اندهشت كثيراً وأنا أستمع لوقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده الناطق الرسمي لقوى العدوان العشري ضد اليمن واليمنيين الأحد الماضي ومرد اندهاشي ما قاله هذا الناطق حول وضع الوسائل الإعلامية التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وجماعة أنصار الله “الحوثيين” ضمن الأهداف الرئيسية للضربات العسكرية التي تنفذها طائرات العدوان منذ الخميس الماضي في العاصمة اليمنيةصنعاء وعدد من المحافظات الأخرى.. إعلان واضح وصريح يكشف عن لا أخلاقية هذا العدوان وابتعاده عن الأهداف التي يسوقونها ويبررون بها عدوانهم السافر على اليمن واليمنيين.. لقد عرى هذا الناطق بتلك التصريحات قيادات الأنظمة العربية التي تقود هذا العدوان اللا أخلاقي وفي مقدمتها السعودية التي نراها تتخبط عبر قنواتها ومحلليها عند تناول المبررات التي قادتها لشن هذا العدوان ومحاولاتها المتكررة لإقناع المشاهد العربي من جهة والعالمي من جهة ثانية بصوابية عدوانها.. مئات القنوات الفضائية العربية وغير العربية ومثلها من الصحف والمواقع الاخبارية وظفت وكرست لتلميع قباحة العدوان وتحسين صورة من يقفون وراءه..، في إطار الحرب الإعلامية الشعواء التي بدأت قبل شهور من بدء العدوان..، ورغم ذلك لم تستطع تلك القنوات والوسائل الإعلامية المختلفة إخفاء الحقيقة وستر عورة المعتدين وارتعاشهم أمام ما تبثه بعض القنوات والوسائل الإعلامية التي لايتعدى عددها أصابع اليد، ورأوها خطراً يفضح حقيقة عدوانهم الوحشي والقبيح.. ويعري أهدافهم التي يختبئون وراءها لتضليل الرأي العام العربي والإقليمي والدولي.. العدوان العشري رأى أن مصداقية الكلمة ومهنية الوسائل الإعلامية الرافضة للعدوان أقوى وأمضى من طائراتهم وصواريخهم ومن ترسانتهم الحربية والإعلامية فقرروا أن يسكتوا وهج الكلمة ويطفئوا بنيران عدوانهم صوت الحقيقة!.. ولهذا أعلن ناطق العدوان إدراج الوسائل الإعلامية اليمنية ضمن الأهداف الرئيسية التي سيتم استهدافها بالغارات الجوية..، ولا عجب في ذلك فهذا ديدن المعتدي الآثم الذي ينتهك الأعراف والقوانين الدولية انتصاراً لهمجيته ونزعاته الوحشية.. لكن العجيب أن تتناول مئات الوسائل الإعلامية التي تدعي المهنية وحماية حرية الكلمة تلك التصريحات لناطق العدوان ودون أي تعليق أو استنكار متناسين أنهم جزء من الكيان الإعلامي الذي تم التحريض عليه لمجرد الاختلاف في الرأي وطريقة التناول لهذا العدوان!.. المئات من تلك الوسائل الإعلامية احتفت بتصريحات ناطق العدوان متناسية شرف المهنة والقوانين الدولية التي تؤكد حماية الصحافة والإعلام وعدم استهدافهم أثناء تغطيتهم للصراعات والنزاعات في أي مكان في العالم.. فماذا نسمي هذا التهديد الواضح والعلني للوسائل الإعلامية وكوادرها في نظر زملاء المهنة؟!.. وما رأي المنظمات الإعلامية والصحفية الدولية المدافعة عن الحريات الإعلامية بتلك التصريحات التي تعتبر سابقة خطيرة وتوجهاً واضحاً لن يقتصر على الوسائل الإعلامية اليمنية التي هُددت بالاستهداف، وإنما ستنعكس على كل الوسائل الإعلامية ذات التوجه المغاير والمختلف لأي عدوان كان؟!..