فكري قاسم قرابة «200» دراجة نارية، أو كما ندلّعها «موتر» محتجزة في حوش إدارة مرور تعز، والحجة أنها بلا أرقام. شيء طيب أن يحرص الجميع على سيادة القانون، والمخالف ينال عقابه، يستأهل. لكن القلب لمن عنده قلب طبعاً يتألم حينما يجد أعداداً من الناس هم في الغالب من ذوي الدخل المحدود يقطعون شارع المرور ذهاباً وجيئة، لمزاورة دراجاتهم المحتجزة، ويبدو منظرهم كمن يزور ديار «ليلى» وليلى والله ما لها علم بشيء «مغمضة» تتغزل بالقانون؟!. عن الدراجات المحتجزة، قال «زاهر» مدير عام مرور تعز: إنها مخالفة للقانون، لأنها «مش مجمركة». أصحاب الدراجات النارية، يصرخون بحسرة: "طيب جمركوهن لنا، وخلونا نعيش، قطع الأرزاق حرام". وقال «عثمان» مدير عام جمارك تعز: إن جمركة الموترات موقفة الآن، وبعد شهرين أو ثلاثة سيتم فتح المجال مجدداً!. أستغرب، لماذا نحارب الفقر بمزيد من الفقر، نحارب البطالة بمزيد من البطالة، لا نرحم ولا نخلّي رحمة ربنا تنزل.. ولا نشعر بمن هم أدنى دخلاً منّا، وهم أكثر من نجلدهم باسم النظام.. والقولون؟!. كل مسؤول مالوش دخل، وأنت يا مواطن، دق رأسك عرض الجدار؟!. المشكلة أن غالبية «الموترات» المحتجزة هي في الغالب جديدة، ومعظم أصحابها لم يتمكنوا حتى الآن من سداد ربع الديون التي استلفوها لشراء دراجات نارية توفر لهم يومياً ما تيسر من الرزق المصحوب بالمطاردة، وصرعات الشمس. يا إلهي.. كم هو الرزق «مهين» وموجع عند بعض الناس. تخيلوا كم أسرة محتجزة في حوش المرور؛ لأن عائلها الوحيد «موتر» أغضب القانون؟!. ليتخيل «زاهر» و«عثمان» أن الحكومة مثلاً، مثلاً صادرت ولشهور مصادر دخليهما الوحيد، وقالوا لهما إن الجمارك بالصلاة على النبي عاملة هذه الفترة «لولب» لإيقاف خلفة الموترات؟!. عدا ذلك، فإن هذا «اللولب الجمركي» يشجع ضعاف النفوس على الابتزاز وكم جهد المواطن الغلبان قهر وفجائع من حوش المرور؟!. أصحاب الدراجات المحتجزة على استعداد لأن يدفعوا الجمارك القانونية، هم مواطنون «يشتوا» يعيشوا بهدوء، وليس ذنبهم أن وسائل أرزاقهم «الموترات» تسبب الإزعاج. إنه الفقر يا سادة، سيد الإزعاج الأول، والأخير..أثق أن «زاهر» و«عثمان» يستشعران ذلك .. وحالة الناس.. صعبة.. أهه!!. بالمناسبة.. تحدثت فيما سبق عن «الموترات» غير المجمركة.. وعناء أصحابها.. ونسيت أن أتحدّث عن عشرات «الموتورات» على حد ما بلغني موجودة في حوش المرور جميعها مجمركة، وعليها لوحات، وأصحابها مؤمنين بالله ورسوله وملائكته وكتبه واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشرّه. ما يعني أن أسراً أخرى محتجزة ب«الحوش» نفسه.. ؟! وربنا يطرح البركة.. إننا نحارب الفقر، والبطالة وبامتياز؟!.