- خالد أحمد الحيمي إلى صدام الزيدي «تائهاً» لا يرى غير نصف الحقيقة..!! (1) لم يعد المدى واسعاً بما يكفي لنخط عليه أحلامنا الواسعة.. لم تعد القلوب بيضاء بما يكفي لتشع على دروبنا المعتمة لم تعد السنون تسمح بأن تبطىء علّ نمسح عن وجهها غبار الزمن، ووعثاء السفر المضني.. أعمارنا التي هربت في غفلة أسكرتنا بنخب انتصار واهم لم يتم، وحلم شغل العين والقلب ثم اختفى ليت ما قد مضى يا صديقي على حسنه لايعود .. ونشرق في غدنا أصلاً أو كفينيق ننفض عنا الرماد. (2) بين كفي وقلبي مدن وقلاع ومروج وطبر وإيك وصخب وصمت وحب وكره.. وأشياء لست أذكرها وما بينها فراغ، مهول وبعض كلام لست أخشى على الرغم من كل ذلك غير يوم سأصحو به فأجدني لست أنا، والآخرين بجلدي .. «أنا». (3) سأفتح قلبي لدفء السؤال، أضحك ملء المدى، كم غيوماً أتت في الربيع؟ كم نجمة قبلتك صباحاً وكم مرة مت قبل النهار؟ كم جنوناً كرعت وكم دمعة، راوغت مقلتيك مساءً، حنانيك يا صاحبي.. ليس هذا الزمان زماني، وليس زمانك، جيء بنا في نزوة طائشة، ثم ألقوا بنا في الضياع. (4) ريثما يسكب البوح أسراره في قمم القلب، تبتلعنا الليالي الطوال، يحتلنا أرق ، وهموم لحثار ، نسافر إلى شهريار تحكي له شهرزاد حكاياتها ألف ليل، وليل، تبقيه سراً، ليخطفه برد صنعاء، يدب إلينا كالخرافة يسكن أفكارنا فأزعم أني أرى في المنام غداً وتزعم أنك تحيا بروحين روح تعشعش في جسد واهن، وأخرى تحوم قريباً هنا في الجوار. (5) يأتي الغبار كأحضنة الغيم فوق أكف الرياح.. فيسرق حسن آزال، يتركها باردة كالظلال، وجامدة كالتماثيل.. الغبار يعفر وجه المدينة ، يعكر صفو الوجوه المليحة يتسلل عبر الثقوب إلى الروح.. ثم يأتي المطر، فينأى الغبار، وتزهر أرواحنا والمدينة تخرج من ثوبها عارية، ثم تسقط في الوحل. (6) قرويان وأرصفة ومدينة، كنا نفكر في الذات والروح والآخرة، نمخر عباب الرصيف، والمدينة من حولنا دائخة، ليس إلا صراخ الجياع، فوضى التخلف، وحشد كبير، من فاقدي الذاكرة.. يتلوى الرصيف والبواليع من كل حدب تفور، والإشارة واقفة في ذهول، ثرثرة هنا، وصراخ هناك، والصمت يطحننا، وخطو جريح تسألني: مبدعون.. أي معنى لهذا الكلام؟! وتجيب انه السير في الوهم نحو الفراغ .