صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيام ثورة أكتوبر وتحقيق الاستقلال الوطني مرَّ عبر محطات ثورية عديدة
نشر في الجمهورية يوم 14 - 10 - 2013

قيام ثورة 14أكتوبر عام 63م وتحقيق الاستقلال الوطني في ال30من نوفمبر 67م لم يكن أمراً عادياً كما قد يعتقد البعض، وإنما مر عبر مراحل ومحطات ثورية عديدة من النضال السياسي، والعمالي، والكفاحي إبان تلك الفترة من نضال شعبنا اليمني ضد الاستعمار الذي جثم على جنوب الوطن ردحاً من الزمن، فرض على المواطن القوانين الجائرة، وبالذات من هم من أبناء الريف الجنوبي، وكذا أبناء اليمن الشمالي الذين كانوا يعملون في عدن، ولذلك فقد كان لشعبنا وقواه الوطنية التواقة إلى الاستقلال دور فاعل في مقارعة ومواجهة قوى الاستعمار البريطانية، وعملائها الذين حاولوا إعاقة مسار الثورة ونضالها المسلح، ولكن لم يفلحوا بحكم عزيمة وقوة الإرادة الوطنية آنذاك ممثلة بقيادة الجبهة القومية، وبقية فصائل العمل الأخرى، ومنها التنظيم الشعبي، وجبهة التحرير، ورغم الصراعات التي حدثت بين الجبهتين وما تلا ذلك من أحداث بينهما على مستوى الداخل أو مفاوضات على مستوى الخارج، ابتداءً من مؤتمر التصالح بالقاهرة والذي فشل بحكم سيطرة الجبهة القومية على معظم المناطق، أو ما تعلق بمفاوضات جنيف التي فشلت هي الأخرى، إلا أنه تم نقل السلطة لوفد الجبهة القومية دون أن تلتزم بريطانيا بما وعدت به حكومة الاستقلال. حول مناسبة ثورة ال14من اكتوبر وذكراها ال50، حاولنا أن نسلط الضوء من خلال الأخ عبدالرحمن هزاع علي العريقي، أحد مناضلي وقياديي الجبهة القومية فإلى ما جاء في حديثه. نزلت إلى عدن عام 50م
أنا من منطقة الأعروق محافظة تعز، حيث كنت قد نزلت إلى عدن عام 50م نتيجة للظروف القاسية التي كانت تعيشها شمال اليمن قبل الثورة، وعندما كنت هناك عملت في إحدى شركات الموانئ وبالتحديد شركة «لوكتوماس» البريطانية، وقد استمررت أعمل فيها حوالي 8سنوات ومن ثم خرجت منها..
كانت هناك قوانين جائرة
الوضع حينها في عدن كمستعمرة كانت هنالك قوانين جائرة تفرض على بعض الأشخاص الذين ليسوا من أبناء عدن بأن يحملوا جنسية أو بطاقة هوية، تحدد فيها مناطقهم وانتماءاتهم، بحيث إنه لا يمكن أن يحصل الإنسان على فرص العمل المناسب بالنسبة له، وهذا ما أثار من حفيظة أبناء الشمال وحتى أبناء المناطق الجنوبية الريفية، لأنهم كانوا يرفضون مثل هذه الأساليب والوسائل التي كان يفرضها عليهم الاستعمار.
المؤتمر العمالي.. كان يؤطر القوى العمالة
وكيف كانت بدايتكم الأولى من حيث تزودكم بالمعارف؟
في بداية الأمر كان هناك المؤتمر العمالي لمنطقة عدن والجنوب يؤطر القوى العاملة التي تعمل بالشركات وحينها التحقنا بالنقابات، وكنا نقوم بتسديد اشتراكاتنا، ونلبي بعض الدعوات التي كانت تنطلق من النقابات في الإضراب، والتظاهر، والاحتجاجات وهكذا..
