بعد استقالة رئيس الاركان دان حالوتس من منصبه تحسباً لنتائج لجنة التحقيق في إخفاقات حرب لبنان، اصبح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت هو الرأس المطلوب إسقاطه من اليمين، وحتى من داخل حزب "كديما" الذي يترأسه، وكذلك وزير الدفاع عمير بيرتس من قبل خصومه في حزب العمل. أما اليسار الاسرائيلي، الذي اعتبر الاستقالة اعترافاً بفشل السياسة العسكرية، فقد دعا اولمرت الى وقف اللجوء الى القوة وتجريب سياسة السلام. ويرى اليمين الاسرائيلي في اولمرت وبيرتس ضلعي الثالوث المسؤول عن هذه الاخفاقات، ولا بد من الاطاحة بهما واستقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤون البلاد انتظاراً لانتخابات جديدة. وتوصل عدد من المسؤولين في "كديما" الى قناعة بأن بقاء أولمرت في رئاسة الحزب والحكومة يشكل كارثة للحزب ويقضي على إمكانات وجوده كحزب طليعي. ويجري ترويج دعوات من قبل بعض قادة الحزب لضرورة تغييره بقائد آخر في الحزب يمنع إجراء انتخابات مبكرة خاصة ان الائتلاف الحكومي يتمتع بأغلبية 78 صوتاً من اصل 120 في الكنيست، وهي اعلى اغلبية تتمتع بها أي حكومة منذ قيام اسرائيل، والشخصيتان الأوفر حظاً في خلافة أولمرت هما وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، ووزير الأمن الداخلي، آفي ديختر. وفي حزب العمل ينتهز خصوم بيرتس استقالة حالوتس فرصة للانقضاض عليه وإرغامه على الاستقالة حتى قبل الانتخابات المقررة لرئاسة الحزب في مايو (ايار) المقبل، المتوقع ان يهزم فيه امام احد المنافسين الاربعة له.