لا يتنصّل عن الوطن إلا من باع ضميره وسلّم عقله لغيره، وقبل أن يكون أداة أو دُمية في يد ذلك الغير؛ أما عشّاق الوطن وأصحاب الكرامة والنخوة لا يعيبهم الفقر والفاقة على الإطلاق؛ لأن عزّة النفس أعظم من بيع الضمير والسكوت عن انتهاك سيادة الوطن، ومهما كان حجم المال؛ فإنه من المُحال أن يعوّض عن قُدسية الوطن وكرامة الانتماء وعزّة النفس وشموخ الذات. ومن قبِل على وطنه التآمر؛ لا يستحق هذا الوطن ولا يجوز أن يتكلّم باسمه، ولا يجب أن يظهر في أيّة بقعة من الكوكب الأرضي ليبرّر سكوته أو قبوله باستباحة دماء أبناء اليمن؛ لأنه في حقيقة الأمر سيصبح أمام من قبِل ببيع الضمير لهم أحقر الناس، وعندها فقط سيدرك أن باطن الأرض خيرٌ له من ظاهرها..!!. إن وسائل الاتصال الاجتماعي في الوطن العربي قد أعطت نماذج بالغة التأثير في النفوس الزكيّة وهي تمقت كل من يقتاتون على دماء أبناء الدولة اليمنية في الداخل والخارج، وفضحت تجّار الحروب وحقّرت كل من يتخلّى عن وطنه وسيادة ذاته وكرامته وشرفه مقابل حفنة من المال المدنّس، وقدّمت نموذجاً من الوفاء وعظمة الإنسان العربي الحُر الأبي الذي يرفض الغدر والخيانة واستباحة الدم اليمني المقدّس ويرفض لقمة العيش المغمّسة بدماء أبناء اليمن الأحرار. نعم إن من يتابع صور التعبير ونماذج الحرّية والوفاء والإنسانية لشباب وشيوخ ونساء وأطفال الوطن العربي الذين عبّروا ببلاغة عن رفضهم لكل من طال قداسة الدم اليمني وسيادة الدولة اليمنية؛ سيجد صنوفاً من التعبير البلاغي وفنوناً من التعبير الجمالي الذي أوصل رسائل الوفاء إلى قلوب العظماء من أبناء اليمن الأحرار التي خفّفت من آلامهم ومسحت دموع الحزن على أواصر القُربى؛ لأن اليمني الحُر لا يحزن على من مات أو تلف في الحرب؛ لأنه يؤمن بقضاء الله وقدره؛ ولكن حزنه الأكثر والأعظم على أواصر القربى ومكارم الأخلاق التي تخلّى عنها كل من شارك في العدوان على الدم اليمني المقدّس. إن على الباحثين والمفكّرين والفلاسفة وأساتذة العلوم السياسية والاجتماعية ودارسي الفكر الاستراتيجي للوحدة العربية أن يتناولوا ما يحدث في اليمن بالبحث العلمي، ويستخلصوا نتائج العدوان على الدّم اليمني ليقدّموا رؤية استراتيجية تعزّز الوحدة العربية وتقرّب من يومها المنشود. واليمنيون على يقين مطلق أن العدوان الذي نفّذته بعض العناصر العربية بالنيابة عن القوى الاستعمارية الصهيونية سوف يدفع في اتجاه المزيد من تعزيز الحس القومي الذي يقود نحو تحقيق الوحدة العربية بإذن الله.