فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استولينا على طائرة فرنسية للمساعدة في نقل المؤن والذخائر
المناضل بن مزروع يروي تفاصيل من الكفاح المسلح ويؤكد:
نشر في الجمهورية يوم 30 - 11 - 2006


- البريطانيون حسموا مفاوضات الاستقلال لصالحهم
- حاوره / توفيق آغا ..
علمته ليالي الكفاح المسلح معنى الصبر والسياسة..وتقديم الغالي والنفيس فداءً للوطن ومن أجل حريته واستقلاله..كم كان ينتقل من موقع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى حاملاً روحه على كتفه وحاملاً السلاح والمؤن لزملائه المقاتلين....وكم مرة حاول المستعمرون وأعوانهم النيل منه فنجاه الله من بين أيديهم ليواصل مشواره في الكفاح والنضال..انه الشيخ المناضل/ عمر بن صالح بن مزروع الذي يروي ل«الجمهورية» ببساطة وعفوية شديدة كيف صنع اليمنيون يوم ال30من نوفمبر1967م..يوم رحيل آخر جندي بريطاني من أرض اليمن..
- إرهاصات
الشيخ بن مزروع يفضل أن يبدأ حديثه من حقبة الأربعينات حيث يقول: في البداية لابد من الإشارة إلى الاربعينيات وذلك للحديث عن الارهاصات الثورية ..فحضرموت في هذه المحطة كانت تعيش في صراع قبلي إلى أن جاء أحد الانجليز يقال له كرامس مساعد المستشار وكانت حضرموت بهذه الفترة قد وضعت تحت الحماية البريطانية وعندما جاء جرامس إلى حضرموت دعا رؤساء القبائل عن طريق بعض من السادة وذلك للخروج بصلح وبالفعل اصطلحت القبائل عام 1943 وسمي بصلح الثلاث السنين كمرحلة أولى..في هذه الفترة برز بن عبدات وهذا كان احد الثوار الذين قاوموا الاستعمار وكانت الخطوة الأولى للإنجليز التحرك من عدن بجيش لإسقاطه وبالفعل تم اسقاطه واعتقاله إلى عدن بيد الانجليز ومن ثم اخذوه إلى سنغافورة واصدرت الدولة بهذه الفترة قراراً بين القبايل الدم مدفون والدم مدفوع يعني لاحد يطالب بالدم وايقاف عملية الثارات والتزمت قبائل حضرموت في هذا الصلح.وفي هذه الفترة كانت حضرموت تعاني من شحة الموارد وفي عام 1948جاء مشروع الري يشمل استيراد مضخات لضخ المياه من الآبار الجوفية وعلى ضوء هذا المشروع تنفست حضرموت الصعداء واستقرت من جهة الأمن الغذائي وأصبحت كل بئر تنتج حوالي ثلاثة آلاف ذهاول من البر والتمور.وكانت الحركة الوطنية في هذه الفترة محدودة والحديث عن نشاطها يرجع للحديث عن النادي الثقافي في المكلا.وكان يجمع مجموعة المثقفين وخريجي الجامعات العربيات في ذلك الوقت وكان النادي مقره في المكلا في سكة يعقوب لكن سرعان ما ألغته الدولة نتيجة ذلك النشاط الثوري المعارض للإمارة بعد ذلك بدأت الحركة السرية والتي شملت فصيل حزب البعث وحركة القوميين العرب والإخوان المسلمين والحركة الشيوعية ومن عام 1958بدأت هذه الحركة نشاطها في عام 1963 اطلقت الحريات يعني كل حركة سرية كان لها واجهة وبالنسبة لنا كان انضمامنا للجبهة القومية والجبهة القومية عندما تشكلت عام 1963م كان عندنا حزب الشعب الاشتراكي والجبهة القومية كانت تضم حركة القوميين العرب والجبهة الناصرية وتشكيل الجنود والضباط الأحرار وحركة الإصلاح اليافعية وحركة الطلاب واعتقد الشبيبة من هنا بأهمية تواجد التنظيمات على سبيل المثال الرابطة حيث بدأت نشاطها السياسي عام 1950 أو1951 على يد علي عبدالكريم العبدلي سلطان لحج الذي تم عزله من الانجليز والسقاف والجفري والصافي وشيخان الحبشي وحتى قحطان الشعبي وسيف الضالعي كانوا اعضاءً في الرابطة ولكن في الأخير لم يقتنعوا بمبدأ الرابطة حيث كان انطلاقها ومما يسمى الجنوب العربي والذي كانت بريطانيا تريد أن تقيم هذا الكيان تحت اسم الجنوب العربي فبدأوا بتكوين الجبهة القومية التي تشكلت من جميع هذه الفصائل وانطلقت الثورة ثورة 14اكتوبر بزعامة الجبهة القومية وبدأنا النضال.
