مواضيع ذات صلة هاهو البرد من جديد يعلن عن نفسه فجأةً، ليحاصرني في توحدي مع جماداتي يحضنني شتاء آخر، ولم أدفء بعد من زمهرير مضى لم تزل جروحي الهامسة في الليل تشكو من ألم استذكر خطاياي، الواحدة تلو الأخرى، أبوح لنفسي في وحشتي من قسوة قلبي وعشوائية حياتي هذا الشتاء لايشبه شتاءاتي التي كانت، ففي قلبي بوادر رحيل، وفي نفسي أمنية موت، وفي داخلي صوت اعتذار لحياة عشتها عشتها... ودمرت كل من عاش معي فيها، كل من لامس قلبه قلبي، كل من حنّ لي، ورف جفنه لي حبيبي... أيها الساكن هناك، خلف الغابات العتيقة القادمة من عصر الجليد الأول أيها البلوري الجميل، الناصع بالطهر والنور، المتميز بالطفولة والنعومة والابتسامة حبيبي... أيها التعب من رفقتي التي كانت، وساعاتي التي أنزلت روحك فسحةً من أمل أيتها البيضاء... والسمراء... والشقراء... واللون الذي اسعدني لكم أنا مشتاق اليك؟ وكم أنا متيم لأرى عينيك؟ وأجالسك في حضرة البرد والأنفاس البيضاء التي تنبعث من خديك لكني أعلم أني ممنوع منك وإليك، وعشقي هذا سيظل حبيس السطر والروح التي تتغنى بناظريك فحنانيك... وألف حنانيك... أني أتوق لشم كفيك، ورسم قبلة على ندى شفتيك إعلمي... أني أحتضر لرؤياك، وأحلم أن يأخذ ملك الموت روحي في حضرة ثناياك أعتذر من خطاياي، من طفولة تمردت، وأشياء تبعثرت، ودموع بلا ذنب منك جرت سأخنق روحي... روحي التي لا تلاقيك وأفقأ عيني... إن لم تراك... سأفقأ عيني سأقطع شراييني... دمي الذي لا ينبض بك... لايحيني سأطرد قلبي من جوفي... فلمن بعدك يحن قلبي؟ سأمحو ذاكرتي... وأنفي عقلي... وأعيش جنوني أشيائي الكثيرة سأحرقها... لا شيء فيها من أشياءك يحاصرني هذا الشتاء والبرد يقرأ عليّ تراتيله ( كل شيء حواليّ... بيفكرني بيك... كل نور في عينيّ... في ضحكة عينيك ) [email protected]