ممالاشك فيه أن ترسيخ الأمن والاستقرار في أي مجتمع من المجتمعات يسهم إلى حد كبير «إن لم يكن الأساس» في تقدم ورقي المجتمع ورفاهية أبنائه وأن تكثيف الجهود الهادفة إلى الحد من انتشار الجريمة وصولاً إلى القضاء عليها من شأنه أن ينشر ويعزز السكينة العامة وبالتأكيد هذا من صميم مهام واختصاصات الأجهزة الأمنية المنوط بها بذل مزيد من القدرات إلى جانب ضرورة تضافر الجهود الشعبية المختلفة من أجل الوصول إلى مجتمع راقٍ خالٍ من الجرائم والقلاقل التي تعيق تقدمه.. ولكن قبل كل شيء ينبغي أولاً معرفة مسببات الجريمة ومحاربتها، وهذه ليست مسؤولية رجال الأمن فقط وانما مسؤولية البيت والمدرسة والمسجد ودور الإعلام أيضا..ً محافظة تعز واحدة من أكبر محافظات الجمهورية كثافة للسكان ومع ذلك استطاعت ومن خلال ماذكرناه آنفاً أن تحد وبشكل كبير من انتشار الجريمة ماأدى إلى انخفاض معدل ارتكاب الجريمة بالمحافظة.. حول طبيعة ومهام أداء رجال الأمن بتعز ومكافحتهم للجريمة التقينا الأخ العميد الركن.يحيى الهيصمي مدير أمن محافظة تعز فإلى حصيلة هذا اللقاء: عوامل انتشار الجريمة في البداية تحدث الأخ العميدالركن.يحيى الهيصمي مدير أمن محافظة تعز والذي أكد في لقاء خاص أن السبب الرئيسي لانتشار الجريمة يكمن في قلة الوعي وضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى بعض من يرتكبون الجرائم اضافة إلى عوامل أخرى مساعدة مثل الفراغ الحاصل أحياناً لدى الشباب أو الفقر أو حتى الانفجار السكاني وزيادة المشاكل والنزاعات المتعددة بين الناس مايؤدي في غالب الأوقات إلى حدوث وارتكاب الجرائم المختلفة والتي تتنوع بتنوع المسببات.. وأضاف الهيصمي قائلاً: الحقيقة أنه ينبغي علينا أن ندرك عاملاً رئيسياً لارتكاب وانتشار الجريمة وهو ضعف الوازع الديني فعندما يضعف الوازع الديني لدى الإنسان ويصبح غير قادر على التفريق بين الحلال والحرام وغير قادر على السيطرة على نفسه من الغضب والاندفاع أمام ارتكاب الحماقات عند ذلك فقط يسهل ترويض عقلية هذا الإنسان ودفعه من قبل آخرين أو من قبل نفسه الامارة بالسوء إلى ارتكاب خطأ يؤدي إلى تفاقم في أخطاء قد تؤدي إلى التسبب أو ارتكاب الجريمة وهذا مايحدث في الغالب. الدوافع والمعالجات ويتابع: علاوة على أسباب ومسببات أخرى تعمل على انتشار الجرائم في المجتمع كما اسلفت بالذكر لكن وحيال كل هذا وذاك لا بد أن نبحث الأسباب والدوافع التي أدت إلى وصول الشخص إلى مستوى انعدام الضمير وارتكابه للجريمة وأن تعالج تلك الأسباب قبل فوات الآوان وإن استطعنا فلنعالج تلك الدوافع قبل وقوع الفأس على الرأس، وهنا ينبغي الإشارة إلى ضرورة تكامل وتضافر الجهود المجتمعية بين الأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام ودور الرعاية بالنشء والشباب ومنظمات المجتمع المدني فكلنا شركاء ومسؤولون في نشر الوعي وتعزيز المفاهيم والاعتدال وانتهاج الطريق السليم الذي يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف وأيضاً يدعو إلى نبذ العنف والكراهية والبغضاء بين البشرية جمعاء وبين المسلمين بعضهم مع بعض على وجه الخصوص. تعز خصوصية في المكان وخصوصية في الأداء ويمضي العميد الهيصمي إلى القول: ولا شك أن لمحافظة تعز ظروفاً خاصة تجعل انتشار الجريمة فيها أكثر من أي محافظة وفي مقدمة هذه الخصوصية الانفجار السكاني الكبير ً ونحن نعرف تعز أكبر محافظات الجمهورية سكاناً ونحن نعرف أنه كلما زادت نسبة السكان في مجتمع ما كلما زادت نسبة انتشار الجريمة في هذا المجتمع ورغم ذلك فقد حرصنا على بذل قصارى