تلذّذوا بقتلكم أبناء اليمن أطفالاً ونساءً وشيوخاً؛ لأن عنجهيتكم لا تعرف غير الفساد في الأرض، وفي غمرة ابتهاجكم يموت اليمنيون، تذكّروا أن اللّه موجود وهو أقوى من كل قوي، وأن جبروته لا حدود له على الإطلاق، وتذكّروا كذلك أن أبناء اليمن لن يلجأوا إلا إلى اللّه وهم على يقين مطلق أن نصره قريب، افرحوا كما تشاؤون، وارقصوا على أشلاء أطفال اليمن، وتقرّبوا كما تودّون بدماء أبناء اليمن للقوى الصهيوأمريكية، وأعلموا أنكم مهما صنعتم لهم وقدّمتم لهم من الخدمات فإنكم أحقر الناس في نظرهم. إن الإمعان في قتل النساء والأطفال واستهداف سُبل حياة أبناء اليمن لن يزيدهم إلا قوّة وصبراً وتلاحماً ووحدة، وقد تعوّدوا على حياة الكفاف؛ وأنتم تريدون أن تمنعوا عنهم حتى الكفاف لإذلالهم؛ إلا أن ذلك لن يزيد أبناء اليمن إلا شموخاً وعزّة وارتباطاً بأرضهم ووطنهم، وسيأتي اليوم الذي تعضّون فيه على أصابع الندم حين لا ينفع الندم، سيأتي اليوم الذي تدركون فيه أنكم فرّطتم في حصنكم ودرعكم وسندكم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وستدركون أن أبناء اليمن الواحد والموحّد لا تفرّقهم غواياتكم ورغباتكم الشيطانية وتفانيكم في خدمة أعداء الأمّة، وأن حرّيتهم واستقلالهم أعظم عندهم من قصور النفط المزيّفة. إن الفجور الذي ظهرتم به عليهم لا يمكن أن يليّن لهم قناة أو يهزّ لهم هامة أو يطأطئ لهم رأساً على الإطلاق؛ لأنهم قوم قال عنهم اللّه جل في علاه: «نحن أولو قوة وأولو بأس شديد» واعلموا أن أطفالهم ونساءهم أصبر من الجبال على تحمُّل سفهكم وأذاكم لهم، وأن عنوانهم الكرامة والعزّة التي تكمن في نخوتهم وقدرتهم على تحدّي الصعاب وقهر الجبال، وأن أرضهم مفبرة المغزاة؛ من حاول الاقتراب منها طالته المذلّة والمهانة وسكن في قلبه الخوف والرعب الدائم الذي لايزول. أيها الفاجرون في عدوانكم، الموغلون في حقدكم، المتفانون في خدمة أعداء الأمّة؛ تذكّروا أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، واعلموا أن صبر اليمنيين على عدوانكم له حدود؛ وقد تجاوزتم كل الحدود وتجرّدتم من كل قيم الأخوّة والإسلام، ومهما طال عدوانكم فإن اليمنيين أقدر على تجاوزه، ولن تستطيعوا أن تحقّقوا رغبة القوى الصهيونية في القضاء على الكتلة البشرية؛ فإذا مات مائة ولد ألف، وهم جميعاً في كنف الرحمن، وإن الله على نصرهم لقدير، وإنه على كل شيء شهيد.