تكونت أندية عديدة في عدن
مضيفاً بالقول: إلى جانب الوعي النقابي الذي حدث في الجنوب خلال المؤتمر العمالي، حيث تكونت آنذاك أندية قروية ومناطقية في عدن.. مثل نادي التعاون العريقي، ونادي الاتحاد العبسي، ونادي الأغابرة، ونادي ذبحان، ونادي الصلوي، وعدة أندية، ولذلك في هذه الأندية كان يتاح لأعضائها أن يلتحقوا بالصفوف الدراسية المسائية، ليتزودوا ثقافياً وعلمياً، وهذا ما ساعد على توسيع مدارك الكثير من الناس، أثناء تلك الفترة وخاصة بعد قيام ثورة 26سبتمبر ، حيث برزت دعوات من قبل بعض الحركات السرية السياسية، تدعو الناس للالتحاق بها، ومقاومة الاستعمار بشتى أشكاله وصوره، فكنا نحن أعضاء هذه الأندية نتلقف المنشورات ونوزعها، ونبحث وننقب عن أقرب الفرص للالتحاق بهذه المنظمة التي كانت تبرز من حين لآخر.
المؤتمر العمالي كان ينسق مع المندوب السامي
وماذا عن دور النقابات العمالية.. ومن ذلك النقابات الست؟
بالنسبة للنقابات الست جاءت في الأخير، أي بعد أن انشقت عن المؤتمر العمالي وهذا كان في عام 64م لأنه بعد أن شعرت هذه النقابات قبل الانشقاق بأن قيادة المؤتمر العمالي تقوم بالتنسيق مع المندوب السامي البريطاني، من أجل الحصول على استقلال عدن والمحميات على أن تسلم سلطة البلاد إلى الركائز المتمثلة بمجلس عدن التشريعي والسلاطين... وإلخ، فظهرت هناك خلافات بين قيادات النقابات حينها، والمتمثلة بقيادة المؤتمر العمالي والتي كان لها مواقف مناقضة لمواقف النقابات الأخرى، التي تتطلع إلى الاستقلال وتدعم ثورة اليمن التي قامت في عام 62م.. فما كان من النقابات الست إلا أن انشقت عن المؤتمر العمالي، وطالبت بعدئذ بتصحيح المسار لقيادة هذه النقابات، وتبني مواقف تضمن حقوق العمال أولاً، وكذا حقوق ومطالب الشعب السياسية والتخلي عن التآمر ضد ثورة اليمن.. لأن الثورة اليمنية عانت من التدخلات السلاطينية الإنجليزية لبعض المناطق في حريب، وبيحان، وعدة مناطق أخرى محاذية لجمهورية سبتمبر.. فكانت تلك النقابات بعد أن تبلور فكرها تقود العمل السياسي داخلها، فضلاً عن العمل المطلبي، الأمر الذي وسع من الصراع فيما بين النقابات وقيادات المؤتمر العمالي، وبرز حينذاك أن كل مجموعة من هذه القيادات النقابية، تؤيد تياراً سياسياً معيناً، يعمل في الساحة، حيث إن النقابات الست أيدت الكفاح المسلح الذي فجرته الجبهة القومية، ضد الاستعمار البريطاني.
التحقت بحركة القوميين العرب
ومتى تم التحاقكم بالعمل السياسي، وعن طريق من؟
أنا شخصياً التحقت وتعرفت على بعض الزملاء معي في إطار حلقي تنظيمي لحركة القوميين العرب، وأذكر منهم: الأستاذ راشد محمد ثابت وسعيد الإبي، وعبدالرزاق شائف، وعبدالعزيز عبدالولي، وآخرون..
