يبقى الوطن القاسم المشترك للقوى الوطنية الشريفة بغض النظر عن التباينات والخلافات الموجودة بين المكونات السياسية حول بعض القضايا، ولهذا كان من الطبيعي أن تأتي مواقف أحزاب اللقاء المشترك باستثناء حزب التجمع اليمني للإصلاح واضحة وصريحة في رفض العدوان السعودي ومن يقف وراءه من قوى الهيمنة والاستكبار.. هذه المكونات السياسية اختارت الاصطفاف في خندق الوطن بعيداً عن أي حسابات أخرى، كون الوطن فوق كل الاعتبارات ولا يمكن المساومة عليه ومقايضته بالمكاسب المادية والمصالح الحزبية الضيقة.. والوطنية هي الملاذ الأول للشرفاء والملاذ الأخير للخونة والعملاء.. الاختلاف شيء وارد وطبيعي وهو سنة إلهية، ولكن لا يجب أن تصل درجة الاختلاف حد العمالة والتآمر على الوطن وسيادته واستقلاله، واتخاذ هذا الخلاف ذريعة لإشعال الحرائق وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد.. وليس هناك من جريمة أكبر من تأييد ومباركة العدوان الخارجي الذي جاء لتدمير الوطن وقتل الشعب، ومن يحاول تبرير مباركته ومساندته لهذا العدوان فعذره أقبح من ذنبه، مهما وصلت درجة الخلاف بينه ومن يعتبرهم خصومهم السياسيين.. فالتآمر على الوطن عمالة وخيانة عظمى لا تقبل أي تبريرات ولا يمكن إدراجها في إطار حرية الرأي والتعبير، فلا حرية في التآمر على الأوطان.. معركة الشعب اليمني اليوم هي معركة مصير ووجود، ولا يمكن النظر لها من أي زاوية أخرى، كون ما تقوم به قوى العدوان يستهدف الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه دون استثناء..، وما تلك المجازر التي يرتكبها طيران العدوان السعودي إلا دليل واضح على قبح ووحشية من يقفون وراءه، ودليل على أن كل شيء في اليمن أهداف مشروعة لهذا العدوان من معسكرات ومؤسسات اقتصادية ومستشفيات وطرق وجسور ومطارات وموانئ، وكل ما يمت إلى الحياة بصلة.. إنها معركة وجود ومن يحاول تسمية العدوان السعودي بغير ذلك وإلباسه صفة الشرعية والقداسة فإنما يخدع نفسه أولاً، ويكشف عن ضآلة واضمحلال تفكيره لدرجة لم يعد يفرق فيها بين الولاء والانتماء الوطني وبين التآمر والخيانة والتبعية المقيتة!.. لنختلف كيمنيين حول مجمل القضايا ولنرفض الهيمنة والتهميش والإقصاء والاستقواء من أي مكون سياسي كان، ومن حقنا أن نرفض العنف والإرهاب ونعبر عن ذلك بمختلف الوسائل السلمية المشروعة، لكن يجب علينا وبالضرورة أن نتفق حول الوطن، وأن اليمن لكل اليمنيين، وأي عدوان خارجي على اليمن هو عدوان على كل مواطن يمني من أقصى الوطن إلى أقصاه.. حقيقة حتمية لا تقبل أي تأويل ولا يمكن القفز عليها أو تجاوزها.. فالوطن هو كل شيء وقبل كل شيء..