ما الذي يميّز تعز عن غيرها حتى تُوصف بالعاصمة الثقافية، والمدينة الحالمة؟ لعل ماتمتلكه من خصائص وملكات أعطاها صفة الريادة في الجانب المتميّز. ووصفها بالثقافية كونها فاعلة ثقافياً في حراك أبنائها الثقافي، والفعاليات النشطة على مستوى المؤسسات الرسمية، والقطاعات المدنية والشبابية، ومد جسر التواصل الثقافي على مستوى النُخب والشارع، وامتداده إلى فضاءات أوسع مما هو كائن، هذا بعض ما يمكننا قوله من إطلاق المسمى في العاصمة الثقافية. تعز ثقافية بتاريخها الثقافي والحضاري ودورها السبّاق القائد لحركات التغيير، لكننا اليوم على عتبة مكاشفة حقيقية مع دورها المنوط بها، فهي لاتمثّل إلا رصيدها في الماضي وإعادة سيناريوهات شكلية غير موجودة أصلاً على واقع الحدث الثقافي والفكري. عاصمة ثقافية خالية من لسان ثقافي يعبّر عنها وعن الوطن، والمطلع القريب يجد الفراغ المطلق والمغيب في عناوينها الثقافية، فجعجعة المسمّى الثقافي لم يطحن حراكاً ثقافياً. تعز لا تُعاني من الجمود الثقافي في كونها ثقافية، بل يتعدى مفاصل الحياة فيها وبالخصوص التحول الثقافي في البنية الاجتماعية وافتقادها لهويتها، فالرافد الثقافي لها لا يمتلك أبجديات الثقافة وتحوّله أو تحويله من ثقافة العلم والمعرفة إلى الجهل والتجهيل، ومن سلاح العلم إلى سلاح البندقية. لا نجزم بالقول إن الأمور حدثت تلقائياً كما إننا لانُلقي بالتهم لأية جهة تريد الوصول إلى ما وصلت إليه وكل ماسبق في حيز الممكن، وإذا كانت تعز ثقافية فلماذا هي غائبة عن صوت الثقافة المعبّر؟. ودخولها في الجفاف السياسي وافتقادها للهوية الثقافية، وانقطاع الجسر الثقافي المتمثّل بالأصوات القادمة عربياً من أنشطة ثقافية وتواصل ثقافي متسع ومجلات ثقافية وأدبية وفكرية وغيرها. تعز تتساءل: لماذا تُحضر عليها المجلات الثقافية والأدبية عربياً والأنشطة الثقافية المفتوحة على عكس وجودها في بقية المحافظات؟، وكيف يمكن أن نسميها ثقافية إذاً؟، كيف ينقطع جسر الثقافية عربياً عنها؟. يمكنك البحث عن (العربي - دبي الثقافية - العربية - الرافد - أخبار الأدب - إبداع - الكويت - البحرين - .......)، وغيرها من المجلات الأدبية والملاحق الثقافية والفكرية والسياسية، بالتأكيد ستعود خائباً، ويكفيك أن تستعين بأحد أقاربك في إحدى المحافظات ليمدك بإحدى المجلات المذكورة أو غيرها.. فمن المسئول عن هذا الغياب وهذا الحظر؟!. [email protected]