- أول المهام الثورية
ماهي المهام التي كلفت بها بعد انتصار الثورة؟
بعد انعقاد مؤتمر سيئون كلفت من ضمن مجموعة بالقيام بعملية التوعية عن الثورة بين ابناء القبائل والعشائر في مناطق حضرموت وكان تحركنا في البداية إلى مناطق غيل بن يمين مع وادي سناع سيراً على الاقدام وطلعنا إلى عبدّة وعلى بلاد طفة العوامل وطفة التيل وطفة الصعر وزرنا وادي عنان وعقدنا لقاءات مع جميع القبائل..هذا الكلام بعد الدمج وبعد أن اعلنت الجبهة القومية استمرار نضالها إلى 13يناير من عام 1966م..طبعاً نحن في هذه الفترة هُمشنا وخاصة بعد أن اصبحنا بارزين أمام الاستعمار واعوانه واصبحنا مشردين ومطاردين من الاستخبارات البريطانية وبالمقابل لم نجد من يصغي لنا.عقب ذلك قررت الجبهة القومية الانفصال عن جبهة التحرير والاعتماد على النفس ولملمت اعضاءها وتواصل نضالها خاصة وأنها متوسعة في صفوف القوات المسلحة.
- العنصر الحاسم لمسيرة الكفاح المسلح
يعني كانت الجبهة القومية تركز على الجيش؟
كما اسلفت لك أن من ضمن عناصرها تشكيل الجنود والضباط الأحرار فكان التشكيل هذا هو الركيزة التي ترتكز عليها الجبهة القومية داخل قوات الجيش اللاوي وجيش البداية في حضرموت وفي جميع فروع القوات المسلحة،وفي عدن كان يوجد الجيش اللاوي وشبر والحرس واللارم بوليس والبوليس المدني أما في المكلا الجيش البدوي والجيش النظامي والشرطة المسلحة والشرطة المدنية هذه كلها كانت الجبهة القومية ترتكز على هذا في تشكيل عنصر الجنود والضباط الأحرار..وفي القطاع الطلابي ايضاً كانت مسيطرة على اتحاد الطلاب كذلك أول من سير مظاهرة نسوية الجبهة القومية في المكلا وفي عدن.ومن هنا مثلما أشار الأخ/محمد سالم باسندوة سبقنا جبهة التحرير والرابطة حول أول من أعلن الكفاح المسلح ضد الانجليز في شهر اكتوبر عام 1963 من هنا اخذنا زمام المبادرة واصبحت لنا قاعدة شعبية واسعة ولنا انصار في داخل القوات المسلحة التي تعتبر العنصر الرئيسي وعنصر الحسم في جميع المنازعات.
- نوايا الانجليز
متى أعلنت بريطانيا نيتها في الانسحاب؟
بريطانيا كانت معلنة انسحابها على أنه سيتم في عام 1968م أي سترحل من الجنوب..ولكن مع انتصار الثورة الأم ثورة 26سبتمبر وخاصة مثل ما قيل وجود ناصر في الشمال لايمكن للانجليز أن يظلوا في الجنوب ،وهنا أعلنت بريطانيا أنها ستسحب جنودها من عدن ومن الجنوب في عام68.. نحن هيأنا لهذا في 17سبتمبر من عام 1967 بدأنا بالاستيلاء على المناطق الريفية استولينا على عتق وأول شيء كان على المناطق الغربية على الشعيب وعلى حالمين وعلى لحج والضالع وعلى لودر ومكيراس..
