إن غاية الوحدة الوطنية هي حفظ الكافة ونبذ العنف والإرهاب وبناء الوطن والحفاظ على مكوناته الجغرافية والبشرية بدون استثناء وهذا يعد اليوم من أقدس الواجبات المفروضة شرعاً وعقلاً، لأن سلامة الوطن من أمراض الفتن يعني سلامة الناس كافة من الأذى أياً كان، وقد أصاب الوطن الكثير من الأذى الذي أقلق أمنه وعرّض سلامته للخطر الخارجي، وهدّد كيان الدولة اليمنية الواحدة والموحّدة، ومن أجل ذلك ينبغي على القوى السياسية أن تشعر بأمانة المسئولية وتعطي الوطن حق الانتماء، ثم تفي بذلك الحق المقدّس الذي يحتّم عليها الكف عن ممارسة الأذى أياً كان وأن تقدّم مصلحة الوطن على المصالح الأخرى وأن تجعل من مبدأ الولاء الوطني عنوانها الأول الذي يعزّز التلاحم والتكاتف الوطني ويصون السيادة اليمنية ويعصمها من الأخطار. إن الإدراك الحقيقي لقدسية الولاء الوطني يجعل القوى السياسية في الساحة الوطنية تتسابق على خدمة الوطن بكل مكوناته البشرية والجغرافية ويفرض على الكافة التفافاً حول قضايا السيادة الوطنية والحفاظ على هيبة الدولة وبسط سلطانها ووحدة الإرادة السياسية المدعومة بوحدة الإرادة الشعبية ويمنع التفتّت والانشطار ويعزّز بناء الدولة اليمنية ويجعل كل فرد من المكونات البشرية يشعر بأمانة المسئولية المتعلّقة بحق الانتماء. إن الأحداث الكارثية التي مرّت على اليمن سوف تزيد اليمنيين حرصاً وتماسكاً وتلاحماً من أجل حماية كيان الدولة اليمنية ومنع المساس به أو التفريط في قدسية السيادة الوطنية المعبّرة عن الإرادة الكلية لأبناء الشعب، وقد علّمتنا تجارب التاريخ أنه كلما ازداد الشعب تمسّكاً بوحدة الأرض والإنسان والدولة، وكلما حاصرت التحديات اليمن كلّما تضافرت جهود أبنائها الأفذاذ في سبيل تجاوز العواصف أياً كانت. إن وحدة الصف من وحدة الإرادة السياسية ووحدة الإرادة السياسية من وحدة الإرادة الشعبية المعتصمة بحبل الله المتين الذي أقرّ بالوحدة والتمسّك بها ونهى عن التفرقة، واليمنيون مهما تعرّضت بلادهم للمخاطر إلا أن ولاءهم لله ثم للوطن هو الوعاء الجامع المانع والصخرة التي تتحطّم عليها رغبات أعداء اليمن، ومن أجل ذلك نشدّد على مبدأ الولاء لقدسية التراب اليمني وجعله عنوان كل الشرفاء، لأنه البوابة الكبرى لإعادة بناء الدولة وتعمير اليمن بإذن الله.