جدد الرئيس الاميركي جورج بوش ثقته برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد مباحثات بينهما في العاصمة الاردنية عمان، فيما اكد الاخير استعداده للتعاون مع كل دول الجوار من اجل اعادة الاستقرار في العراق. واوضح بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع المالكي في عمان "سنبقى في العراق حتى انجاز المهمة". واتى كلام بوش رغم الضغوط التي تمارس عليه في الولايات المتحدة لتحديد جدول زمني لسحب قواته من العراق وفي وقت ستنشر مجموعة دراسات حول الوضع في العراق تقريرها حول الاقتراحات المتعلقة بتغيير الاستراتيجية الاميركية في هذا البلد، في السادس من كانون الاول/ديسمبر. واشاد بوش بالمالكي قائلاً "انه الرجل المناسب للعراق". واضاف "سنساعده ومن مصلحتنا مساعدته من اجل احلال السلام". وكلام بوش يأتي بعدما نشرت صحيفة اميركية مذكرة سرية اعدها ستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي شكك فيها في قدرة المالكي على احتواء العنف الطائفي في العراق. واكد بوش ان المالكي "زعيم قوي ويريد انجاح عراق حر وديموقراطي".واضاف "الامر الاول الذي يعطيني شعوراً بالثقة هو انه يريد تحمل مسؤوليات" مشيراً الى دعوات المالكي الى تولي القوات العراقية مسؤوليات الامن في المحافظات العراقية بسرعة. وقال بوش "اقدر طريقة تصرفه. فبدلاً من ان يدعو الولايات المتحدة الى حل المشكلة يقول رئيس الوزراء: اريد ان احل المشكلة فلا تحاولوا منعي. وتابع "انا اقدر شجاعته انه يتحلى بالشجاعة وقد اظهر شجاعة في الاشهر الستة الاخيرة". واضاف "لقد اظهر رغبة عميقة في توحيد البلاد". من جانبه، اكد المالكي استعداده للتعاون مع كل دول الجوار من اجل اعادة الاستقرار في العراق.وقال "نحن على استعداد ان نتعامل مع كل الذين يؤمنون بضرورة التواصل والتعاون مع حكومة العراق من دول الجوار الاقليمي وابوابنا مفتوحة ورغبتنا شديدة في ان تكون بيننا وبين الجميع علاقات قائمة على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون العراقية". واضاف "العراق للعراقيين وحدوده مصانة ولا يمكن ان نسمح لأحد بالتجاوز عليها او التدخل في شؤوننا الداخلية". واكد في الوقت نفسه ان "كل الذي يفكر بجعل العراق مساحة نفوذ تابعة له فهو واهم ويجب عليه ان يراجع حساباته". ونفي المالكي وجود اي نفوذ ايراني في العراق وخصوصا اجزاء من العاصمة بغداد. وقال ردا على سؤال حول اتساع النفوذ الايراني في العراق واجزاء من بغداد "انا اعتقد ان هذه المعلومات هي معلومات غير صحيحة ومعلومات مبالغ بها.. واضاف "انه احد اساليب الترويج من اجل اعطاء شحنة للتنافس والصراعات الموجودة اقليمياً حتى تشتد ذروتها". وقال ان "قرارنا السياسي في حكومة الوحدة الوطنية نحن مجمعون عليه وهو اننا مع اقامة علاقات ثنائية طيبة مع دول الجوار وعلاقات تكاملية من اجل حماية المنطقة من التوترات". وتابع "لكن هذه كلها يجب ان تقام على اساس احترام الحدود العراقية والداخل العراقي وعدم التدخل في شؤونه الداخلية". من جانب اخر اكد المالكي ان "العراق لن يكون ملاذاً للارهابيين الذين يريدون ان يسود الظلام بدل النور الذي بدأ في بلاد الرافدين (...) ونحن مصممون على النجاح في مواجهة التحديات وهي ليست خارجة عن المعقول". وهناك من يرتكبون مخالفات وهناك من يخرجون عن القانون". واضاف "الارادة الصلبة والقوية لحكومة الوحدة الوطنية هي التصدي ومواجهة كل الذين يخرجون عن القانون او الذين يريدون ان يسقطوا. هذا وقد نفى مسؤولون اميركيون وعراقيون ان يكون إلغاء الاجتماع الذي كان مزمعا مساء الاربعاء تعبيراً عن الصد من قبل المالكي رداً على نشر صحيفة "نيويورك تايمز" لتقرير هادلي. وتناول بوش العشاء مع الملك عبدالله الثاني الذي قال هذا الاسبوع ان "شيئا مؤثرا" يجب ان يتمخض عن المحادثات بشأن العراق في عمان. وقد نفذ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يحظى بدعم ايران وزعيم ميليشيا جيش المهدي تهديداً بمقاطعة البرلمان والحكومة الائتلافية التي يقودها المالكي اذا اجتمع رئيس الوزراء مع الرئيس الاميركي. وقبل زيارة بوش للاردن نددت كتلة الصدر التي ساعدت المالكي في الوصول الى منصبه بزيارته للقاء بوش بوصفها "استفزازاً للشعب العراقي". ولم يتضح الى متى تستمر المقاطعة. ويأتي اجتماع بوش مع المالكي غداة تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الاربعاء، وذكرت فيه ان مجموعة دراسة العراق اتفقت بالاجماع على تقرير سيدعو الى انسحاب تدريجي للقوات الاميركية من العراق لكنه يحجم عن تحديد جدول زمني قاطع للانسحاب. ومجموعة دراسة العراق هي مجموعة مستقلة تضم أعضاء من الحزبين الاميركيين الرئيسيين ومكلفة بتقييم سياسة الولايات المتحدة في العراق. ومن المقرر ان تذيع اللجنة توصياتها بحلول السادس من كانون الاول/ديسمبر في تقرير قد يساعد في توجيه سياسة بوش لإدارة الحرب بالعراق.