- عيوب جبهة التحرير
ذكرتم أن الجبهة القومية اعتمدت على القوات المسلحة فما كان اتجاه جبهة التحرير في مسألة التنظيم في صفوف الجيش؟
جبهة التحرير عيبها أنها كانت تستقطب مجاميع من الشباب وترسلهم إلى مصر للتدريب على أساس جيش منظم..يعني على نط الثورة الجزائرية..يعني متجاهلة الجيش الموجود داخل البلد،وهذا ما جعل القوات المسلحة تقف مع الجبهة القومية لأنها ترى فيها البديل فجبهة التحرير ماكان عندها توسع في القوات المسلحة ونحن في هذه الفترة بدأنا بالاستيلاء على المناطق الريفية بعد أن سقطت بإيادي الجبهة القومية الشعيب وحالمين وردفان والمناطق الغربية وكان استيلاؤنا على محافظة حضرموت في 17سبتمبر عام 1967..أنا وفيصل النعيري أو فيصل العطاس استولينا على حوره ومن ثم انطلقنا على الوادي على شبام والقطن.
- سقوط حضرموت
ماهي الظروف التي هيأت لكم اسقاط حضرموت؟يعني لم تواجهوا اعتراضاً من السلطان أو الجيش الانجليزي المسيطر على الوضع بشكل عام؟
الانجليز لايزالون موجودين والسلطان غالب القعيطي كان عائداً من مؤتمر لندن على باخرة وعندما وصلوا إلى المياه الاقليمية اعترضتهم مجموعة من الضباط الأحرار ومجموعة من المناضلين منهم سالم علي الكندي وخالد عبدالعزيز وقالوا للسلاطين بلادنا ترفضكم وعليكم العودة ووقعوا على التنازل وعادوا في نفس الباخرة..نحن احتفضنا بمحافظة حضرموت من 17سبتمبر إلى 30نوفمبر نحكمها بلجان شعبية على مستوى المحافظة كلها وكنا بحاجة إلى السلاح لأن السلاح عند القوات المسلحة كان محدوداً.. يعني الجيش كان عنده صلاح الدين والجيش النظامي عنده مدفعية واحدة ثري هنش مرتب فقط وجيش البادية بندقية أبوحبه وكان من مسئوليتي وهذه تعد الرحلة التي أتيت بها من تعز إلى صنعاء ومن صنعاء إلى حضرموت نقل العتاد والسلاح حيث حمّلت السلاح على جمال وانطلقت بها من شرية وثاب إلى مناطق نهم والجدعان إلى أن وصلت داخل حضرموت ،واتينا بالسلاح من بني حشيش إلى وادي عبيدة ومن وادي عبيدة على جمال ولما دخلنا حدود حضرموت ..هذا ايام الكفاح المسلح..لكن بعد الاستيلاء شكلنا مليشيات والمليشيات كانت في حاجة إلى سلاح من هنا كلفوني مع صالح علي عواس من الوضيع واحمد فضلي بالذهاب إلى عتق لشراء سلاح واعطونا شيكاً ورحنا إلى عدن وبعدين قال لي عواس روح قدامي إلى عتق ونشتري السلاح لأن عتق كانت سوقاً للسلاح وخاصة وأن حرب الملكية كان يوفر كل شيء من بازوكا ومن مدفعية هون اوساكى وهذه مدافع ميدان لكن أنا رحت إلى عتق..