قبل عام 642م
ومتى تكونت حركة القوميين العرب في اليمن؟
تكونت حركة القوميين قبل 64م وكانت تعمل كفصيل في اليمن، ولها فرع في عدن والجنوب بشكل عام، ولذلك مكون هذه الحركة كان واحداً، وقد أيد انضمامه إلى مكون الجبهة القومية، والذي تكونت من عدة مكونات منها الجبهة الناصرية بعدن، واتحاد القبائل، والضباط، والجبهة اليافعية وغيرها.. وكونوا بعدئذ مكوناً أساسياً هو الجبهة القومية.. ودعوا بالمفتوح للكفاح المسلح ووزعوا منشورات وملصقات على هذا الأساس، الأمر الذي دفعنا للالتحاق بهذا التنظيم الوليد، الجبهة القومية، حيث كنا مجموعة بعدن، وقد انتدبنا إلى تعز، كعناصر مختارة من أجل الحصول على تدريبات أولية عن كيفية استخدام السلاح، كالقنابل اليدوية، والرشاش، والشراك الخداعية كالمواد الناسفة للعمل ضد الاحتلال البريطاني، وعلى ما أذكر كان هنالك الأخ عبدالعزيز عبدالولي من جبهة عدن، ومهيوب علي غالب الشرعبي “عبود” وراشد محمد ثابت.
من الدفعة الأولى
وبالنسبة لعبدالفتاح إسماعيل .. ماذا عنه؟
عبدالفتاح إسماعيل سبقنا في تلك الفترة فقد كان يعمل في مصافي عدن، ويعتبر من الدفعة الأولى التي عادت إلى عدن قبل أن نعود نحن من تعز، وعندما عاد إلى عدن كلف بمسئولية قيادة الكفاح المسلح بمحافظة عدن.
بالمعلا والتواهي
وبالنسبة لكم؟
كنت أنا وراشد محمد ثابت، ومحمد أحمد سعيد مقطري، وقائد قاسم العديني “عبدالحكيم” هذه المجموعة كان مسئولاً عليها، الفدائي محمد صالح مطيع، وكانت هذه المجموعة تعمل بالمعلا والتواهي.
تولى محافظة عدن
وماذا عن سالمين؟
سالم ربيع، تولى محافظة عدن، وجبهات أخرى بالمناطق الريفية في أبين ولحج والضالع.. أي بعد دمج الجبهة القومية في منظمة التحرير وبعد أن خلت منطقة عدن من القيادات السابقة.. الأولى أثناء تواجدها بالقاهرة، وحجزها هناك ل عبدالفتاح إسماعيل ومحمد صالح مطيع.
تم تفريغه لتنفيذ العمليات
وهل لكم أن توضحوا لنا عن الشهيد “عبود” وما الدور الذي قام به؟
مهيوب علي غالب “عبود” كان قد سبقنا بعد عودته من تعز، وإطلاق سراحه من سجن مربط بالتواهي.. حيث سجن لفترة قصيرة ما بين 4 5 أشهر.. كان هذا عام 64 أو 65م ومن ثم أفرج عنه الإنجليز، وتم تسفيره إلى الشمال.. فعاد مرة أخرى وبعدئذ عمل في مكتب الجبهة القومية بتعز القريب من المستشفى الجمهوري، وبعدها عاد إلى الداخل وتم تفريغه تفرغاً كاملاً من قبل التنظيم، وكان يدفع له مرتب حيث فرغ لقيادة العمل المسلح في تنفيذ العمليات العسكرية بمنطقة الشيخ عثمان. وهناك في منطقة السيلة وخور مكسر كان عبود ينفذ عمليات عسكرية يومية ضد الدوريات البريطانية إلى يوم الإضراب الذي دعت إليه الجبهة القومية في فبراير 65م تقريباً حيث اشتبك عبود مع الدوريات البريطانية في منطقة الهاشمي بالشيخ عثمان فقذفهم بقنبلة يدوية, بينما كان أحد الأفراد الإنجليز القريب من المنطقة يراقب الذين يقذفون الدوريات بالقنابل .. فتمكن منه وأطلق النار عليه، فقتله يوم 11 فبراير 65م فاستشهد في ذلك اليوم الذي سمي حينها في إطار الجبهة القومية بيوم الشهداء حيث سقط فيه عبود وعدة شهداء آخرين.
