ليس هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن الوضع المحبط لمرور محافظة تعز برغم تأهيلها لاثنين من قادة مرور الجمهورية الحالي “زاهر” والسابق “شبيل”..وبصرف النظر عن المجهود المضني لمئات رجال المرور المنظمين لحركة السير في الشوارع تحت حرارة الشمس الحارقة يتناول هذا التحقيق جوانب أخرى تمضي في الاتجاه السالب تعيشه إدارة مرور تعز منذ بضعة أشهر إذ يمتد ضرره إلى مواطني وسائقي هذه المحافظة قبل إدارة المرور ذاتها لنرى كيف ذلك..مافيا أرقام الأجرة ترك العمل في صعدة .. بحٌلي زوجته اشترى سيارة تاكسي من منفذ “حرض”...يقول ذاكر أحمد عبده “25” عاماً: تركت وظيفتي في صعدة ...التي كلفتني قبل (3) أعوام مائتي ألف ريال وهربت إلى تعز لأعيل أسرتي من مصدر عيش آخر أقل خطراً ...اشتريت سيارة بذهب “المرة” وقرض من البنك وعندما وصلت بالسيارة إلى إدارة مرور تعز قبل خمسة أشهر للحصول على رقم “أجرة” قيل قلي “مافيش” رقومات.. ليش يا جماعة؟ قالوا موقفة من الإدارة العامة.. نصحني صديق بالتوجه إلى إحدى المحافظات البعيدة لاستخراج رقم ففعلت..ولكن بعد أيش؟ تعب وسفر ومصاريف و وساطات حتى خرجت رقماً...المهم كلفني حوالي مائتي ألف ريال..أما أسناد “وصولات” التحصيل الرسمية فلا تزيد عن عشرة آلاف ريال. يستطرد ذاكر: الحمدلله بدأت أسدد أقساط البنك والخسارة والتعب منسية لأنني وبصراحة أحسن من غيري فهناك من يكلفه رقم الأجرة من خارج تعز أكثر من ذلك وهناك من يبحث عن سيارة خردة في حوش خردة أو حوش سمكري أو لدى سائق قديم ليغامر ويلصقها على سيارته الجديدة ويدبر حالة في الجولات الملاحظين لتسلسل الرقم غير المنسجم مع سيارته الجديدة وهكذا يا صاحبي كل واحد يدور له مخرجاً! لأن أصحابنا المرور سدوا حنفية أرقام الأجرة المفتوحة فقط خارج تعز...واختتم ذاكر تساؤله: ليش يجعثونا في تعز...ماناش داري! أزمة تراخيص بعد أن تركت سائق التاكسي “ذاكر” صعدت إلى حافلة أجرة يقودها سائق يدعى محمد الصهباني “55”عاماً اخترته لأن مقعده المجاور خالٍ من الركاب فأخذت أتبادل أطراف الحديث معه... فأجاب بحرقة عن مرارة ما يعانيه من مهنته أبرزها عدم تمكنه من تجديد رخصة القيادة التي تثبت أنه سائق فرزة صوالين داخل مدينة تعز وخارجها بل وتنقله من وإلى السعودية لنقل البضائع والركاب لهذا يندرج اسمه ضمن مرتبة الفئة... يضيف محمد الصهباني: وقلت والله لا روح للمرور وأزيد أحاول معهم ليجددوا لي الرخصة وأسكه الأذية..كان ذلك قبل “5”أشهر...تدري أيش قالوا لي قلت أيش ؟..قالوا روح ادرس قيادة من جديد في مدرسة”....” المتعاقدة معانا (أي مع مرور تعز).. ولأن الوضع برأيي سخيف جداً بالإضافة إلى ما قيل عن رسوم (12000)ريال لتلك المدرسة مقابل الشهادة، قلت لهم واليوم أقول لكم يا صحافة بالله عليكم بعد ثلاثين سنة “سواقة” أروح أدرس من جديد! وزاد محمد: في ذلك اليوم رفضت التوجه إلى مدرسة القيادة وظللت على ما أنا عليه أسكت هذا بمائة ريال وابتسم لذاك..