إن على الضمير الإنساني في العالم الحر أن ينظر إلى جرائم الإبادة التي يُمارسها تحالف العدوان الإجرامي الإرهابي الذي تقوده المملكة السعودية ضد الجمهورية اليمنية ليدرك العالم أن العدوان يستهدف تدمير الإنسان اليمني والقضاء على كثافته البشرية، وسيجد الضمير الإنساني الحي شواهد ذلك من خلال الأسلحة المحرّمة والمجرّمة التي خلقت آثاراً كارثية في الجرحى والمعاقين الذين أصابتهم نيران تلك الغارات الجوية الفاجرة، وسبّبت لهم التشوّهات والإعاقات الدائمة التي ستظل جرحاً غائراً لا يمكن علاجه، وستظل مصدر التذكّر لإذكاء نار النخوة العربية من أجل القصاص العادل الذي ينبغي أن يطال الفاعلين الذين تكبّروا بأفعالهم الإرهابية على الله وقتلوا الانسان والحيوان والشجر والحجر في أرض الإيمان والحكمة والفقه اليماني. إن مشاهد آثار الحرب الإرهابية التي شنّها تحالف الغدر والخيانة بقيادة الجارة السعودية سيظل الصورة الحية التي تحفّز إنسان اليمن على معرفة الحقد والكراهية التي كانت تحملهما دول العدوان على إنسان اليمن، وستظل تلك الآثار الكارثية عاراً على الإنسانية التي لم تحرّك ساكناً لمنع هذا العدوان الغاشم على أهل الإيمان والحكمة والفقه، والأكثر من كل ذلك ستظل تلك الآثار شاهداً على الفجور والغدر الذي مارسته دول العدوان ضد اليمن، وسيتعلّم الانسان من تلك المشاهد والآثار الفاجرة أسباب الصبر الذي تحمّله اليمنيون أمام هذا العدوان السافر، ثم يتعلم كيف يعد نفسه من أجل القصاص العادل الذي يعيد للإنسان اليمني كرامته وسيادته وعزته ومجده. إن آثار الدمار الذي طال كل شيء في الحياة سيجعل الإنسان اليمني يحتفظ بشظايا الغدر والعدوان لتذكّره برائحة الموت الذي طال كل بيت يمني آمن ومسالم، كما أن غبار البارود الذي حلّ في تراب اليمن الطاهر سيجعل من الفلاح والمهندس والطالب يداً واحدة من أجل إعادة إعمار اليمن وتحدي مخلفات الحرب الظالمة التي شنّها الجيران الذين تجرّدوا تماماً من حق الجوار، وحق الأخوة والدين واللغة والتاريخ، ولم يعترفوا بأواصر القربي وصلة الدم العربي الواحد. إن إرادة الحياة وقوة الإيمان بالله ربّ العالمين أقوى من التحالف الشيطاني الذي قادته الشقيقة الكبرى ضد المسالمين والآمنين الذين هم السند والمدد لأشقائهم وقت المهمات القومية الكبرى، ولئن أراد لنا أشقاؤنا الموت فإن الله تعالى أراد لنا الحياة، وبالتالي فلا غالب لإرادة الله على الإطلاق، وبات اليوم على اليمنيين الاتجاه نحو التآلف والتراحم والتوحّد من أجل إعادة بناء اليمن أعظم وأنبل مما كانت عليه من القوة التي أرهبت وأخافت قوى الاستكبار والعدوان ليواصل اليمنيون بناء القوة بإذن الله.