تصدرت قوى المعارضة الموريتانية السابقة نتائج الانتخابات النيابية والبلدية التي أجريت في موريتانيا الأحد الماضي. وتقدم تجمع القوى الديموقراطية في موريتانيا والتحالف الشعبي التقدمي والإصلاحيون الوسطيون (إسلاميون ترشحوا مستقلين) النتائج المعلنة حتى الآن وينتظر أن تعلن في الساعات القليلة القادمة النتائج النهائية لهذه الانتخابات التي بدأت عمليات الفرز في مختلف مراكزها إثر انتهاء جولتها الأولى أمس الأول. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نسبة المشاركة فاقت الستين بالمائة. وقد أشاد الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بالأجواء التي جرت فيها الانتخابات البلدية والبرلمانية في موريتانيا، فيما لايزال فرز الأصوات متواصلا وسط ظهور مؤشرات أولية تشير إلى تقدم قوى المعارضة السابقة.وقال رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات الأفريقية ساوا داكو إمباي مالك إن البعثة مرتاحة للأجواء التي جرى فيها الاقتراع. وأشار مالك إلى أن أعضاء البعثة وعددهم 18 مراقبا تابعوا سير العملية الانتخابية في مناطق متفرقة من البلاد، ولم يقفوا على أي خروقات من شأنها أن تخل بصدقية الاقتراع. وقال مالك إن مراقبي الاتحاد لاحظوا أن بعض الناخبين وخاصة المسنين منهم وغير المتعلمين واجهوا بعض الصعوبات في الإدلاء بأصواتهم نظرا لطبيعة الاقتراع الثلاثية ولكثرة القوائم والرموز الانتخابية. من جهتها اعتبرت منظمات غير حكومية أفريقية أن الدور الأول من الانتخابات البلدية والبرلمانية في موريتانيا جرى بطريقة نزيهة وحرة وشفافة. وقالت تلك المنظمات التي جاءت من بنين، ومالي، والنيجر، وتوغو إنها نشرت 13 مراقبا بهدف مراقبة محايدة لتنظيم الانتخابات البرلمانية والبلدية، وقد زار مراقبو تلك المنظمات 300 مركز انتخابي, ووقفوا على فتح مكاتب التصويت وعاينوا سير العملية إلى غاية إغلاق مكاتب التصويت والشروع في فرز الأصوات.لكن تلك المنظمات أشارت إلى أن مراقبيها رصدوا بعض المآخذ على العملية الانتخابية (تأخير فتح مكاتب التصويت، تعقيد طريقة التصويت، تأخر في إغلاق مكاتب التصويت). وأشادت تلك المنظمات بالروح الوطنية لدى سكان موريتانيا وبالهدوء الذي ساد طوال يوم الانتخابات.من جهتها أشادت البعثة الأوروبية لمراقبة انتخابات موريتانيا بالجو الذي جرى فيه الاقتراع. وقالت رئيسة البعثة "ماري بيغن" إن بعثتها لا تمتلك أي أدلة على حصول تجاوزات أو خروقات في انتخابات الأمس.وأضافت أن بعثتها راقبت 13% من مراكز الاقتراع المنتشرة في عموم البلاد، مشيرة إلى أن ذلك رقم قياسي.ونفت المبعوثة الأوروبية أن يكون المراقبون الأوربيون قد ساهموا في إضفاء المصداقية على استحقاقات مزورة في عهد النظام السابق، مؤكدة أن هذه أول مرة يوفد فيها الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي بعثة مراقبة إلى موريتانيا.كما أعرب مختلف الفرقاء المحليين عن ثقتهم في نزاهة وشفافية الاقتراع، مؤكدين أن أي تجاوزات مؤثرة لم يتم تسجيلها باستثناء بعض الخروقات المعزولة والهامشية، والتي لا تبعث على الاعتقاد بأن هناك نية في تغيير إرادة الناخبين.في غضون ذلك تتواصل عمليات فرز الأصوات التي أدلى الناخبون بها في هذا الاقتراع الذي يعتبر محكا حقيقيا للتجربة السياسية التي دخلتها البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في الثالث من أغسطس/آب العام الماضي.وتسير عمليات فرز الأصوات بشكل بطيء عزاه بعض المراقبين إلى تعقيد العملية الانتخابية نتيجة للتعديلات التي أجريت عليها، والتي شملت 80% من النصوص والقوانين المنظمة لها حسب ما أفاد به وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين .وعلل مسؤول الاتصال في اللجنة المستقلة للانتخابات الحسين ولد إمدو تأخر عمليات الفرز بالتعقيدات التي طرأت على العملية الانتخابية، وكثرة المتنافسين الذين وصلوا إلى أكثر من 1600 قائمة انتخابية، كل واحدة منها تضم قوائم طويلة من المرشحين.ويفسر المتتبعون بطء عملية الفرز بكون الاستحقاق يشمل ثلاث عمليات انتخابية في نفس الوقت، حيث كان الموريتانيون مدعوين إلى اختيار أعضاء المجالس البلدية إلى جانب أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان) من خلال قوائم محلية وقوائم وطنية.وفيما يتواصل فرز الأصوات والإعلان الجزئي عن بعضها الآخر، تسود الشارع حالة من الترقب في انتظار الإعلان الرسمي عن النتائج النهائية. وتشير النتائج الأولية إلى تقدم تجمع ائتلاف قوى التغيير الموريتاني الذي يضم 11 تشكيلا سياسيا تمثل في أغلبها ما يعرف بالمعارضة السابقة لنظام ولد الطايع.لكن لم يتضح بعدُ بشكل واضح حجم التقدم الذي حققه الائتلاف، غير أن المؤشرات توحي بأن أداء أحزاب الائتلاف كان متباينا، وقد شهدت العاصمة نواكشوط تقدما لثلاث تشكيلات سياسية منضوية تحت لواء الائتلاف، هي تكتل القوى الديمقراطية بزعامة أحمد ولد داداه وحزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يقوده مسعود ولد بلخير ومجموعة الإصلاحيين الوسطيين (إسلاميين) بقيادة محمد جميل ولد منصور.ولم تشر النتائج المتوفرة إلى تقدم كبير للمستقلين الذين أثارت مشاركتهم في الانتخابات مخاوف كبيرة من كونهم مدعومين من طرف السلطات الانتقالية.