المهم بهذلة وقلة قيمة لكنني قبل أسبوعين رأيت أن أنهي المسألة وأستسلم لمدرسة قيادة السيارات لكنني هذه المرة على رأي المثل “ رضيت بالهم والهم مش راض بيّ” قلت له كيف؟ أجاب: قالوا في مرور تعز روح ادرس لكن ما فيش معانا كروت تجديد الرخص ولا حتى كروت رخص جديدة! تركت حافلة محمد الصهباني ذلك الرجل الخمسيني الطاعن في القيادة والممتهن سلفاً لتجارة قطع غيار السيارات وأدركت أن وضعاً غير طبيعي يعيشه مرور تعز إذ من المعقول بل والصحي أن يدرس سائق جديد في مدرسة قيادة معترف بها وبرسوم معقولة بعيداً عن الاحتكار والمصالح المتبادلة للحصول على رخصة قيادة أما اشتراط الدراسة لتجديد الرخص القديمة التي مضى عليها عشرات السنين فهذا كلام غير معقول. لا ملكيات ولا أرقام خاصة أزمات أرقام الأجرة وإصدار التراخيص الجديدة للقيادة وكذا تجديد القديمة ، ليست وحدها واقع مرير لأبناء تعز وإدارة مرورها، فهناك المزيد من الأزمات..فمنذ حوالي “3”أشهر توقفت الإدارة عن منح دفاتر ملكية السيارات بما في ذلك اللوحات المعدنية ليس لمركبات الأجرة هذه المرة نتحدث بل جميع المركبات والسيارات الخاصة.. فواز عبدالجليل الشرعبي وغيره يترددون يومياً على إدارة مرور تعز لتغيير ملكية مركباتهم ممن ابتاعوها منهم في إحدى معارض تعز... عبدالناصر الحارثي يملك أحد معارض السيارات في الحوبان أبدى استياءه وقلقه هو الآخر للوضع الراهن في إدارة مرور تعز بشأن وقف إصدار دفاتر الملكية واللوحات الخاصة بالإضافة إلى الأجرة الأشد تعقيداً بكثير! (1800) دراجة استبشر سائقو الدراجات النارية في مدينة تعز المخنوقة بهم بقرار فتح باب الجمركة للدراجات النارية بعد توقف جمركة الدراجات لبضعة أعوام مضت لأسباب عدة أبرزها انزعاج الغالبية من المواطنين من إزعاج صوت الدراجات بل وجنون قيادة سائقيها “المقرمطين من الشباب” على حد وصف البعض..عموماً أطلق سراح أكثر من ثلاثمائة دراجة نارية غير مجمركة من حوش مرور تعز ومنحت الآلاف. منها بيانات جمركية من جمرك تعز وبالتالي لوحات معدنية من إدارة المرور وبحسب مصدر من في الإدارة لا تزال هناك عدد (1800) دراجة نارية لم تمنح لوحات معدنية منذ فتح الجمركة. والجدير ذكره في مجمل الحديث عن مشاكل الدراجات النارية في تعز خاصة هو نقل تساؤلات عدد من المواطنين بمن فيهم كاتب السطور: والتساؤلات هي: أليس من الأسهل على المعنيين التوجه إلى محلات بيع الدراجات النارية الجديدة وغير المجمركة طبعاً بدلاً عن الحملات المرورية خاصة في أسبوع المرور لاعتقال الدراجات النارية غير المجمركة من شوارع تعز وأزقتها أو حتى تضييق الخناق على المنافذ البحرية في سواحل “واحجة” وذباب...في مديرية المخا أمام أساطيل تجار الدراجات النارية المصنعة علاماتها التجارية باسم تجار معروفين من بعض المحافظات لا داعي لذكرهم بل لذكر ماركاتهم المسجلة على خزانات وقود دراجاتهم الصينية المهربة تلك المسماة: “الزلزال الأمير البرق المنيف الثعبان” والطريف في الأمر أن هذه الأسماء أو العلامات مكتوبة بل منحوتة من المصنع الصيني بالخط الانجليزي وليس هناك ثمة علامات تجارية لماركات معروفة كتلك التي عرفناها: “ياماها هوندا سوزوكي...