بدأت اليوم في العاصمة الألمانية برلين جلسات أعمال المفاوضات السنوية بين اليمنوألمانيا برئاسة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم الارحبي ومسؤول دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة التعاون التنموي الألمانية اندرياس قيز. وفي مستهل المفاوضات استعرض نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية طبيعة التطورات والتحديات لاقتصادية والسياسية التي تواجه اليمن. معربا عن تقدير اليمن للحرص الذي تبديه الحكومة الألمانية في دعم مسارات التنمية في اليمن. مشيرا إلى دلالات الاحتفاء بالذكرى ال40 لتأسيس العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين التي تصادف شهر مايو الجاري. ولفت الارحبي إلى أن المساعدات الألمانية المنتظمة أسهمت في تحقيق تنمية في قطاعات رئيسة في اليمن منها المياه، والتعليم، والتدريب المهني، والصحة، والتنمية الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية. واطلع الجانب الألماني على طبيعة ونوعية الانجازات التي تحققت في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية في اليمن، خاصة ما يتصل بالإصلاحات التي شملت قطاع القضاء وتحسين بيئة الاستثمار والخدمة المدنية ومكافحة الفساد. مؤكدا تصميم اليمن المضي قدما في تطبيق برنامج الإصلاحات المالية والإدارية في مختلف قطاعات الدولة. وتطرق نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، إلى طبيعة التداعيات التي انعكست على اليمن جراء الأزمتين المالية والغذائية العالمية والأعباء الكبيرة التي تتحملها الموازنة العامة للدولة جراء تراجع أسعار النفط عالميا. ولفت إلى التطورات النوعية التي طرأت على علاقات اليمن بمجتمع المانحين بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي. من جانبه أكد مسؤول دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة التعاون التنموي الألمانية استعداد حكومته مواصلة تقديم المساعدات التنموية لليمن والإسهام في تحقيق تنمية مستدامة. وأعرب عن تقدير وارتياح حكومة بلاده للخطوات والانجازات التي حققتها اليمن على صعيد تطبيق الإصلاحات. مؤكدا استعداد ألمانيا لتقديم الدعم الفني لتعزيز هذه الانجازات. وأعلن المسئول الألماني تخصيص حكومته 73 مليون يورو كمساعدات لليمن لعامي 20092010م لتمويل أنشطة وبرامج تنموية في قطاعات المياه والصرف الصحي، التعليم، التدريب المهني، إدارة المخلفات الصلبة، الصحة الإنجابية ومجالات تعزيز التنمية الاقتصادية والإصلاحات الإدارية والمالية. وأشار إلى أن المنظمات الألمانية الأخرى ستعمل على تقديم مساعدات إضافية لليمن. فضلا عن تسهيلات لدعم جهود الحكومة اليمنية لمواجهة تداعيات الأزمة الغذائية وتعزيز وتنمية التنوع البيولوجي في أرخبيل سقطرى. وكان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية قد التقى يوم أمس وزير التعاون الاقتصادي الألماني السيدة فتتسورل زوول، حيث بحث معها جملة من القضايا المتصلة بمجالات التعاون التنموي وسبل تعزيزها بين اليمنوألمانيا. كما استعراض الوزير الارحبي في جلسة عمل مع مجموعة من المستثمرين الألمان نظمتها الغرفة التجارية العربية الألمانية، فرص ومزايا الاستثمار في اليمن قبيل لقاءه بعدد من المشرعين الألمان في مبنى البندستاج (البرلمان)، حيث ناقش معهم علاقات التعاون بين البلدين وطبيعة التحديات التي تواجه اليمن نتيجة المتغيرات الإقليمية والدولية.