- العراق - وكالات .. حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أن واشنطن قد تعيد النظر في خطتها لإرسال قوات إضافية إلى العراق تفوق العشرين ألف جندي إذا لم تحترم حكومة نوري المالكي تعهداتها بوضع حد لأعمال العنف الطائفي في البلاد. وأشار غيتس في جلسة استماع للكونغرس -تعرض خلالها لأسئلة صعبة من النواب الديمقراطيين والجمهوريين- إن القوات الإضافية التي سترسل إلى العراق ستبقى لشهور ولن تبقى سنوات. لكنه في نفس الوقت رفض تحديد مدة زمنية لبقاء تلك القوات. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قال غيتس إن الولايات المتحدة ستراقب الوضع عن كثب لتحديد ما إذا كانت القوات العراقية تلتزم بالخطط لتتماشى مع الهيكل القيادي في بغداد والبدء في تعزيز القوات بشكل منفصل عن السياسات الطائفية. من جانبها اعتبرت رايس أن حكومة المالكي استنفدت المهلة التي منحت لها لحل المشكلات التي يواجهها العراق. لكنها أشارت في تعليقات لها خلال مقابلات تلفزيونية -دون أن تدرك أن الميكرفون كان مفتوحا- أن إدارة بوش ستمنح الحكومة العراقية "مساحة لالتقاط الأنفاس"، بعد "الكلمات الصارمة" في خطاب الرئيس جورج بوش. وفي إطار الإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق كشف مسؤول عسكري أميركي عن أن واشنطن باتت الآن تملك تفويضاً عراقياً باستهداف من أسماهم رؤوس الفتنة الطائفية. وقال المسؤول الذي لم يذكر هويته إن "قادة التطرف من الجهتين سيستهدفون" بعد أن ظل بعضهم في الماضي مستثنى بسبب اعتبارات سياسية فرضتها الحكومة العراقية على واشنطن. وأضاف أن إحدى الطرق للقضاء على قدرة المليشيات العسكرية استهداف قياداتها لكنه شدد على أن الأمر لا يتعلق بقيادات سياسية وإنما ب"أشخاص على علاقة مباشرة بالعنف ضد العراقيين وفي أحيان أخرى ضدنا". ويلتقي كلام المسؤول الأميركي مع ما ذكره نائب عراقي مقرب من المالكي عن قبول الأخير بضغط أميركي "التصدي للمسلحين حتى لو كان بعضهم موالين لأقوى حلفائه السياسيين" وخصوصاً مقتدى الصدر. ودعا الرئيس الأميركي جورج بوش الحكومة العراقية إلى التحرك في موضوع المليشيات وقالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إن أول امتحان أمامها هو العمليات الأمنية التي ستنفذها في الضواحي وهي كلمة يقصد بها عادة مدينة الصدر معقل جيش المهدي الذي يقول مسؤولون أميركيون إنه مدعوم من إيران. وقد اعتبر الجنرال الأميركي المتقاعد غاي غارنر -الذي كلفته واشنطن مؤقتا إدارة العراق بعد الغزو عام 2003- أن الوضع الحالي في العراق "يشكل نوعا من حرب أهلية تشبه الإبادة الجماعية" وذلك في مقابلة مع الBBC. كما دعت مصر وتركيا إلى حل المليشيات في العراق وإشراك العرب السنة في العملية السياسية، من أجل إعادة الاستقرار إلى البلاد. كما أكد الجانبان -خلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لأنقرة- على أهمية انخراط إيران وسوريا في المساعي نحو استقرار العراق، بدلا من عزلهما من قبل الولايات المتحدة.. ميدانياً هاجم مسلحون مجهولون أنبوب النفط الرئيسي الذي ينقل النفط من مدينة كركوك. وقال مسؤولون في شركة نفط الشمال إن المسلحين أشعلوا النار في الأنبوب, وإن ألسنة النيران ظلت تتصاعد حتى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في حين ضربت القوات الأميركية طوقا حول المكان. وقد أعلنت الشرطة العراقية عثورها على 37 جثة مجهولة الهوية في بغداد خلال ال24 ساعة الماضية، تعرض أصحابها للتعذيب قبل قتلهم. كما أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده متأثرا بجروح أصيب بها في وقت سابق. وفي تطور آخر أفرج الجيش الأميركي عن أحد الأشخاص الستة الذين اعتقلهم أثناء عملية استهدفت القنصلية الإيرانية في أربيل وصادر خلالها وثائق وأجهزة كمبيوتر حسب مسؤولين كرديين. وأدانت حكومة كردستان الهجوم, فيما طلبت الحكومة المركزية في بغداد تفسيرا من الولايات المتحدة. كما نددت خارجية إيران بالهجوم وحملت السلطات العراقية مسؤولية ما قد يلحق برعاياها.من جهته تحدث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن مواجهة مسلحة لم توقع ضحايا بين قوات البشمركة وقوات أميركية كانت تحاول تنفيذ اعتقالات في مطار أربيل.