كشفت تقارير عسكرية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تجري حالياً عمليات لتحديد عدد من السجون الأمريكية ذات الحراسة المشددة بحيث يتم فيها استضافة معتقلي جوانتانامو بعد إغلاق المعتقل الذي أثار جدلاً كبيراً فيما يتعلق بسمعة الولاياتالمتحدة على مدى السنوات الماضية. ومن بين أهم السجون الأمريكية المرشحة لإيداع معتقلي جوانتانامو فيها السجن العسكري في فورت ليفينوورث في كنساس، والذي أسس عام 1875 كأحد السجون الموجودة في الثكنات الأمريكية وكأحد السجون الإصلاحية الأمريكية، ويبتعد 56 كيلو متراً عن مدينة كنساس ويحتجز به ما يقرب من 512 سجيناً من بينهم خمسة سجناء محكوم عليهم بالإعدام. وقد تم افتتاح سجن جديد به في أكتوبر من عام 2002. أما السجن الثاني المرشح بقوة لاستقبال معتقلي جوانتانامو فهو موجود بقاعدة لمشاة البحرية الأمريكية بولاية ساوث كارولينا، ويبتعد بحوالي 40 كيلو متراً شمال تشارلستون في الولاية، ويمكنه استيعاب 288 سجيناً. وقد تم تشييده في عام 1989 وبدأ بالفعل استقبال سجناء داخله في العام التالي لبنائه. وكان قد تم استخدام السجن بالفعل كموقع لاحتجاز المشتبه في تورطهم بالإرهاب في عام 2002 عندما تم إيداع جوزيه باديلا- المعروف باسم عبد الله المهاجر- والذي تم تصنيفه بوصفه مقاتلاً عدواً متهماً بالتآمر بالإرهاب في قضية القنبلة القذرة. وهناك أيضا القاعدة العسكرية في كامب بيندليتون بجنوب كاليفورنيا والمحتجز بها نحو 347 سجيناً تبعد نحو 56 كيلومتراً شمال سان دييجو، ويستخدم السجن في عقاب المدانين بارتكاب جرائم خطيرة وقد تم تشييده في عام 1972. كما استخدم السجن في احتجاز ثمانية عسكريين بينهم سبعة من مشاة البحرية وعضو في البحرية الأمريكية في قضية الحمدانية بعد أن وجهت إليهم تهم الخطف والقتل وسوء المعاملة. وهناك أيضا سجن "سوبرماكس" في ولاية كولورادو الأمريكية ويوجد به 474 من بين أكثر مرتكبي الجرائم وحشية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويضم 490 سريراً، وتم بناؤه في عام 1994 بتكلفة بلغت 60 مليون دولاراً، ومن بين المدانين الموجودين به زكريا الموسوي المحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة المشاركة بتفجيرات 11 سبتمبر 2001 والقابع بزنزانة منفردة داخل هذا السجن والذي يعد من أقسى سجون الولاياتالمتحدة. وصمم بحيث لا يستطيع أي سجين التواصل مع السجناء الآخرين ولو حتى بنظرة العين. إلى ذلك يصوت البرلمان الأوروبي غدا، على تعاون الاتحاد الأوروبي مع أمريكا ورئيسها الجديد باراك أوباما، لاستقبال معتقلي جوانتانامو من عدمه على الأراضي الأوروبية، في ظل قرار أوباما بإغلاقه ويسبق التصويت طرح ملف جوانتانامو للمناقشة اليوم بين أعضاء البرلمان في ستراسبورج، وهي المناقشات التي سيتم خلالها وضع تصور للموقف الأوروبي العام لطرحه للتصويت غدا، ومن ثم ترفع نتائج التصويت إلى الاتحاد الأوروبي لتنفيذها. ومن المقرر وفقا لبرنامج البرلمان الأوروبي الذي أعلنه أمس، أن يبحث البرلمان اليوم أيضا نتائج التعاون الأوروبي السري مع وكالة الاستخبارات الأمريكية" سي آي إيه"لإقامة سجون سرية سوداء على أراضي بعض الدول الأوروبية لاستقبال متهمين بالإرهاب، مع تعريضهم للتعذيب، ويناقش البرلمان مطالب سترسل إلى أوباما، لطلب ضمانات بعدم تكرار هذه الفضيحة مرة أخرى في المستقبل في ظل إدارته الجديدة. كما سيبحث البرلمان مع لجنة العلاقات الأوروبية الأمريكية الإطار القانوني للتعاون الأوروبي في ملف جوانتانامو، سواء لنقل السجناء، أو الإجراءات القانونية لمحاكمتهم،أو حرية الحركة على الأراضي الأوروبية لمن سيطلق سراحه من المسجونين ويسلم لأوروبا. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرروا الأسبوع الماضي في بروكسل عدم الاستعداد الحالي لاستقبال مساجين جوانتانامو لوجود تعقيدات قانونية كبيرة، غير أن الخلافات تقسم دول الاتحاد بين راغب في تقديم العون لأمريكا لإغلاق هذا الملف الأسود ،وبين رافض للتعاون، وسيحسم البرلمان الأوروبي بقراره هذا الخلاف.