- واشنطن / وكالات .. أقر وزير الدفاع الأميركي المستقيل دونالد رمسفيلد بفشل السياسية الأميركية في العراق، وأوصى بخفض العمليات القتالية هناك إلى حد كبير معتبرا أن الإستراتيجية الأميركية تتطلب "تعديلا كبيرا". ودعا رمسفيلد في مذكرة سرية قدمها إلى الرئيس بوش قبل يومين من استقالته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ونشرتها نيويورك تايمز السبت، إلى إعادة انتشار القوات الأميركية في مناطق القتال في العراق. وأضاف رمسفيلد أن على واشنطن أن تسرع في تدريب القوات الأمنية العراقية وأن تستخدم أموالا للحصول على مساعدة قادة سياسيين ودينيين بارزين في العراق "لتجاوز هذه المرحلة الصعبة" دون أن يستخدم كلمة رشوة.وورد في المذكرة أن تقوم القوات الأميركية بضمان الأمن فقط في المحافظات أو المدن التي تطلب المساعدة الأميركية وتتعاون في ذلك، مع شرط أنه في حال عدم التعاون الكامل من قبل سلطات المحافظة فإن القوات الأميركية ستنسحب منها.وأيد في المذكرة استخدام قوات خاصة لاستهداف "القاعدة وفرق الموت والإيرانيين في العراق"، لكنه دعا في المقابل إلى خفض عدد قوات التحالف الأخرى المنتشرة في البلاد. ودعا أيضا إلى "سحب القوات الأميركية من المواقع الحساسة -مثل المدن ومناطق الدوريات- وجعل القوات الأميركية قوة تدخل سريع تعمل من العراق والكويت، ومن شأنها التدخل حين تكون قوات الأمن العراقية بحاجة للمساعدة". وحث على نشر "عدد كبير من القوات الأميركية" قرب الحدود السورية والإيرانية "للحد من عمليات التسلل وخفض التأثير الإيراني على الحكومة العراقية". من جهته أكد البنتاغون صحة الوثيقة، ولكن البيت الأبيض لم يبد أي إشارة إلى هذه القضية. وكان رمسفيلد قدم استقالته في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إثر هزيمة الحزب الجمهوري في الانتخابات. وقبلها الرئيس الأميركي على الفور وأعلن تعيين روبرت غيتس في منصب وزير الدفاع الأميركي. نشر الرسالة السرية لوزير الدفاع السابق تزامن مع الخطاب الأسبوعي الذي يلقيه الرئيس الأميركي ويتحدث فيه عن آخر التطورات الأميركية. وقد تعهد بوش السبت بالسعي لتوافق آراء الحزبين الجمهوري والديمقراطي إزاء سبل إحراز تقدم في العراق، في حين ينتظر توصيات لجنة بيكر هاملتون بشأن كيفية تحويل المسار في الحرب التي لا تحظى بالتأييد في الولايات المتحدة. ووجه بوش كلمات استرضاء لمنتقدي سياسته في العراق دون تقديم تنازلات، مؤكدا أنه سيواصل دعم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد القمة التي عقدت بينهما في الأردن الخميس الماضي. وأشار إلى أنه سيفحص عن كثب النتائج التي توصلت إليها لجنة بيكر هاملتون عن الأوضاع في العراق. وقال بوش أريد أن أستمع إلى جميع النصائح قبل اتخاذ أي قرارات بشأن أي "تعديلات لإستراتيجيتنا في العراق". ويتزامن ذلك مع استمرار وتيرة العنف في العراق، وقتل عدد من الأشخاص في مناطق متفرقة من العراق، كما أصيب عدد آخر، جروح بعضهم خطرة .. ففي بغداد قالت الشرطة العراقية إن أربعة من أفرادها قتلوا بينهم ضابط وجرح اثنان آخران في هجوم انتحاري استهدف دوريتهم في مدينة كركوك. كما جرح في انفجار بعبوة ناسفة شرق العاصمة ستة عراقيين قرب ملعب الشعب وسط بغداد. وقال مصدر أمني اليوم إن مسلحين مجهولين اختطفوا أمس هيثم ياسين أحد مستشاري وزير الكهرباء العراقي في حي الشعب بشمال بغداد. وشهدت بعقوبة مقتل ثلاثة مسلحين واعتقل 44 في عملية قال الجيش الأميركي إنه نفذها مع قوات عراقية، وقتل فيها ثلاثة جنود عراقيين. وفي البصرة أصيب أربعة طلاب بجروح في انفجار عبوة ناسفة كانت تستهدف رتلا للقوات البريطانية في المدينة. وقال الجيش الأميركي في بيان إنه قتل ستة "إرهابيين" بمنزلين إضافة إلى امرأتين وطفل خلال قصف جوي لمنزلين في منطقة الكرمة على مقربة من الفلوجة.