فتح العلاقة مع إيران من قبل «أنصار الله» والاتجاه نحوها بنطاق أوسع وأشمل مما كان عليه النظام السابق أتاح للبعض توظيفها بشكل سيئ في إطار الصراع المذهبي والسياسي الإقليمي في المنطقة ، وبالتأكيد أن رؤية نوع هذه العلاقة بوضوح ومدى حدود الدبلوماسية بين البلدين ستزيل الكثير من اللبس لدى الشعب خصوصاً المسكونين بهاجس المؤامرة والاحتلال الفارسي !. في لقاء الوفد الإعلامي الذي زار صعدة الأسبوع الماضي التقينا خلالها بالسيد عبد الملك ووجهت له عدة تساؤلات منها سؤال حول ماهية هذه العلاقة.. الحقيقة أن إجابته كانت واضحة بهذا الشأن وكما هو معلوم سابقاً لا توجد لدى جماعة أنصار الله نية لتأزيم العلاقات الثنائية الإنسانية مع أي دولة خصوصاً السعودية وتحدث أنهم ضد أي احتلال للبلد ولو كان من قبل إيران . ربما بعض الدول هي من حددت وجهتها وذهبت لرفع سفاراتها بمحض إرادتها وتباعاً لمستجدات سياسية تتبع محوراً معيناً ولو أنها تعيد تواجدها وتعمل على عدم توتر الوضع لكان أفضل للجميع. الشعب اليمني من جهته تكاد تلمح غالبية فئاته لا تعارض أي مساعدات اقتصادية تصله من أي دولة كانت ما دامت تصب في خانة سد احتياجاته ومعاناته غير أن النخب الكبيرة والقيادات الحزبية تتفاوت رؤية بعضها عكس الكثير من أتباعهم ، فمثلاً رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح الأخ علي الجرادي وفي برنامج حواري على قناة السعيدة صرح بأنه يتمنى أن يرى هذه المساعدات الإيرانية تصل للشعب بينما معظم إخوانه جبلوا على معارضة إقامة العلاقة مع إيران واعتبار ذلك عمالة وارتهاناً وتسليم البلد لمحتل خارجي كما هو واضح في تصريحاتهم الإعلامية !. في ما يخص عقد اتفاقيات موقعة بين الجانبين الإيراني واليمني في عدة مجالات خصوصاً مسألة الطاقة الكهربائية والنفط وما لاقته من ترويج اعلامي سيكون له أثر إيجابي أو سلبي على مستقبل أنصار الله السياسي خاصة . ففي حالة شعر الناس بتحسن حقيقي في المجالات المعلن عنها سيكون وقع صداه وأثره كبيراً بين الأوساط خصوصاً فئة الشعب المغلوب والذي يهمه بدرجة أساسية أشياء محسوسة وقد سئم كثيراً من وعود السابقين وعلى العكس تماماً سيظهر الأثر السلبي الذي يطيح بسمعة ومستقبل أنصار الله السياسي إذا ما تأخرت هذه الاتفاقيات المعلنة فقط مجرد التأخير وعدم تقديم صورة واضحة للناس حولها قد يؤدي ذلك لنزع ثقة المتطلعين والمؤملين بتجربة أنصار الله الصاعدة.