وكما ذكرت أن حرب الملكية كانت توفر كل شيء من بازوكا..من الغام ومن مدفعية وغيرها يعني حتى مدافع الميدان لكن أنا رحت إلى عتق وحصل في هذا اليوم أن واحداً فرنسياً وصل إلى مطار الريان ولم يحمل رخصة أو فيزة دخول وفي المطار اعترضوه الجماعة وقالوا له من أمرك تأتي إلى هنا قال؟امرت نفسي وهو وصل بطائرته على أساس أن يأخذ فكرة عن المنطقة.قالوا له أنت كيف جئت قال لهم أنا جئت والسلام وعلى ضوء ذلك قاموا بتكسير راسه وضربوه وحطوه في السجن وبعد ذلك اتخذوا الجماعة ذلك القرار باستخدام طائرة الفرنسي للتحرك لأخذ السلاح من عند بن مزروع من عتق..مع هذا الذي ذكرته صالح علي عواس ولكن قتلوه فيما بعد الماركسيون وسالم باعلوي ويعمل الآن في شركة النفط ووصلوا ونزلوا بالطائرة في مطار عتق وقالوا على واحد مهدي عشيش قائد الكتيبة السادسة وأنا في هذا الوقت كنت ابحث عن سيارة وذلك للتحرك إلى بيحان للوصول إلى عند حسين عثمان عشال و في نفس الوقت لم يكن ببالي أو عندي اهتمام حول الطائرة لكن في الليل وأنا في البداية مع رفيقي أحمد برومان أحد أعضاء الجبهة القومية ونسمع في الليل من راديو لندن أن الطائرة التي اختطفتها الجبهة القومية شوهدت في مطار عتق جاثمة ومن المحتمل أن يستعملونها لنقل السلاح..إذن هذه الطائرة مخطوفة وفي الساعة الرابعة فجراً سمعت طرقاً على دار هذا الخليفي الذي كنت نائماً عنده وهم يسألونه أين بن مزروع وقالوا عندما رأوني يبغاك قايد الكتيبة مهدي عشيش..طبعاً مهدي عشيش فيما بعد صفوه مع من تم تصفيتهم..رحنا إلى عند مهدي عشيش وقال بالله تقدر اليوم تقلع بالطائرة..ليس قال الآن وصلتنا برقية من خور مكسر لالقاء القبض على الطائرة وأنا أساساً لا أريد القبض عليها ولانريد أن نفتش في الموضوع بالله قوموا بالطائرة من حيث مسكتوها..استدعينا الباكستاني وهو كابتن الطائرة فقال لنا الطائرة لاتوجد فيها زيت..قلنا له بالله تمشي عريبة عرب فإذا به يصرخ لا..قالوا له باتمشي والا بانكسر راسك..حتى السلم في هذه الطائرة لايوجد فيها والذي حصل أنه حملوني اثنين من زملائي..ودخلوني ورشاشي لداخل الطائرة والباكستاني سلم..ولف بالطائرة مسكين الله وفي تلك الحالة مهموم وثيابه مقطعة وطلعنا وكان تحليقنا على ساحل البحر متجهين شرقاً فإذا هناك نداء للطيار بتمويل الطائرة إلى خور مكسر طبعاً أن اعرف انجليزي..وعندما سمعت هذا النداء..توجهت للطيار وقلت له؟
والله لو تتجه إلى خور مكسر ..والله لاكسر لك راسك الآن..قال لي؟
سدوان ..سدوان..يور جونج تومكلا، وانفجرت عيونه بالبكاء مسكين..لكن أنا كنت جالساً بكرسي خلفه بعيد منه منتبه لأية حركة..المهم رد عليهم ويكلمهم ويقول..في واحد مصوّب رشاش على راسي ولا أقدر اروح إلى خورمكسر ودار دورتين متجهاً بالطائرة إلى أن نزلنا مطار الريان ووصلنا.
- نهاية اختطاف الطائرة
ايش ردود الفعل بعد وصولكم إلى مطار الريان؟
الذي حصل أنه في الليل مضى السفير الفرنسي وواحد اسمه عبدالعزيز عبدالولي عضو قيادة عامة وواحد من إرم بوليس من معسكر عشرين وواحد عن المندوب السامي البريطاني والذين سلمنا لهم الطائرة والفرنسي والطيار الباكستاني وطاروا في نفس الليلة إلى عدن.
- الحرب الأهلية وطبيعة الصراع
طيب الأوضاع الأخرى بين الجبهة القومية وجبهة التحرير؟
الجبهة القومية وجبهة التحرير دخلتا في حرب أهلية اثناء هذه المدة..وكانت قد دخلت منطقة كرش يعني هذه المجاميع التي كانوا يرسلونها إلى مصر للتدريب اتوا بها على أساس فرق عسكرية ودخلت كرش والمسيمير واشتبكت مع الجبهة القومية في دار سعد ودخلت حتى الشيخ عثمان والشيخ عثمان كان مقسوم بين الجبهتين والمنصورة كذلك نصف جبهة قومية والنصف الآخر جبهة التحرير وكان المواطن يتعرض للمساءلة أنت جبهة قومية أو جبهة التحرير يعني هذه الأوضاع قبل المفاوضات في جنيف وان كان قال المواطن جبهة التحرير وهم من الجبهة القومية شلوه وحطوه بالسجن وهكذا للطرف الثاني بالمثل والقتلى كانوا بالأكوام في الشوارع في المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان.
