- العراق/ وكالات.. أعلن الجيش الأميركي في بيانين منفصلين مقتل أربعة من جنوده وجرح ثلاثة آخرين في هجومين استهدفا دوريتهم شمال وغرب بغداد مساء الأحد وفجر امس. وقتل في الهجوم الأول شمال العاصمة ثلاثة جنود وجرح اثنان، فيما لقي جندي مصرعه وأصيب آخر غرب العاصمة، ليرتفع بذلك عدد خسائر القوات الأميركية في العراق منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الحالي إلى 43 قتيلا وإلى 2931 منذ الغزو في مارس/آذار 2003. وفيما تتصاعد الخسائر التي يتكبدها الجيش الأميركي يوميا في العراق تواصل مسلسل العنف في الساعات الماضية ليحصد مزيداً من الضحايا. ففي بغداد انفجرت سيارة مفخخة في موقف للسيارات في كلية المأمون الجامعة غربي العاصمة، مما أدى لمقتل شخص وإصابة أربعة بينهم رجلا شرطة. كما لقي عراقي مصرعه وأصيب ستة آخرون في انفجار عبوة ناسفة انفجرت في شارع فلسطين شرقي بغداد. وفي حي الدورة جنوبي بغداد انفجرت سيارة مفخخة يقودها شخص قرب مقر لقوات المغاير التابعة للشرطة العراقية، مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة خمسة آخرين. وفي منطقة الشورجة التجارية وسط العاصمة انفجرت قنبلة وضعت على جانب الطريق مما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل. وإلى الشمال في ناحية طوز خورماتو قالت الشرطة أن مسلحين اقتحموا منزلاً وقتلوا ستة من أسرة واحدة وأصابوا الأب بجروح. كما أعلن الجيش الأميركي قيامه بالتعاون مع القوات العراقية باعتقال ستة رجال يشتبه في ارتكابهم جرائم قتل طائفية ووضع قنابل على جانب طرق في بغداد. وفي محاولة لاحتواء العنف الطائفي المتزايد، أعلن الجيش الأميركي عن حملة أمنية مشتركة مع الجيش العراقي بحي الأعظمية (ذي الغالبية السُنية) في بغداد. ومع استشراء العنف الطائفي في العاصمة قام وزير الدفاع الأميركي المستقيل دونالد رمسفيلد أمس الأول بزيارة لم يعلن عنها مسبقاً للقوات الأميركية في العراق. من جانبه قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري «إن المليشيات تهجّر وتقتل على الهوية برعاية قوات الحكومة العراقية وبرضا قوات الاحتلال». وأشار إلى أن العنف تصاعد بعد لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي بالرئيس الأميركي جورج بوش وبعد الدعم الذي حظيت به الحكومة من الجامعة العربية. ويأتي استمرار العنف في العراق فيما اكد رئيسا لجنة بيكر-هاملتون لدراسة الوضع في العراق ان على واشنطن الدخول في حوار مع إيران وسوريا للمساعدة على تحقيق السلام وإحلال الأمن في العراق والشرق الاوسط بشكل عام. الا ان وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والنائب السابق لي هاملتون اللذين ترأسا اللجنة أكدا انهما غير مقتنعين بان طهران على الاقل مستعدة للتعاون مع واشنطن بشأن العراق حتى بدون وضع شروط مسبقة.. وقال هاملتون في العديد من المقابلات التلفزيونية ان دمشق وطهران يمكن ان تسهما في تحقيق السلام ليس فقط في العراق وانما كذلك بين اسرائيل وجاراتها. وقدمت اللجنة مجموعة من التوصيات للادارة الاميركية من بينها فتح محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وبين كل من ايران وسوريا اللتين تعتبرهما واشنطن داعمتين للارهاب.كما اوصت اللجنة بان يبدأ بوش بممارسة مزيد من الضغط على الحكومة العراقية لاحراز التقدم في احلال الامن. وقد رفض الرئيس الاميركي جورج بوش هذا الاسبوع فكرة اجراء محادثات مع دمشق وطهران على وجه الخصوص التي لا تقيم معها واشنطن علاقات دبلوماسية منذ نحو ربع قرن واشترط ان تتخلى طهران عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم اولا. الا ان بيكر قال الاحد الفائت انه يجب الفصل بين المسألة النووية واحتمال اجراء محادثات تركز على امن العراق مشيراً الى ان واشنطن سعت الى الحصول على الدعم الايراني بعد الاطاحة بحكومة طالبان في افغانستان في اواخر عام 2001. وبدوره رفض بيكر في حديث مع تلفزيون "فوكس نيوز" الانتقادات بان اللجنة "ساذجة" في اعتقادها بان سوريا ستتعاون مع واشنطن مشيراً الى انه قام هو نفسه بمهمة دبلوماسية "مستحيلة" في عام 1991 لاقناع سوريا باجراء مفاوضات سلام مع اسرائيل. واوضح "بالنسبة لي لا يمكن القول انه بسبب كون المهمة صعبة فيجب ان لا نقوم بها". وقال "لقد وضعنا كافة المتطلبات (في تقرير اللجنة) لاننا اردنا ان يعرف الجميع اننا لسنا على درجة من السذاجة بحيث نعتقد اننا سنجلس للحديث مع السوريين لمجرد الحديث معهم". الا ان بيكر الذي قال ان اللجنة قامت باتصالات مع ممثلين من طهران اثناء اعداد التقرير لا يشعر بالتفاؤل بشأن تعاون ايران مع واشنطن بشأن العراق. وقال "استناداً الى الاتصالات المحدودة التي اجريناها مع ايران (...) لا نعتقد انهم سيأتون ويجلسون معنا. ولكن يجب ان نضعهم تحت الاضواء بسبب نهجهم الرافض في حال رفضهم"