الدول التي شاركت في العدوان على اليمن غلب عليها طابع الرغبة في إظهار الهيبة دون أن يدركوا أن أبناء الوطن العربي كافة يدركون بأن تلك القوى نمور بكل ماتعنيه من كلمة مفزعة ومخيفة, لأنها نمور من ورق ومفزعة للأطفال والنساء ومخيفة للجبناء, أما أولي القوة والبأس الشديد الذين يعشقون الموت كما تحبه قوى تحالف الشيطان فإنهم لايخافون إلا من الله ولهم تاريخ عريق مليء بالبطولات الحقيقية الدامغة وهم أولو قوة وأولو بأس شديد يستمدون قوتهم من الإرادة الإلهية ولا يعتدون على أحد ويسعون لتحقيق العدالة الإنسانية ويمنعون العدوان على الغير ولايقتلون النفس التي حرم الله, وهم من حفظ حق الجوار والأخوة. إن الإصرار على الاستكبار والاستعلاء خدمة للقوى الصهيوأمريكية التي عاثت في الأرض فساداً من خلال استعباد شعوب الأرض دليل قاطع على حالة الهوان والرعب التي تعيشها دول تحالف الشيطان بالإضافة إلى عدم امتلاك القرار بسبب التبعية والارتهان للغير وبيع الضمائر والتخلي عن مكارم الأخلاق والتنازل عن أواصر القربى وروابط الدين والتاريخ ومحاولة ارتداء رداء غير الرداء العربي الذي أصله اليمن العريق بحضارته وانسانيته وتقديسه لمبادئ الأخوة وأواصر القربى وصلة الرحم. إن مشهد العدوان الفاجر على الدماء اليمنية قد قدم صورة من صور العدوان السافر الذي طال مكارم الأخلاق وضرب جسور القربى والأخوة والدين والتاريخ وأعطى مثالاً سيئاً سيظل الأحرار في العالم يضربون المثل السيء الذي غدر بالقيم والمبادئ ومكارم الأخلاق العربية التي كانت مضرب المثل الحميد في العلاقات الإنسانية, ولذلك فإن معالجة جروح اليمنيين الناجمة عن غدر ذوي القربى سيظل صعباً وبالغ التعقيد وشديد الحساسية, لأنه شرعن للعدوان والغدر, الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من الانتهازية وتلاشي مبادئ الكرامة والنخوة العربية. إننا نقول إن ماتعرض له اليمن من عدوان همجي قد عزز التنافر وباعد بين الأشقاء وهو ماكانت تبحث عنه القوى الصهيونية العالمية التي يقلقها التقارب العربي العربي وخصوصاً التقارب اليمني مع أشقائه العرب, لأنه يحمل مشروعاً نهضوياً تعده القوى الصهيونية الخطر الذي يهدد غطرستها ويمنع هيبتها واستعبادها لشعوب الأمة العربية, ومن أجل ذلك لا يضمد جروح اليمنيين وينسيهم الآلام غير الوصول إلى يوم إعلان الوحدة العربية الشاملة التي تنتصر للكرامة العربية وعلى من يريد أن يداوي الجروح ويمسح آثارها أن يدرك كل ذلك بإذن الله.