عبود.. كان من حركة القوميين
مواصلاً حديثه بالقول: لأني أعرف عبود كان رفيقي في النادي والباص والمقهى، ومن حركة القوميين العرب، حيث كان هو ومنضور الصراري وراشد محمد ثابت، وعبدالعزيز عبدالولي، وأحمد راجح الشوافي، الذي كان في وزارة الخارجية هو الآن متقاعد.. فضلاً عن عدة عناصر أخرى.
التدريب.. كان يتم في أماكن بتعز
وبالنسبة لعملية تدريب الفدائيين أين كان يتم في تلك الفترة؟
كان تدريب الفدائيين يتم في صالة، والجند وعصيفرة، وأيضاً في مقر كتيبة المظلات المصرية الكائن في جراش الدبابات بالعرضي،حيث كان البعض يتدرب في عصيفرة ..بالدار الذي كان فيه الإمام.. وهو دار ضيافة.. وآخرون في صالة ..وكذا في الجند.
هناك عناصر مخصصة
وبالنسبة للسلاح .. كيف كان يتم تسريبه إلى داخل عدن .. والمناطق الجنوبية الأخرى؟
كانت هناك عناصر مخصصة لهذا العرض ..مثلاً نحن مجموعتنا قائد قاسم العديني وعبد الحكيم ..كان هو مكلفاً مع آخرين بتهريب السلاح ..عن طريق المفاليس والسبت طور الباحة المجزع.
حيث كانوا يخرجون السلاح خارج النقطة.. وكذا عن طريق الضالع ..يهرب إلى عدن.. من خلال ضباط الأمن ..الذين كانوا يشتغلون مع الإنجليز إنما كانوا يلبسون ملابس عسكرية ولديهم بطاقات عسكرية ..حيث يقومون بقيادة السيارات، ويدخلوها إلى عدن بدون تنفتيش...
المواسير كانت تستخدم من قبل التنظيم
وماذا عن حكاية المواسير التي كانت تستخدم من قبل الفدائيين؟
بالنسبة للمواسير .. كانت تستخدم من قبل جماعة التنظيم الشعبي وهم عناصر أساساً من تنظيم الجبهة القومية وإنما انشقوا في تلك الفترة وكونوا لهم التنظيم الشعبي وقد تدربوا في تعز ولكن يشتروا المواسير من عدن.. اللهم هم كانوا يهربوا القذائف التى تطلق بواسطة المواسير ..حيث يتم تركيبها بواسطة إسلاك شراك خداعية.. ساعة يحملوها ويعملوا اثنين وائرات على حبة بطارية ولحموها وربطوا سالب وموجب تصل إلى الحبة البيتري... وتولد نار وتشتعل ومن ثم تنطلق القذيفة.
أحضروا لي مدفعاً
وقال: كان هناك صف ضباط من جيش الاتحاد ومن المرابطين بمعسكر الحبيلين وحدث أنه التقى بسالمين .. وأحضر لي مدفع عيار (2) بوصات إلى التواهي وكنت حينئذ أقوم بالضرب على معسكرات الإنجليز ومن ذلك معسكر الديدي الذي يعني البوليس البريطاني وفي نهاية 66م كان هذا المعسكر يتعرض للضرب بالهاون شبه يومي .. لأنه هدف مستور فضلاً عن قيادة الشرق الأوسط علاوة على مراكز عدة تم ضربها وقد استمر الضرب على هذا النحو أكثر من ثلاثة أشهر. وفي إحدى المرات جاء إلى التواهي سالم ربيع على السيارة مكتوب عليها الجيش الاتحادي ويقودها عباس... من منطقة دثينة وبصفتي مسئولاً عن منطقة التواهي خطر بعقلية سالمين أن الذين يضربون بالهاون لازم يأخذهم إلى الضالع وكانت الفكرة إرسال مدفع أكبر وفعلاً أخذنا أنا وعلوي حسين فرحان إلى الحبيلين ومعنا عباس ..وبعدها إلى قرية في الضالع واستقبلنا هناك عوض الحامد ومن ثم إلى قرية الشاعري وكان ينتمي إليها محمد الحبيشي وعلي أحمد ناصر عنتر وعناصر أخرى.
