في غفلة من الضمير ويقظة من الشيطان يطفو على السطح القُبح والفجور الذي يأتي على المبادئ والثوابت ويطال الوطن وأهله، فتصبح الفوضى هي عنوان النكاية والغدر والمكر عنوان الخيانة ويختفي قول الحقيقة، أو بالأصح يُمنع تماماً لتسيطر على العقول غاية شيطانية لاتؤمن بالقيم والمبادئ, ومع ذلك الوهن والانكسار الذي يصيب المجتمع إلا أن النبلاء والشرفاء الذين يتوقون إلى التسامح والتصالح وتحقيق الخير العام لايمكن أن تؤثر فيهم الزوابع ولا عواصف الفوضى ولاتثنيهم براكين الدمار عن الالتزام بالمبادئ والقيم الوطنية والروحية والإنسانية, بل يظل الثبات على المبادئ قوتهم الحقيقية الراسخة, لأن إيمانهم بمكارم الأخلاق يقين لاتزعزعه الأراجيف أياً كانت. إن البعض من الذين يتأثرون بأدنى وسائل التأثير لايدركون سرّ الثبات على المبادئ ولايعرفون أن الانسان كلمة ومبدأ وموقف ثابت والسبب في ذلك هو أنهم جعلوا من المصالح الشخصية الضيقة والآنية همّهم المطلق، الأمر الذي أوقعهم في شرك الاستغلال والاستعباد والإذلال من الغير, لأن عدم القدرة على التحكم في الرغبة الشخصية وسيطرة النفس الأمارة بالسوء باب من أبواب الإذلال والمهانة, كما أن تسليم العقل للغير والاستسلام لما يأتي من ذلك الغير هوان ومهلكة وعدوان على العقل الذي وهبه الله للإنسان. إن المجتمع اليوم بحاجة إلى إيقاظ الضمير ومنع سيطرة الشيطان على عقول البسطاء من الناس الذين لايدركون أبعاد الغوغاء والتدمير, ولايفقهون غير حاجتهم اليومية، الأمر الذي أوقعهم فريسة سهلة لتجار الحروب وصنّاع الفتن الذين يريدون أن يجعلوا من بسطاء الناس أدوات تحقق مصالحهم الخاصة, ولم يكتف الانتهازيون بما حققوه خلال الأزمة الكارثية بل ويصرون على المسخ المجتمعي لطمس معالم الأخلاق والقيم الروحية والوطنية والإنسانية, ولذلك ينبغي الحذر من الاستمرار في هذا المسار والعمل على إيجاد وعي مجتمعي يحصّن الوطن من اختراقات الفجور والعبث بالنسيج الاجتماعي من أجل يمن واحد وموحّد بإذن الله.