الوقوف عند المصالح الآنية الخاصة واحدة من المعيقات التي تؤثر على مستقبل الأجيال القادمة وتصنع الأزمة في الحياة السياسية، ومن أجل ذلك فإن على كافة القوى السياسية الوطنية أن تتجرد تماماً من كل المؤثرات الذاتية والخارجية أياً كانت عندما تقف أمام مستقبل أجيال اليمن القادمة، وعليها أن تتحدث عن صناعة المستقبل بموضوعية مطلقة بعيداً عن المصالح الذاتية والمناطقية والفردية وأن يكون اليمن الواحد والموحد هو الصورة البارزة أمام تلك القوى. إن صناعة المستقبل يحتاج إلى التجرد المطلق من العاطفة والانتماءات الحزبية والتفضيلات المفصلة والخاصة، ولن يكون لصناعة المستقبل اشراق وألق إلا إذا كان صناعه لايفكرون إلا في قوة الدولة ووحدة الأرض والانسان، ولايمكن أن يكون للمستقبل وهج مالم يكن صناعه يمتلكون رؤية استراتيجية بعيدة المدى وطويلة الأجل، ذلك هو المنهج الوطني الذي ينبغي أن يسلكه اليمنيون كافة. إن المفكرين السياسيين يدركون خطورة الأفكار المتطرفة والأفكار العاطفية والانتماءات المؤثرة على صناع المستقبل، ولذلك فقد شددوا على أهمية التجرد المطلق والعمل في جو من الحرية المطلقة والموضوعية المتناهية التي لاتستحضر أمامها غير مستقبل الأجيال القادمة لكي نضمن عدم انحياز تلك الصناعة لطرف دون طرف وإنما الانحياز الكلي لكل المكونات الجغرافية والسكانية للجمهورية اليمنية ولمستقبل الأجيال، ومن هذا المنطلق نكرر التشديد على ضرورة التجرد من كل المؤثرات من أجل صناعة المستقبل. ونحن إذ نقول ذلك لأن الفرصة مازالت متاحة أمام أبناء اليمن لصناعة مستقبل أجيالهم ولايمكن أن ترسم خارطة الطريق للمستقبل إلا من قبل اليمنيين كافة أما الآخرون فإن دورهم لايتجاوز التيسير والمساعدة فقط، ولاشك بأن أهل الإيمان والحكمة قادرون على صناعة المستقبل الأكثر توحداً وقوة وتطوراً بإذن الله.