وبعدئذ أخذونا إلى بيت واحد اسمه صالح من قرية القرين ومكثنا هناك حتى الصباح وعندئذ أخذنا مدفع 4 هنش 81ملم وعلى بعد كيلو من القرية مع القذائف نتدرب عليه.
وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى ذاك المكان وضربنا حوالي أربع أو خمس ضربات ومن ثم عدنا بالمدفع إلى البيت الآنف الذكر وبعدها أخذنا المدفع معنا بالسيارة التي جابتنا مع عباس وثم دخوله إلى عدن ومن خلاله تم مهاجمة هنجر الطائرات بخور مكسر الهوكرهنتر من منطقة الشيخ عثمان المملاح وقد ضربناه نحو 12 دانة، لأن العملية كانت كبيرة وبعدد كبير من الفدائيين حتى أن الطائرات الهيلوكبتر كانت تحوم وتتابع السيارات التي انطلقت وقد حصل إطلاق نار على الطائرات من أسطح المنازل بمنطقة الهاشمي والشيخ عثمان ...
بعد أسبوع تم ضرب دار المندوب السامي
وأضاف المناضل عبد الرحمن هزاع: وبعد أسبوع من الهجوم حق المطار وكان هذا في نهاية 66م حيث جاء سالم ربيع والإبي وادخلوا هذا المدفع مع شخص لا أذكر اسمه إلى ميدان الروضة القلوعة وكان هناك مطيع وعلي البيض وسالمين وآخرون معهم من الجيش وبعدها نقلتهم سيارة يقودها فضل علي عبدالله عضو الجبهة القومية من لحج وكان نائب مدير قسم شرطة المعلا ومن هناك ضربوا هدفا مستوراً وكان مخطط لي أن أشارك ولكن على أساس أن أكون مراقباً بالتواهي لإدارة التلفون على أن أرى أين تصل القذائف إلى دار المندوب السامي البريطاني وكان ذلك من القلوعة وحتى يخلفوا جبل مانكل وحينذاك أصابوه مباشرة وبعض القذائف سقطت إلى البحر واعترف بهذه العملية راديو لندن.
إعادة المدفع إلى مبنى البوليس
مواصلاً حديثه بالقول:
وبعد أن نفذوا العملية قاموا بوضع المدفع فوق السيارة فيما قام فضل علي عبدالله بإعادة المدفع إلى مبنى البوليس حق المعلا ووصفه هناك ..وذهب كل واحد إلى مكانه.
ولذلك أنا من الغيرة باعتباري مسئولاً عن منطقة التواهي التي ضربت كان مني إلا أن أخذ الضابط النقيب محمد عيدروس العولقي وقمنا بأخذ المدفع الصغير بالسيارة مع القذائف ولكن حال ما وصلنا كان هناك رفاق سبقونا وانتهت العملية ...
وبالتالي كان علينا مهاجمة مقر الدبابات المرابطة حينها جوار عمارة مطهر بالشارع الرئيس بالمعلا وتم ضربها بعشر قذائف من فوق المعهد الفني وبعدها عدنا إلى قواعدنا بصحبة أحمد سالم عيدروس الذي يقود السيارة وكان يخبىء السلاح في بيته.
