قال وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إن بلدانهم مستعدة لاستقبال السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم من معتقل جوانتانامو ووضعهم في سجون أوروبية، مطالبين السلطات الأمريكية بعدم إظهار أن السجناء السابقين يشكلون أي تهديد أمني قبل أن يتم إعادة توطينهم. وناقش وزراء خارجية 27 دولة أوروبية في بروكسل يوم الاثنين مصير ما يقرب من 60 معتقلا في جوانتانامو في حال تم الإفراج عنهم والذين لا يمكن إعادتهم إلى أوطانهم لأنهم سيواجهون سوء المعاملة أو السجن أو الموت. وهؤلاء السجناء هم من أذربيجان والجزائر وأفغانستان وتشاد والصين والسعودية واليمن. وقال منسق العلاقات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن الأوروبيين يريدون مساعدة المعتقلين لأسباب إنسانية، لكنه نوه إلى أن الدول الأوروبية لا يمكن أن تتعامل مع هذه القضية حتى تقدم لها الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس باراك أوباما ملفات أولئك المعتقلين في جوانتنامو والتي تثبت أنهم لا يشكلون أي مخاطر أمنية. من جانب آخر قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية تستعد حاليا لرفع السرية عن أجزاء من تقرير سري عن معتقلي جوانتنامو يمكن أن يزيد من تعقيد خطط الرئيس اوباما لإغلاق المعتقل. التقرير الذي يمكن أن يتم نشره في غضون الأيام القليلة المقبلة سيقدم تفاصيل جديدة عن 62 معتقلا الذين تم الإفراج عنهم من معتقل جوانتانامو ويعتقد مسئولون في المخابرات الأمريكية أنهم عادوا إلى ممارسة أنشطة إرهابية. ووفقا لمسئولين اثنين من وزارة الدفاع طلبا عدم الإفصاح عن هويتهما فإن إحدى الوثائق التي سيتم الكشف عنها تتعلق بالمعتقل السابق السعودي سعيد علي الشهري الذي أفرج عنه في عام 2007، والذي لقي اهتماما واسعا الجمعة الماضية عندما أكد مسؤولو البنتاغون إنه ظهر مؤخرا كنائب لزعيم تنظيم القاعدة في اليمن. الشهري المعروف بالسجين رقم 372 في جوانتنامو، مشتبه بتورطه في الهجوم على السفارة الأمريكية في اليمن في سبتمبر الماضي. قرار الكشف عن التقرير هو رصاصة تحذير للرئيس الأمريكي الجديد من مسئولين في وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات الأمريكية الذين يشككون في بعض خططه. يقول أحد المسئولين في وزارة الدفاع إن آخر شيء يريده أوباما هو إطلاق سراح المعتقلين في جوانتنامو لكي يعودوا لقتل الأمريكيين. وهناك مخاوف من أن مسئولين في إدارة الرئيس السابق جورج بوش والذين احتفظوا بمناصبهم في إدارة اوباما مستمرون عمدا في اللعب في هذه القضايا خلال الأسابيع الأخيرة في محاولة لإضعاف خطط أوباما لإغلاق المعتقل. وأشار أحد المسئولين السابقين الأمريكيين في مكافحة الإرهاب إلى أن البنتاغون انتظر حتى اليوم التالي لتوقيع أوباما على الأمر التنفيذي القاضي بإغلاق جوانتنامو ليؤكد لنا تجدد علاقة الشهري بتنظيم القاعدة.