- وضع مختلف
طيب ما وضع المحافظات الشرقية..هل كانت مماثلة لعدن ولما هو قائم في المنصورة والشيخ عثمان؟
لا..المحافظات الشرقية كان الموقف أحسن..لماذا؟ لأن تواجد جبهة التحرير كان لايذكر في محافظة حضرموت ..لأننا كما ذكرت لك آنفاً أننا سيطرنا على القوات المسلحة التي هي جيش البادية والجيش النظامي والشرطة وبعد ذلك..بحكم اتصالنا بالقواعد وبالناس وعندنا كان قواعد تنظيمية بالنقابات وكان الأخ عبدالله بن طالب من ضمن النقابات واتحاد الطلاب والقطاع النسائي كنا مسيطرين عليه والقبائل وكما قلت لك قمنا بتوعية..وسرنا على جميع القبائل في المنطقة ونقول لهم أن الممثل الشرعي للشعب الجبهة القومية.
- حسم المواقف
عفواً لو قطعت حديثكم..ماهي السمات أو الظروف أو الأوضاع التي منحتكم السيطرة على القوات المسلحة وهي أساساً في ولائها إما للجيش البريطاني وإما للسلطان القعيطي؟أولاً كانت القوات المسلحة صديقة الناس ..فنحن مثلاً في الأرياف الجيش البدوي هذا كان يوفر خدمات للبادية.. المريض يعالجونه ..انسان مقطوع مثلاً راح يوم يومين ولم يبن له خبر تحركت له سيارة..يعني كانت علاقة الجيش البدوي بالناس علاقة متميزة .ومن هنا استطعنا أن نحسم الأمور لصالح الجبهة القومية بمحافظة حضرموت بالذات وهذه التي رجحت الكفة وحضرموت هي الرقم الصعب في المعادلة دائماً وعلى مدى التاريخ وعلى سبيل المثال توسعنا في القوات المسلحة خاصة في محافظة حضرموت أو السلطنة القعيطية والكثيرية..استطعنا حسم الموضوع لصالح الجبهة القومية..وكما اسلفت لك قمنا بتشكيل وفد لتوعية القبائل بأن الممثل الشرعي لشعب الجنوب المحتل هو الجبهة القومية من خلال هذا الوفد اقنعنا جميع القبائل في هذه المحافظة أو مايسمى بالسلطنة القعيطية والكثيرية واستطعنا أن نكسب صداقة القبائل وطرحنا التحرر من الاستعمار كشرط أساسي ومن ثم التحرر من الاستبداد والقضاء على الحكم السلاطيني الرجعي واقامة حكم شوروي ديمقراطي يستند على أحكام الشريعة الإسلامية.ولكن بعد الاستقلال دخلنا في دوامة صراع وهذا يقتل هذا وتصفيات والإنسان الذي يريد أن يبني لايستطيع أن يبني وهو خائف..يعني من عام 68إلى 69شهدت حضرموت نوعاً من عدم الاستقرار.
- قراطيس وجنون
ارجو أن نعود إلى احداث الطائرة إلى أية مرحلة هذه الحادثة تعود في التاريخ؟
تعود إلى عام 67وهذه الطائرة كما قلنا لك فرنسية وصاحبها الفرنسي من الطيران الفرنسي وأتى إلى هنا على أساس، التعرف على الخطوط الداخلية للجمهورية المرتقبة وكان الهدف تجارياً ولكن الجماعة فسروها بتفسير آخر وتعرف أن الناس في تلك الأيام متحفزين وصراع الجبهات والاستعمار وكل يرمي في مظلة الاستعمار وحصلت ضجة على الطائرة والاتصال بعودة الطائرة ناتج شكوى قدمتها السفارة الفرنسية إلى المعتمد البريطاني في عدن ..طبعاً كان في لقاء بين الجبهة القومية في الأيام الأخيرة وبين الاستعمار عن طريق ضباط في البوليس الحربي والقوات المسلحة وعلى هذا اتفقوا على أن ينزل وفد من الجبهة القومية ومندوب عن السفارة الفرنسية ومندوب عن حرس البوليس الحربي ومندوب عن المعتمد البريطاني إلى هنا إلى المكلا وتم التفاوض حول تسليم الطائرة،يعني هذه الطائرة اساساً اختطفوها الجماعة في المكلا وحملوا فيها سلاح إلى مكيراس ومن مكيراس اعادوها بعد ذلك إلى عتق إلى عندي ومن عتق أنا اعدتها إلى المكلا ومن المكلا تم تسليمها إلى صاحبها الفرنسي المعتقل بالمكلا..