كانت طيبة
وكيف كانت علاقة الجبهة القومية مع جبهة التحرير..؟
أثناء الكفاح المسلح كانت العلاقات بيننا طيبة لكن مع مطلع أول يوم من يناير عام 66م كان المصريون أو لنقل السياسة المصرية بشكل عام لهم نظرة خاصة لثورة الجنوب بقدر ما كان الوضع في الشمال الحرب بين الجمهوريين والملكيين ولذلك كانت السياسة المصرية والمخابرات راسمين خطاً مع السعودية، وبالذات بعد مؤتمر السودان وذلك بشأن تهدئة الأوضاع والوصول إلى اتفاق بين فصائل المقاومة يعني أن القوة المصرية والسعودية كانتا متفقتين على تهدئة المواقف وقيام تصالح بين القوة الملكية والجمهورية المتفائلة في الشمال وكان هذا خط عام راضي عنه في السعودية في الجنوب وذلك بهدف تهيئة الملعب في الجنوب وتعزيز المواقف لفصائل المقاومة لكي تتمكن بريطانيا من الخروج وتسليم السلطة لقوى سياسية بعد مفاوضات وغيرها.
الوضع في الشمال
يعني بدون استقلال...؟
لا.. باستقلال، لأن الوضع في الشمال كان قد سار خطوات نحو المصالحة أو ما سمي بعدئذ بالمصالحة بين الجمهوريين والملكيين عام 70م حول اقتسام السلطة... وكان هذا الحال بعد فشل مؤتمر لندن أو بعد هزيمة حزيران 67م، حيث كانت القوة المصرية تجسد هذا الموقف النضالي وتريد أن تفرضه على الوضع في الجنوب بقدر ما كانت هنالك اختلافات منذ أن تفجرت الثورة بين مجموعة الجبهة القومية التي تدعو إلى الكفاح المسلح ونيل الاستقلال الناجز غير المشروط وبين مجاميع القوى السياسية من خلال المؤتمر العمالي وبقايا حكومة عدن والسلاطين والذين عادوا وشكلوا منظمة التحرير بعد فشل مؤتمر لندن.
واستطرد قائلاً:
فيما كان هذا الاجتماع في تعز مع القوة المصرية على أن يقوم تنظيم جبهة التحرير من فصائل الجنوب .. الذي هو منظمة التحرير التي تشكلت أساساً من حزب الشعب الاشتراكي وحكومة عدن بقيادة المكاوي والمؤتمر العمالي ومجموعة حكومة الاتحاد المتمثلة بالسلاطين عبدالله الفضلي وسلطان يافع وسلطان العوالق وسلطان بيحان ورابطة أبناء الجنوب وعلى ضوء هذا المقترح المصري تمت عملية الدمج بين منظمة التحرير والجبهة القومية لكن كافة الأطراف الداخلية للجبهة القومية بالمحافظات الجنوبية رفضت هذا الدمج والذي كان موقعاً عليه علي أحمد السلامي، مسئول مكتب الجبهة القومية بتعز وعبدالله عبدالمجيد الأصنج، مسئول منظمة التحرير والذي جاء من حزب الشعب الاشتراكي وكذا كما اعتقد طه مقبل والحبشي عن الرابطة...
وما الذي حصل بعد الاندماج؟
على مستوى الداخل الجبهات التي كانت قد أسقطت بعض المناطق في الريف الجنوبي كانت مسيطرة على الوضع عسكرياً وسياسياً في محافظة عدن حتى أن جبهة التحرير كانت تدعو إلى إضراب، وجماعة الجبهة القومية تدعو إلى رفضه وكان ينجح وهكذا كانت الجبهة تدعو إلى إضراب وجبهة التحرير تدعو إلى رفضه ونتيجة لهذا الصراع ..اجتمعت الجبهة القومية في أكتوبر عام 66م وأصدرت بياناً سمي ببيان انسلاخ أو خروج من جبهة التحرير رسمياً وأعلنت بأنها ستسير بالعمل النضالي العسكري والسياسي جنباً إلى جنب مع قوى الشعب وبعيداً عن جبهة التحرير لأن عناصر الجبهة القومية اعتبروا هذا وأداً للثورة والسير وفقاً لمخطط الهزيمة التي لحقت بالقوة العربية في 67م.
بعد الدمج أوقف التمويل
ماذا عن دعم القيادة المصرية بالنسبة للجبهة القومية..؟
بعد الدمج مباشرة أوقفوا تمويل الجبهات مثل جبهة المنطقة الوسطى وجبهة الضالع وغيرها.