جهودنا «سواء عبر الإدارة العامة أو فروعها في المديريات» على تعزيز الانتشار الأمني على طريق خطة الانتشار الأمني التي اسهمت في التخفيف من حدوث وانتشار الجريمة إلى حدٍ كبير فقد واكب خصوصية الكثافة السكانية والتنوع الجغرافي في التضاريس الجبلية والساحلية والوديانية تنوع وخصوصية في الأداء الأمني والانتشار الأمني الذي تنوع وتعدد بتعدد طبيعة وخصوصية المحافظة. وفعلاً خلال السنوات القليلة الماضية وخلال الأشهر السابقة تم وبنجاح انخفاض معدل انتشار الجريمة في محافظة تعز بصورة كبيرة أكثر من أي محافظة وصلت خلال الشهر الماضي«مايو إلى نسبة القضايا 96.9% حيث تم ضبط 401 قضية من أصل 414 قضية جنائية فيما بلغ عدد القضاياالغير مضبوطة فقط ثلاثة عشر قضية. فيما بلغ عدد المتهمين المضبوطين نتيجة ارتكاب القضايا الجنائية 594 متهماً الهاربون منهم فقط عشرون شخصاً والمجهولون ستة أشخاص خلال نفس الشهر «مايو المنصرم» وهذل يدل بالطبع وبما لا يدعو إلى الشك أن هناك جهوداً أمنية مكثفة تبذل على مدار الساعة ليل نهار لتعزيز الأمن والسكينة العامة وترسيخ دعائم الاستقرار وداخل المجتمع وهذا فقط من باب الإنصاف لأداء رجال الأمن. عمل دؤوب وحول نوعية القضايا المختلفة التي تواجهها الأجهزة الأمنية وكيفية البت في هذه القضايا وما إذا كان هناك تماطل في ترحيلها أولاً بأول يرد الأخ مدير أمن تعز: هذا غير صحيح.. فلا يمكن أن تظلم أداء دور الأجهزة الأمنية لمجرد سماعنا أن هناك قضية ما من القضايا قد تأخد إنجازها أو ترحيلها أو البت فيها لسبب أو لآخر وحتى يكون حديثنا مدعماً بالأرقام والحقائق فلنستدل مثلاً بطبيعة ونوعية القضايا والتعريف بترحيلها خلال الشهر الفائت «مايو». فخلال شهر مايو الماضي فقط كما أسلفت بلغ عدد القضايا الجنائية 414 قضية تم ترحيل 321 قضية منها إلى النيابة العامة فيما هناك قضايا انتهت بالصلح بين المتخاصمين ووفق اللوائح القانونية وعددها 53 قضية وبقية عدد القضايا مفرقة ما بين تحر وقضايا رُحلت إلى جهات أخرى وقضية واحدة فقط مجهولة. وهذا يبين للقارئ الكريم ولكم في وسائل الإعلام مدى تنفيذ الأجهزة الأمنية لجهودها ويجسد العمل الدؤوب الذي لا يؤخر تراكم أو تأخير القضايا بل إنجازها أولاً بأول بحسب اكتمال الوثائق القانونية وملفات القضايا ومن ثم ترحيلها إلى أجهزة النيابة العامة والقضاء ليفصل فيها وعلى أية حال فالكمال لله سبحانه وتعالى ولا ندعي الكمال ولكن في المقابل يجب الإنصاف بمختلف مستويات الأداء الأمني الذي يعزز الهدوء والسكينة في المجتمع. لاجئون وقوع عدد من المديريات الساحلية في إطار محافظة تعز يسهل تسلل الأفارقة اللاجئين ويزداد أعداد النازحين واللاجئين الأفارقة «الصوماليين والاثيوبيين » إلى تعز فيما يخص هذا الموضوع قال العميد يحيى الهيصمي: الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز لاتغفل هذا الجانب ونقوم بمتابعة مستمرة لضبط هؤلاء النازحين وتسليمهم للمخيمات أو للجهات المختصة لتتولى أمورهم. ويتم مابين الحين والآخر ضبط أعداد كبيرة من هؤلاء الذين يتم متابعتهم وتعقبهم ومؤخراً تم ضبط «1236» لاجئاً افريقياً منهم و96أثيوبياً«ذكوراً وإناثاً» والبقية من الجنسية الصومالية والحقيقة أن مشكلة اللاجئين أو المتسللين الأفارقة ليست في تعز فقط وإنما في كافة المحافظات الساحلية وهؤلاء لوحدهم يتطلبون جهوداً أيضاً لمتابعتهم وضبطهم ومن ثم تسليمهم لجهات الاختصاص لتتولى شؤونهم. تعاون خلاق وعن تعاون أجهزة السلطةالمحلية مع أجهزة الأمن العام في الإدارة العامة والمديريات يؤكد