مشاعر مايك والاس تجاه «سكايب» متناقضة،فعندما يستخدم خدمة الإتصال الهاتفي عبر الانترنت مع الاصدقاء والزملاء في أوروبا،يمكنه سماعهم جيداً،ولكن الوضع في آسيا مختلف.. ويوضح والاس،وهو مستشار في شؤون البيئة في الثامنة والثلاثين من عمره الأمر قائلاً:عندما اتصل بالصين فلا يكون الاتصال جيداً،فهناك الكثير من الخشخشة والتوصيلات السيئة والصدى والتأخير في إيصال الحديث الا أن والاس يقبل تلك النوعية غير الجيدة لأنه يدفع أجوراً أقل لاتتعدى بضعة قروش في الدقيقة وفي بعض الأحيان لاشيء،مقارنة بما يمكن أن يدفعه عبر الوسائل التقليدية للاتصالات بعيدة المدى،كما أن «سكايب» التي أصبحت مملوكة لشركة «أي باي» تسمح له بإجراء مكالمات جماعية، وارسال وثائق ورسائل والاتصال من جهاز الكمبيوتر المحمول خلال ترحاله. وأوضح والاس الذي يعيش في سان فرانسيسكو ويعمل مع جماعات لاتسعى للربح لصحيفة «نيويورك تايمز» أن الخدمة في 75 في المائة من الوقت جيدة، أما النسبة المتبقية «فبالنسبة لما تحصل عليه ليست هناك مشكلة في إعادة طلب الرقم». تهاتف انترنتي ومثل العديد من التقنيات .فإن «برتوكول الصوت عبر الإنترنت» أي الاتصالات الهاتفية عبر الانترنت، لاتزال في مرحلة التطور، ففي الوقت الذي تعتبر اسعارها رخيصة وأكثر تكليفاً من الاتصالات الهاتفية العادية، فإن الاتصالات عبر الانترنت، التي تحول المكالمات إلى مجموعات من المعلومات يعاد تجميعها في الناحية الأخرى على شكل مكالمة، يمكن أن تكون واضحة تماماً في لحظة وغير واضحة في لحظة أخرى، وباختصار هي تحت رحمة شبكة عالمية هائلة.. ولسوء الحظ بالنسبة للمستخدمين الذين يشعرون بالإحباط، هناك العديد من الأسباب لسوء الاتصالات عبر الانترنت، وليس من السهل التكهن بتلك المشاكل، وتبذل شركات الاتصالات الهاتفية عبر الانترنت جهداً كبيراً في تحسن الخدمة. والشركات التي لاتسيطر على الشبكة التي تنتقل عبرها المكالمات الهاتفية لايمكنها ضمان النوعية،كما أن تنوع اجهزة الهاتف والبرامج الالكترونية غير المتناسقة يمكن أن تؤثر في المكالمات،وبالمقارنة فإن شركات مثل «فريزون» و«ايه تي اند تي» وغيرها، التي تدير شبكات تقليدية التي تعمل بطريقة تحويل الدوائر تقدم خدمات جيدة وصوتاً واضحاً.ويوضح دافي براون مسؤول التكنولوجيا الأول في شركة «ترينيتي كونفرجنس» وهي شركة برامج الكترونية خاصة بالاتصال الهاتفي عبر الانترنت الوصول إلى مستوى الهواتف التقليدية،وبدلاً من جودة الصوت،فهي رخيصة ،ونحن نمر عبر فترة انتقالية من نظام تحويل الدوائر إلى تحويل الرزم،وهناك العديد من المشاكل وقد كشفت دراسة لشركة «بريكس نتووركس» التي تصمم نظم مراقبة خدمات الانترنت،أن المستهلكين اعتبروا 20في المائة من المكالمات «غير مقبولة» من حيث النوعية قد انخفضت نوعية المكالمات خلال 18شهراً الماضية مع زيادة حركة الانترنت،وصعوبة عثور رزم الانترنت على مساحة مع وجود قواعد المعلومات الأخرى مع الفيديو والموسيقى التي ترحل عبر نفس الشبكات. ويقول كاينام هدايت المسؤول التكنولوجي في بريكس التي تدير موقع testyourvoip.com : إن الاتجاه العام يتدهور،فالمكالمات الصوتية تتنافس مع غيرها من أنواع المعلومات،مثل الفيديو المرفقات الكبيرة. مصاعب الاتصال وتجدر الإشارة إلى أن تدهور نوعية المكالمات الهاتفية عبر الانترنت مع زيادة عدد الاشخاص الذين يتصلون عبر الانترنت.ومع نهاية الربع الثاني من العام الحالي، اشترك 9.2مليون شخص في الولايات المتحدة أو1.4 من المساكن التي تستخدم النطاق العريض في خدمة اتصال هاتفي عبر الانترنت،ولكن العدد سيتزايد.. ويستخدم أكثر من نصف عدد المشتركين شركة «فوناج» وهي أكبر شركات تقديم خدمات الاتصال الهاتفي عبر الانترنت،غير أن الاستطلاع لايشمل ملايين المشتركين الذين يستخدمون خدمة شركات الكابلات،التي تطرح منتجاتها تحت اسم الهاتف الرقمي، وبغض النظر عن الشركة المقدمة للخدمة،فإن ازدحام الشبكة يمكن أن يؤدي إلى تأخير وصول الصوت،أو عدم وصوله على الإطلاق ،وعندما تتأخر الرزم يمكن أن يودي ذلك إلى صدى الصوت،ويمكن التغلب على هذه المشكلة إذا ما امتنع الناس عن الحديث خلال حديث الطرف الآخر. وفي بعض الأحيان ،تضيع الرزم، وهو مايؤدي إلى ضياع المقاطع الصوتية والكلمات ،بل والعبارات بأكملها ويمكن تصحيح ذلك ببرنامج الكتروني يضع الكلمات المفقودة.. ثم هناك ما يعرف باسم«التذبذب» .عندما يؤدي ازدحام الشبكة إلى وصول الرزم بطريقة غير منتظمة أو ضياعها، وحتى إذا كانت رزم الهاتف عبر الانترنت تصل إلى نقطة الوصول دون مشاكل ،فيمكن انخفاض نوعية الصوت بسبب سماعات الأذن السيئة،ومن بين المكونات المهمة هو كوديك وهو عبارة عن برنامج الكتروني يضغط ويفتح الحديث في طرفي المكالمة. ومن بين العوامل الأخرى التي تؤثر في نوعية الصوت هي استخدام نوعيات غير متماثلة من برامج كوديك،فصوت الاتصالات عبر الانترنت بين اشخاص يستخدمون نفس المجهزين يكون أفضل من الاتصالات الهاتفية العادية،ويمكن تدهور النوعية أكثر عندما تجري الاتصالات بالخارج، فبعض التأخيرات ناتجة عن المكالمة عبر كوابل بحرية، ويمكن تدهورها أيضاً عندما تتصل بدول نامية،حيث الشبكات قديمة،واليوم فإن خدمات الهاتف عبر الانترنت تعني المرونة والتوفير ،مقابل خدمات وصوت أقل جودة ولكن المستهلك يقبل التقلبات.