كان هناك دعم
وقبل هذا كيف كان الدعم من قبل المصريين؟
كان هناك دعم من قبل المصريين لأن الجبهة القومية كانت هي الوحيدة في الساحة لكن بعد قيام جبهة التحرير في 66م وتلى ذلك الدمج بين الجبهتين تخلى المصريون عن تمويل المناضلين بقدر ما ساءت العلاقة بين الجبهة القومية والقيادة المصرية في تعز وخاصة بعد خروجها من عملية الدمج مع جبهة التحرير.
حصلنا على دعم كبير
وبالنسبة للقيادة اليمنية هل كانت تدعمكم في تلك الفترة من الكفاح المسلح؟
القيادة اليمنية كانت تفرق مابين مواقف القيادة المصرية وما تمارسه بقدر ما أن هنالك تعاوناً بين المشير السلال وبعض القيادات في الجبهة القومية حيث كان معنا مسئول مكتب شئون الجنوب في صنعاء الإعلامي في الجبهة القومية عبد الحافظ قائد اليوسفي القباطي، الذي كان نائباً للوزير آنذاك ولذلك كان رفاقتنا في الشمال تقع على عاتقهم مسئولية كبيرة في دعم فصيل الجبهة القومية الذي حدد الاستقلال في الجنوب وبالتالي كانوا يجمعون السلاح والتبرعات ويرسلوها لنا سواءً من قبل الحرس الوطني أو الأمن فضلاً عن بعض المشائخ في السمال وكان في آخر الأمر بعد الخروج من جبهة التحرير وعودة ممارستنا للعمل المستقل حصلنا على دعم كبير من رفاقنا بالحكومة اليمنية ومنهم رئيس الأركان عبدالرقيب الحربي.
مؤتمر القاهرة فشل
قبل مؤتمر جنيف حصلت محاولة عقد مؤتمر بالقاهرة بهدف رأب الصدع بين الجبهتين وحضره ممثلون، حيث حضر قحطان محمد الشعبي بعد أن عاد شكلت قيادة حينها كان مقرها زنجبار وقد طلع من زنجبار عبر تعز إلى القاهرة وحضروا مؤتمر التصالح بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبدالناصر، ولكن المؤتمر فشل لأن المؤتمر كان يسير من جهة والمخابرات المصرية تسير حسب خططها والتزامها لبريطانيا والسعودية بينما جماعة الجبهة القومية كان لهم خط آخر، منطلقين من أن المناطق داخل المحافظات الجنوبية قد أصبحت جميعها تحت سيطرتهم مثل جبهة الشعيب الضالع، ردفان لحج، أبين حضرموت ، المهرة حتى المديريات التي هي جزُر كسقطرى وبنفس الوقت مكونة فيها قيادات محلية تحت مظلة الجبهة القومية.. إذاً فكيف الجبهة القومية تأتي تحضر مؤتمر التصالح بالقاهرة فيما هي مسيطرة على مناطق ووزنها أكبر من الطرف الآخر بينما الطرف الآخر كان له نفوذ وتواجد إلى حد ما في منطقة عدن لكون عدن منطقة مدنية وفيها جاليات وعناصر من هذه الجاليات هنود وصومال يؤيدون جبهة التحرير ويخافون من الجبهة القومية وتوجهاتها على اعتبار أن غالبيتهم من الريف شماليون وغيرهم.
فشل مؤتمر جنيف واندلاع الحرب الأهلية
وماذا عن مؤتمر جنيف والتفاوض حول الاستقلال؟
مؤتمر جنيف فشل واندلعت على إثره الحرب الأهلية ولكنها استمرت لفترة قليلة لأن الخطط تسارعت وكانت هنالك اتفاقيات تتم بين القيادات المحلية بعدن بممثلين من الجبهة القومية والتنظيم الشعبي وجبهة التحرير فأثناء الاختلاط والمماحكات حدثت بعض الصدامات بين جبهة التحرير وعناصر من الجبهة القومية إنما كان بينهم وسيط بعد انهيار حكومة الاتحاد هو الجيش العربي الاتحادي على أن يهدئ الوضع ولا أحد يتدخل في شئون الآخر في مناطق نفوذه وغيره.
