- لبنى عبدالله ..- في هذا الكون الفسيح.. وفي البقاع الواسعة ...في زحام الأرض وانين البشر..تتعدد الوجوه والأقنعة.. في غربة تتحدى كل الحدود..وصمت يخنق النفوس..وبين قلق ابدي وحب بات يشكو موت الأفئدة..ووسط مشاعر زائفة وإحساس يعاني الصقيع وجمود القلوب الميتة،يجد القلب نبضه تائه الخطى، مسجون بين قضبان الالم..يبحث عن أمان لا وجود له..وسلام مرتعش في أودية شائكة وتضيق بالقدم الواحدة.. فمن بين كل هذا الضجيج والمتاهات الضيقة هل لي أن أحلم ،حتى وإن كان حلمي في الأوقات الضائعة،أحلم بوطن آمن محايد في زمن الخوف واللاحب؟؟وهل يحيا بيننا رجل بمواصفات وطن.. وطن للآمال قبل أن تُذبح..وطن لاتُغتال فيه البراءة !!ولا يموت فيه الصدق أو تنتحر فيه الحرية.. وطن لا يُشنق فيه الحلم ولا توأد فيه الذاكرة.. - وطن استظل بظله من حر شمسي..واستجير بدفئه من برد أمسي...احتمي به من انكسارات دربي وانهزام الروح حينما تتلاطم خطواتي واظنني اتحرك لكني مصلوبة في مكاني ولا اتقدم خطوة واحدة ..وطن يرسم لي درباً من نجوم كلما حاصرني اليأس وفارقتني الإرادة...وإن أرادت أدمعي الاستسلام اسمع وقع اقدامه تأتي إليّ مسرعة قبل أن يرتد طرف جفني، يلوح لي بغصن ياسمين،وحينها تكبر معه انتصاراتي في وجه قدري وهدير احزاني.. - وطن ألجأ إلى ربوعه كلما طاردتني اشباح الغربة..وحين تسبقني الهواجس إلى زوايا الروح المتعبة..ينتشلني من مساحات الحيرة إلى حيث الأمنيات تنبت الحب سنابل خضراء..وحيثما الحلم له شكل وردة بيضاء يكسوها الحنين والنقاء وإن كان الفشل حليفي ونسيت معه شكل دفاتري وأوراقي..أتتلمذ على يديه لأتعلم حروف الهجاء..وأشطب من تاريخي وشهادة ميلادي معاني البؤس والشقاء.. - وطن لا أكون فيه خارج السرب أو خارطة الذل والظلام..يقاسمني حرية الروح وشجاعة الكلمة دون كبتٍ أو أسوار أو قيود للكلام.. انسى به خيبات العمر الزائف ومرارة الأيام... اتغلب على تعرجات حياتي بدفء حضوره ،وعلى زوابع وهني بابتسامته..فيذلل لي كل الصعاب ولا تتوه نظراتي ولاتُهزم كرامتي ولاتنحني هامتي واسمو بذاتي فوق كل الأوهام.. üمن قال أن الوطن أرض.. بحر ..سماء .مسافات عقيمة وصحراء قاحلة..؟؟ الرجل الوطن روح.. قلب.. ملاذ.. مقر ونبضات تُحفر في الذاكرة الرجل الوطن حب ..وفاء...عهد صدق وانسام عاطرة.. نقي هو كبراءة الماء...ينساب عشقاً كقطرات الندى.. يفيض احساساً وعذوبة كليلة قمراء في كبد السماء يرتل الحلم أزجالاً جميلة،في حضن المساء يسامح ويغفر ويعفو عن الزلات والأخطاء لايهادن الخوف..الزيف ويرفض الانحناء هذا الرجل الوطن..هل هو حقيقة بعد أن عم العمر رائحة الدخان ومعمعة البكاء فما عاد الحب يعني الكثير. مات الضمير وتكاثر المدعون والجبناء لكنني قررت أن ابحث في عيون الفجر وفي ضوء الصبح عن كلمات كثيرة للرثاء انعي فيها موت الصدق والإحساس. في زمن الإدعاء!!!