- استشهاد في يوم الاستقلال
فماهي إذا الأوضاع المصاحبة ل30 من نوفمبر 67م، احداث يوم الاستقلال ورحيل آخر جندي بريطاني من اليمن؟
ماقبل ال30من نوفمبر1967م دخلت البلد في صراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير..أي حرب آهلية وعندما رحل الانجليز تركوا البلاد في فوضى لم يسلموا السلطة لأحد..عبدالناصر رحمه الله استدعى زعماء الجبهة القومية وجبهة التحرير إلى عنده في الاسكندرية على أساس مصالحة وتشكيل حكومة ائتلافية من الجبهتين وعلى ضوء هذا اصدر جيش اللاوي في عدن والذي كان قوامه 67ضابطاً من مختلف الرتب بياناً على أن الممثل الشرعي لشعب الجنوب المحتل الجبهة القومية وأنت تعرف أن هؤلاء ال67ضابطاً في الجيش ..من هنا قام الوفد للجبهة القومية في الاسكندرية بترك المفاوضات عند عبدالناصر وهربوا إلى جنيف وراحوا يفاوضون الانجليز في جنيف..طبعاً الانجليز اعطوهم التزامات ادبية مافيش..يعني كان مقرر أنه وفي ثلاث سنوات ليقوموا بتمويل القوات المسلحة بما يقارب 66مليون جنيه استرليني ،لكن قال المفاوض تروفلن..تبغون الاستقلال مافيش التزمات على بريطانيا..ماتبغون انتم سوف نستدعي جبهة التحرير ونسلمها السلطة فقالوا إذا كان كذلك فنحن سنستلم السلطة استلموا السلطة وعادوا في 30نوفمبر وكنا من ضمن الوفد المهنئ بالاستقلال في عدن وجلسنا مع الوفد المفاوض ودار نقاش حول كيف تسمحوا للإنجليز بهذا الاتفاق ..فقالوا نحنا وضعنا بين أمرين إما أن تفاوضوا على هذا الأساس وأما تتنحوا عن المفاوضات ونحن بانستدعي جبهة التحرير ونسلمها السلطة ولهذا نحن قبلنا ،كان في كلام كثير وشد وبعض الأخوة قال لابد للبلاد من حليف طبيعي وقلنا كيف اليوم نخرج الانجليز وندخل الروس ..هذا لايمكن أبداً واشتد الكلام وكنا سنتقاتل داخل الدار الرئاسي وبعدها في عام 69م..انتهينا عام 69الجناح اليميني العدني كما كوّنا مجموعة قحطان ومجموعة فيصل عبداللطيف الشعبي وعلي عبدالعليم وكل القيادات وعبدالباري قاسم وسيف الضالعي ومحمد البيشي وكانوا يصنفوننا باليمين وتم تصفيتنا الذي قتلوه والذي سجنوه والذي هرب والذي جابوه من راس طائرة وأنا حكم عليّ بالموت إلا أنني فررت من السجن حيث تم تعييني بعد الاستقلال مديراً عاماً في القطن وتم اعتقالي وزجوا بي في السجن ولكني قلت ياإما موت من راس دار أو موت مذبوح برصاص أو بسكين وقررت أن اقفز من السجن في الساعة الرابعة والنصف تقريباً..وقفزت وفي ذلك الوقت كنت شاباً لم أتأثر بالقفزة واطلقت نفسي للريح واحتميت ببلاد الصاعر هناك عند قبيلتي وجلست خمس سنوات من عام 70 إلى عام 75 ثم فررت ثانية حيث طلّعوا ثلاث حملات من أجل اعتقالي وكنت أهرب منهم وفي الأخير عام 1975 هاجرت إلى الخليج ولم أعد إلى الوطن إلا بعد أن تحققت الوحدة اليمنية المباركة وذلك في عام 1994م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.