إنما الذي حصل هو أنه في المنصورة والشيخ عثمان والهاشمي، والقاهرة والممدارة، حدثت احتكاكات بين عناصر من التنظيم الشعبي التابع لجبهة التحرير وعناصر من الجبهة القومية، لأن الجبهة القومية كانت قد سيطرت على منطقة دار سعد بانتفاضة عادية سلسة وأنشأت فيها قيادة بمركز دار سعد، في حين كانت الجبهة القومية تعمل مؤتمرات صحفية للصحفيين ومراسلي وكلات الأنباء مثل اليوشيتد برس، والشيوشيتدبرس، وكان حينها عبده علي عبدالرحمن، مسئول المنطقة للجبهة القومية والذي أصيب قبلها بيومين برصاص في إحدى رجليه جراء الاشتباك وهذا كان أواخر 66م.
وفي اليوم الثاني من عقد المؤتمر الصحفي هاجمت عناصر التنظيم الشعبي مقر الجبهة القومية في دار سعد وهدّم دوره الثاني ونتيجة لهذه المواقف كانت الجبهتان تعود إلى مرجعيتهما وأشار الجيش بأن عناصر غير منضبطة من جبهة التحرير تقوم بالتحرش والعدوان على عناصر الجبهة القومية ولكون هذه العناصر غير منضبطة وجدت قيادة الجيش مضطرة إلى تأييد الجبهة القومية وطلبت من الجبهة القومية حزم أمرها وتشكيل وفد من قبلها والذهاب للتفاوض لاستلام السلطة من البريطانيين في جنيف.
بريطانيا تخلفت عمّا وعدت به للجنوب
وقال: وعندما جاءت بريطانيا تنقل السلطة للوفد الممثل لجبهة القومية حصل هناك اختلاف في مؤتمر جنيف وصراع حيث كانت بريطانيا قد وعدت الجنوب بتحمل مسئولياتها بشأن الموظفين التابعين للحكومة والجيش والأمن لمدة سنتين وتسليم الحكومة المستقلة 20 مليون جنيه إسترليني فتخلفت بريطانيا في هذا المؤتمر وقالت على الوفد اليمني الجنوبي أن يتحمل مسئوليته وأن بريطانيا كانت ستسلم هذا المبلغ مقابل بقاء القاعدة البريطانية في عدن ولطالما أن بريطانيا لم تعد ترى بقاء قاعدتها ضروري لن تسلم ولا شيء.
حصلت معارضة للنظام الجديد
وأضاف قائلاً:
ولذلك حصلت معارضة للنظام الجديد من قبل جبهة التحرير التي انهزمت وخرجت حيث اعترضت وقالت بأن الوفد فرط بمصالح الجنوب ومكنوا بريطانيا من سحب قواتها دون أن تدفع مليماً واحداً.
استعجال وعدم القدرة على ممارسة الضغط
وأقول :من هذه الناحية حول الاستعجال لاستلام السلطة وعدم القدرة على ممارسة الضغط على البريطانيين بالالتزامات، لأنه من الناحية الأخلاقية كان يجب على البريطانيين أن يتحملوا مسئولياتهم مادام قد وعدوا به أو كدولة استعمارية تركت الجنوب في ذلك الوقت بينما الجماعة مستعجلين بقدر ما كان هناك تيار في الجبهة القومية متهم وأنه متهافت على السلطة واتهم فيه قحطان على اعتبار أن هذا تيار يمني وبالتالي حصل ما حصل وخرجت بريطانيا وخرج الجماعة حطاط دون أن يلزموها بأي شيء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.