مدير أمن محافظة تعز بقوله: يوجد تعاون كبير بين ممثلي المجالس المحلية ورجال الأمن وهنا لا تفوتني الإشارة بدور قيادة السلطة المحلية بمحافظة تعز ممثلة بالأخ الاستاذ حمود خالد الصوفي رئيس المجلس المحلي بالمحافظة محافظ محافظة تعز الذي يتابع وباهتمام وعن كثب أحوال المواطنين وقضاياهم وكذا يوجه بتذليل الصعاب أمام عمل رجال الأمن في المحافظة وهناك بالمثل تعاون جاد ومسؤول مع أجهزة السلطة المحلية في الوحدات الإدارية بالمحافظة. قيادة الوزارة في الصدارة أما عن دور وزارة الداخلية في تسخير الإمكانيات وتوفير الدعم اللازم فقد أضاف قائلاً: بالتأكيد أن وزارة الداخلية بقيادة اللواء الركن مطهر رشاد المصري وزير الداخلية الذي يتابعنا شخصياً وبشكل مستمر بالتأكيد أن الوزارة لاتألو جهداً في متابعتنا وتتبع همومنا واحتياجاتنا مثل كل إدارات الأمن في عموم أرجاء وطننا اليمني الحبيب كما أن قيادة الوزارة تعمل دوماً على تسخير كافة الإمكانيات اللازمة لاداء الأجهزة الأمنية وتذليل الصعوبات التي قد تعترض العمل أحياناً ووضع المعالجات السريعة لأي احتياجات أو عوائق قد تواجه تحسين الأداء. فقيادة وزارة الداخلية في الصدارة وهذا بدون أدنى شك. تحذير ويتطرق مدير أمن المحافظة إلى موضوع الاختلالات الأمنية التي يسعى إلى إرتكابها بعض المخلين بالسكينة العامة حيث يقول:- العمل كما قلت لك متواصل ليل نهار لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وضبط أي اختلالات أمنية يحاول أن يزرعها البعض من مرضى النفوس وهنا أجدها فرصة سانحة لأحذر كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار لأقول لهم إننا لم ولن نسمح لأي كان بإخلال الأمن أو اقلاق المجتمع وإثارة الفوضى فهذا كله مرفوض وسنتصدى وبحزم لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن. وينبغي على أصحاب العقول المريضة التي تحاول إثارة الكراهية والبغضاء بين الناس وإثارة الفوضى والمحاولة اليائسة لزعزعة الاستقرار ينبغي على هؤلاء جميعاً أن يرجعوا عن غيهم ويدركوا أن لاتهاون مع كل من يخل بالأمن والأمان داخل مجتمعنا اليمني الفاضل الذي بات مدركاً وفطناً أكثر من أي وقت مضى لكل الدسائس التي تحاك ضده. دعوة ويختتم الأخ العميد الركن يحيى الهيصمي .. مدير أمن محافظة تعز حديثه:- أدعو كافة وسائل الإعلام «الرسمية والحزبية والأهلية» إلى بذل مزيد من الجهود في سبيل نشر التوعية القانونية والأمنية الهادفة إلى الحد من انتشار الجريمة وتوعية المجتمع بالمسببات والمخاطر المؤدية إلى ذلك كما أن الدعوة موصولة إلى كافة منظمات المجتمع المدني ومختلف مشارب المجتمع إلى الاستشعار بهذه المسؤولية لما فيه المصلحة العامة. وأتوجه بالشكر لكل مواطن تعاون أو يتعاون مع الأجهزة الأمنية ويسهل المهام المناطة بها في ترسيخ دعائم الأمن والأمان في شتى مديريات محافظة تعز. فكلما كان المواطنون متعاونين مع تنفيذ رجال الأمن لمهامهم كلما سهل ذلك في مكافحة الجرائم والقضاء عليها. ختاماً: انتهز فرصة الاحتفاء بالعيد الوطني ال 19 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م للتوجه بالتهاني القلبية الخالصة إلى فخامة الأخ المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى باني نهضة اليمن الحديث ومؤسس الدولة اليمنية الحديثة وإلى قيادتي وزارة الداخلية ومحافظة تعز وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم في عموم أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه. وكل عام والجميع في خير واستقرار والوطن في تقدم وازدهار.