علاقة الشعوب بحكامها علاقة مشوبة بكثير من الاستفهامات، وبقاء معظم الحكام على إدارة الدول لفترة طويلة غالباً ما يتوقف على توطيد الحكام لأركان حكمهم بوسائلهم الخاصة والمتعددة التي لاكوابح لها، والتناسب مع نقيضها من إقامة العدل والمساواة أقل حظاً. قد يختلف الحال وتختلف البيئة في اتخاذ الطريقة لإدارة الدول بين هذة وتلك، لكن يبقى التاريخ سجلاً لفترات الحكم بين العدالة ونشر الخير وبين الظلم والاستبداد، ومن المعلوم أن إيجابيات المراحل لاتأخذ خطها في القراءة والعرض والتداول مع سلبياتها ك انتشار « طبائع الاستبداد للكواكبي » و « العقد الاجتماعي لجاك روسو». الحب بنكهة السياسة -حب الحكام لبقائهم في سدة حكم الأوطان هو خيارهم الأول والأبدي، ولو كان الاختيار بين بقائهم وبقاء عافية الأوطان لكان لهم خيارهم الأول وتلك سياسة بعض الحكام وهي حب البقاء - الحب بالنكهة السياسية المتفردة وإيجاد أتباع لهم، حب سياسي بنكهة الخوف أو التخلف أو المصلحة. سوداوية السلسلة لديكتاتورية الحكام والشخصيات مذهلة ومفجعة، ولازلنا إلى اليوم نجد شعوباً أرخت صفحة تاريخية تمجد سياسة اللون الدموي ويعدون رموزها قادة عظماء وزعماء تاريخيين . الشعوب من تصنع حكامها، والحكام من تصنع سياسة الدول، والمستبدون في تاريخ الشعوب لم يُقدموا على استبداد الشعوب إلا حين وجدوا ضعف الحق من مطالبيه ومن فرعن فرعون سوى الأتباع ومن لم يعمل لذاته سداً وحماية جرفه التيار. ذكر التاريخ لنا نازية هتلر وديكتاتورية ستالين ولينين، وقائمة لديكتاتوريين كماوتسي، وتشاينغ، وكيم ايل، ويحيى خان، وبول بوث وغيرهم، ولحق بتلك القائمة من جلدتنا ولم يقف الطابور على فئة الحكام وقادة بعض الدول والرؤساء بل تمخض عن بروز زعماء جماعات وأحزاب فرعنت نفسها سياسياً ودينياً ، ونحن اليوم نرى طابعاً جديداً قديماً لديكتاتورية النكهة السياسية,, ملكية السيد ,, ونرجسية الزعيم ,,، ولو تأمل صانعوا الديكتاتوريات بعين الحقيقة وميزان العقل لعرفوا قدر أنفسهم وتضاءلت قامتهم. وللحقيقة وإن كانت مرة فقد خابت النفوس الظالمة حين اختارت لغةً لاتخاطب لغة شعوبهم البسيطة ورددت الخطابات السياسية التي لاتُفهم منهاسوى تمجيد ذواتهم لابتعادها عن مستويات الناس وحاجاتهم. [email protected]