صراع المصالح ومطامح النفوذ بين الشرق والغرب دائماً ما يكون زادها أو عدتها تلك الدول التي وإن كانت بعضها ثرية والبعض الآخر يفتقد لقادة أو حكام على درجة من المسئولية. الصراعات والحروب والخطوب تطحن العديد من الدول العربية والإسلامية فيما تكون من الندرة في دول أخرى أكانت أسيوية أم أفريقية أم أمريكية وهذه من الأمور والأولويات التي تستوجب من القادة العرب وإلى جانبهم القيادات الإسلامية إدراك مدى أخطارها على صعيد الحاضر والمستقبل.. ومن ثم البحث في مخارج لها إن لم تتمكن من تجاوزها أو تجنب حدوثها فعلى الأقل فرملتها ووقف تداعياتها. حروب طاحنة تدور رحاها اليوم في العراق وسوريا وليبيا وسباق محموم لجر اليمن نحوها وقودها ثروات الشعوب ومئات الآلاف من أبناء الأمة العربية والإسلامية تلك الحروب من تخدم بنتائجها الكارثية. أليس تنفيذ المخططات ووفق أجندات معادية بصورة مباشرة وغير مباشرة، أليست بنتائجها تستهدف وأد مقدرات العرب والمسلمين وإذلالهم.. أو ليس ما يجري في واقع الأمة من قهر وتدمير حتى لتراثها الحضاري شهادات وبراهين واضحة الشدة على أننا معشر العرب والمسلمين أحوج اليوم أكثر من أي وقت مضى لصحوة من كبوتنا نفعل من خلالها قدرتنا على سبر أغوار تاريخنا واستنهاض قدرتنا من جديد لتصحيح مسار الرواد الذين كانوا مشاعل الفتوحات وقادة صنعوا مجد الأمة وتاريخها. العرب ونحن جزء منهم صرنا نفتقد اليوم لقادة سياسيين حكماء يدركون خطورة مآل أوضاعنا ويعملون على تضميد جراحاتنا ويقودون سفينتنا نحو بر الأمان. نحن اليوم بحاجة إلى عقلاء في السياسة وفي الحوار وفي الميدان، نحن بحاجة إلى من ينتصر للخير ضد الشر، نحن بحاجة إلى من لديهم نوايا بل وقناعات بأن اليمن في خطر.. نحن بحاجة لمن يخمد النيران بالماء لا لمن يسعون لصب مزيد من الزيت على النار، نحن بحاجة لنشر ثقافة الأخوة والمحبة والسلام لتحل محل التمزق والكره والاغتيال. لقد صرنا نمقت واقعنا المليء بالأهوال والمخاوف والمتاعب، اليمن عزيزة وغالية فلماذا يقبل البعض بإذلالها والانتقاص من كرامتها؟ لماذا صرنا اليوم نستجدي الغير ضد بعضنا البعض.. ونهيل التراب على تاريخنا؟ معاناة الناس جراء هوس وطيش وتصرفات بعض الساسة ودخلاء السياسة وأطفالها أصبحت أشبه بسلاسل تكبل الناس وتفقدهم حتى القدرة على فهم أبعاد ما هو مطلوب منهم ومفروض عليهم. بالله عليكم كيف لنا أن نفهم ما صرنا عليه من جيش وأمن متعدد الولاءات، أحزاب أيضاً صارت تفتقد جزءاً كبيراً من الولاء الوطني.. مخططات الانتقاص من الوحدة يستدرج إليها بعضنا بوعي وبدون وعي.. ما الذي يمكن فهمه من طبيعة كل ما يدور ويعتمل في الساحة الوطنية؟.. أفيدونا يا أهل الحل والعقد إن كان لكم وجود.. ما الذي يراد منا. اليمن توحد في 22 مايو 90 ودفع ثمناً باهظاً لتلك الوحدة، فلماذا نغمة المناطقية والانفصال صارت اليوم بوتيرة عالية لدى البعض؟. إننا نناشد عقلاء اليمن وحكماءها أن ينتصروا لخيار الحكمة وهو الحوار.. فالبديل للحوار لن يعزز إلا دماراً وحقداً وخراباً ونقول لأصحاب المصالح والمطامح مآلات خياركم في يمن الإيمان لا شك إلى زوال. أمام قمة العرب القمة العربية القادمة استثنائية بكل المقاييس والمعايير.. فهل ستكون ذات نتائج تخدم الأمة العربية أم ستكون نتائجها إضافة لقمم سابقة أججت الصراع بين العديد من الدول العربية وساهمت في إيجاد كيانات تعمل ضد الأخرى وتخدم مصالح أعداء الأمة فهل من جديد في واقع العرب اليوم؟ عفواً أزماتنا صارت أشبه بمرض بلادة تصيبنا شيئاً فشيئاً.