى التكسّر إذا اجتمعن, وأن التفرق ضعف وهوان ويدركون أن الوطن العربي الواحد لايمكن أن تكون له قيمة في العلاقات الدولية الإ في ظل وحدة القدر والمصير الواحد. إن بوادر الأمل تنطلق أولى تباشيرها من أرض السعادة والطيب والكرم، والنخوة والكبرياء، يمن الإيمان والحكمة, ولا غرو أن نجد أبناء الوطن العربي يسعدون لسعادة أبناء اليمن ويستبشرون خيراً بنجاحات أبناء اليمن, لأن اليمن وأبناءها هم بذرة الإسلام الأولى وقلب الأمة العربي النابض بالكبرياء التي لاتقبل الانكسار, ومن أجل ذلك ينبغي أن تكون مخرجات الحوار الوطني بحجم هذه الآمال العريضة التي تحقق الانتصار المبين لأمتنا العربية والإسلامية بإذن الله.