الخ” فلا نستبعد من مصانع الصين أبداً تحت ماركة سياكل بماركة “الحوباني” أو الشرعبي أوالعرز أو العشعوش أو الزبادي أو الحبوب” كما هو شأن هوس الجوالات الصينية الشاملة، مع فارق ليس بالهين بين ماركات الدراجات والهواتف الجوالة ، ذلك أن تهاون ولا مبالاة التصنيع الصيني لها “يطير” ركاباً ويقرح رؤوساً بريئة أما التهاون واللامبالاة في تصنيع الجوالات الصينية فلا “يطير” أغلى من أرقام وبضعة آلاف فقط هي ثمنه ليس إلا. المساواة في الظلم عدالة لن أغوص أكثر في عالم الدراجات ولن أتعرض لدراجي الليل غير المدنيين في الغالب في شوارع تعز لأنني أحياناً أتعاطف معهم برغم إزعاجهم الليلي فمنهم من لم يجد بديلاً يقتات منه للعيش وإن كان فيه ظلم علينا سواء في جنون بعضهم في القيادة بالنهار أو انزعاجنا من دراجاتهم الليلية،فتطبيقاً لقاعدة: “المساواة في الظلم عدالة” فلنحتمل ظلمهم إذاً طالما وآلافهم يمرحون ويقتاتون وينطلقون بأمان في شوارع مدينة إب كما شاهدنا والحديدة والأمانة أيضاً بلا جمارك وبلا لوحات طبعاً أو رخص قيادة، وقد يضحك البعض على ذكر “رخص قيادة” لأن تلك الرخص لا وجود لها برغم مخاطر الدراجات على حياة سائقيها والمارة لا ندري لماذا تغفل وتتجاهل الإدارة العامة للمرور تبني هذا الحلم الذي انفلت من بين حروفي هذه بلا قصد، ولا أستبعد على غيري هاجساً مثل هذا. فلك غامض حسناً لنعود إلى موضوعنا الرئيس: ذو الشعب الأربع الدائرة حول فلك غامض شديد القتامة والإحباط ربما يدعى إدارة مرور تعز، وتلك الشعب ....تساؤلات ملقاة على أول ضابط معني في إدارة مرور تعز فضل حجب اسمه لكنه أجاب: تعيش إدارتنا منذ أشهر أزمة خانقة نتيجة خلو مخازن الإدارة من دفاتر الملكية ولوحات معدنية للأجرة بالإضافة لانتهاء دفاتر الملكية عامة للأجرة والخاص والنقل وكذلك خلو المخزن من لوحات الخصوصي أيضاً...وأضاف المصدر: وكذلك لدينا “1800”دراجة نارية مجمركة لم توفر لها لوحات معدنية ولا دفاتر ملكية، وعن من يقف وراء ذلك الجفاف أجاب المصدر حد قناعته وعشرات زملائه الضباط في مرور تعز القول بأن قيادة الإدارة العامة لمرور الجمهورية أوقفت إرسال دفاتر الملكية والتراخيص واللوحات المعدنية إلى مخازن إدارة مرور تعز عقاباً لها نتيجة تزوير أحد منتسبيها لدفتري ملكية ويضيف المصدر التأكيد بأن القضاء ينظر في القضية ومن أخطأ سينال عقابه أما أن تعاقب إدارة في محافظة مكونة من أربعة ملايين شخص، الآلاف منهم تعرقل رخصهم العائبة الحصول على وظائفهم كسائقين...حاولنا الحصول على تأكيد وتوضيح من مدير عام مرور تعز لما يجري بدون جدوى فنشرنا هذا التحقيق بلسان الحال الذي لا بديل غيره. الذي لن ينكره الإرياني ولا زاهر ذاته الذي ننتظر منه رداً لاحقاً إن كان لديه ثمة مبرر آخر...