ذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن إدارة أوباما تقول إنها على وشك التوصل إلى اتفاق لإرسال قرابة 100 معتقل يمني في غوانتنامو إلى السعودية ضمن برامج لإعادة تأهيل الإرهابيين من أجل التسريع في إغلاق معتقل غوانتنامو. ويشكل السجناء اليمنيون أكبر مجموعة من المعتقلين في غوانتنامو الذي يحتجز حاليا 241 معتقلا. لكن التوترات العميقة بين اليمن والسعودية والولاياتالمتحدة أعاقت قرارات تتعلق بالجهة التي سيتم إرسالهم إليها في حين يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإغلاق المعتقل بحلول يناير 2010م. لقد أعطى هذا التأجيل دفعة قوية لمنتقدي الخطة في الكونجرس، معظمهم من الجمهوريين، حيث يقولون إنه ينبغي أن يظل غوانتنامو مفتوحا حتى يتضح أين سيتم محاكمة المعتقلين أو إلى أين سيتم الإفراج عنهم. المأزق الدبلوماسي كان أحد المواضيع التي ناقشها وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس مع مساعد وزير الداخلية السعودي خلال زيارته إلى الرياض التي انتهت يوم الأربعاء. في حديثه للصحفيين في قاعدة عسكرية، قال غيتس: "لدينا انطباعا ايجابيا" من برنامج التأهيل السعودي باعتباره مقصدا على الأقل لبعض المعتقلين اليمنيين. اليمنيون المرسلون إلى المرافق السعودية "ممن لديهم علاقات أسرية سعودية قوية أو ممن لديهم صلات قرابة قوية بالسعودية". وقال غيتس في قاعدة إسكان العسكرية السعودية حيث تتمركز فيها قوات أمريكية: "اعتقد أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح متردد في الإعلان عن أن هذه الخطوة ستكون فكرة جيدة، و أحد الأسباب أنه قد يشعر أن ذلك يعكس عدم قدرة اليمن في التعامل مع هذه المشكلة. لذلك لا أعتقد أنه سيعلن عن هذا الموضوع". مسئول كبير آخر في إدارة أوباما قال زعم أن الحكومة اليمنية تظهر الآن قبولا أكثر لإرسال مواطنيها إلى السعودية. ومازالت معظم الأدلة ضد المعتقلين اليمنيين في سرية تامة، لكن المسئول الأمريكي قال إن صنعاء اعترفت مؤخرا بأنه ربما يكون حال المعتقلين اليمنيين في مركز سعودي لإعادة تأهيلهم أفضل أن يمثلوا أمام قاض أمريكي. المسئول الأمريكي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته حتى يتسنى له مناقشة هذه القضية بحرية أكبر. المفاوضات حول مصير المعتقلين اليمنيين معقدة وحساسة. ووصف الخبير السياسي لمنطقة الشرق الأوسط جوزف كتشيشيان تلك المفاوضات بأنها "عش دبابير". قلة هم من يشككون في امتلاك السعودية لواحد من أنجح برامج تأهيل الجهاديين في العالم. الآلاف من المتطرفين، منهم معتقلي غونتنامو، تلقوا التدريب المهني والعلاج النفسي وإعادة تعليمهم دينيا قبل إعادة إدماجهم في المجتمع. ووفقا لمسئولين سعوديين وخبراء في شؤون مكافحة الإرهاب فإن الغالبية العظمى منهم لم يعودوا للقتال. لكن في حادثة أحرجت السعودية، أعلن مسئولون سعوديون في فبراير الماضي أن 11 شخصا من المعتقلين السابقين في غوانتنامو والذين تخرجوا من برنامج إعادة التأهيل السعودي هم حاليا على القائمة الحكومية لأهم المطلوبين لصلاتهم بتنظيم القاعدة. من بين هؤلاء سعيد علي الشهري، الذي برز بوصفه أحد زعماء فرع القاعدة في اليمن بعد إطلاق سراحه من البرنامج السعودي قبل عام. اليمن تقوم بإنشاء برنامجاً خاص بها لإعادة تأهيل المجاهدين وتسعى للحصول على مساعدات أمريكية لافتتاحه. في مقابلة مع مجلة نيوزويك الشهر الماضي، قال الرئيس صالح: "نحن نصر دائما على أن هؤلاء الناس يجب أن يعودوا مباشرة إلى اليمن". وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال غيتس إنه "ليس بالضرورة" الاعتقاد بأن صالح راغب بإعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين في السعودية. وقد خلص تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي إلى أن الحالة الأمنية في اليمن "تدهورت على نحو خطير خلال العام الماضي عندما زاد تنظيم القاعدة في اليمن من هجماته ضد المصالح الغربية والمؤسسات الحكومية اليمنية". يقول كتشيشيان إنه من المرجح أن تقدم الولاياتالمتحدة نوعا من المساعدات إلى اليمن في إطار اتفاق لإرسال المعتقلين إلى مراكز سعودية. في وقت سابق من هذا العام، التقى مستشار مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض جون برينان بمسئولين في الرياضوصنعاء للتوصل إلى تسوية. هذا الأسبوع استقطع الكونغرس 50 مليون دولار من إحدى خطط أوباما كانت مخصصة لقضايا المعتقلين في غونتنامو، مؤكدا بأن الإدارة الأمريكية لن تحصل على الأموال حتى تحدد بدقة الوجهة التي ستنفق فيها. وفقا لكتشيشيان الذي قال في مقابلة هذا الأسبوع إنه على اتصال دائم مع إدارة أوباما ومسئولين سعوديين حول هذه القضية، فيمكن أن تتفق الدول الثلاث أيضا على تقسيم المعتقلين اليمنيين، إرسال البعض منهم إلى المراكز السعودية والأقل خطورة منهم يتوجهون إلى اليمن. ويقول كتشيشيان: "حتى ذلك الحين، سيتم استخدام المعتقلين كأدوات للمساومة بين حكومات الدول الثلاث، حيث ستحاول جميع الأطراف الاستفادة منهم".