الهدوء والعقلانية والصبر على المكارة دليل على النية الصادقة التي تقدم درء المفاسد على جلب المصالح وتجعل من المصلحة العليا لليمن الواحد والموحد فوق كل المصالح الخاصة والضيقة وتقدم القوى السياسية أياً كانت إلى الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في تحقيق الخير العام والسلام والشامل في أرقى صور الإيثار والتضحية من أجل سلامة الدولة اليمنية الواحدة والموحدة الأمر الذي يجعل الشعب بكل مكوناته يتدافع ويتفاعل مع تلك القوى الوطنية بشكل تلقائي، لأنه يدرك أن القوى التي جعلت من المصالح العليا للبلاد همها وعنوان حركتها إنما تعبر عن الهم الشعبي والطموح الوطني، وهو ما يقود إلى الرضا الذي يعزز الوحدة الوطنية ويصون السيادة ويقوي الفعل الوطني المجسد للانتماء لقدسية لتراب الواحد والموحد. إن ما شهدته اليمن خلال الأيام القليلة الماضية من التماسك والتكاتف والتعاضد في الحفاظ على الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على صناع الفتن وتجار الحروب بيان عملي على قوة الإيمان بالله رب العالمين الذي لا تزعزعه الأحداث الجسام ولا تؤثر فيه أعاصير الرياح وعواصف الأمواج مهما بلغ حجمها، ولذلك على الذين مازال في قلوبهم مرض الحقد والكراهية والرغبة في تنفيذ المخططات التمزيقية أن يدركوا حالتهم المرضية ويقدموا أنفسهم إلى المصحات النفسية لمعالجة ذلك المرض الذي كدر حياتهم وجعلهم أشد عداوة لوحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية وليس عيباً الأصتطباب من هذا الداء، ولكن العيب والعار هو الاستمرار في تحدي إرادة الخير والسلام والوئام والتوحد والالتزام بأمر الله في الاعتصام بحبله المتين. كما أن على الذين يصبون الزيت على النار من أجل إشعال الحروب القبلية والقروية أن يدركوا بأن اليمن الواحد والموحد قادر على مواجهة الخطر أياً كان، ولذلك فإن عليهم أن يدرسوا التاريخ ليأخذوا منه العبر والعظات ويضعوا لأنفسهم حدوداً صارمة تمنعهم من التدخل في شئون اليمنيين، لأن غضب اليمنيين شديد وبأسهم أشد فبقدر الحلم الذي يتمتع به اليمنيون يكون الغضب فأخذوا ذلك وأعلموا أن اليمن يحترم مبدأ عدم التدخل في شئون الغير ولا يكن عداءً لأحد فلا تخلقوا لأنفسكم عداوة مع شعب السلام والخير الإنساني والحضارة العريقة. إن المزيد من الترابط والتكاتف والتعاضد والتصالح والتسامح هو طريقنا جميعاً من أجل الانطلاق صوب البقاء والإعمار الذي يحقق رضى الخالق جل في علاه واليمنيون ماضون فيما يرضي الله ويقوي اعتصامهم بحبله المتين بإذن الله.