- بدر بن عقيل .. اليوم الخامس من فبراير تحل علينا الذكرى السابعة لرحيل شاعر اليمن الكبير حسين أبوبكر المحضار ومازال المحضار حاضراً فينا صباحاً ومساءً بعطاءاته الفنية الثرية التي جاوزت شهرتها الآفاق اليمنية. مازالت تمنحنا قليلاً من العسل «الدوعني» واكليلاً من الفل والكادي وحبات من البرقوق والبلس.. وتعطر امسياتنا بالبخور «العدني».. مازالت تهدي إلينا رسائل العشق .. وتبعث لربوع ارضنا الطيبة السلام الحار.. وتبعث الدفء.. ويأتي صوته حاملاً البشرى: موعود في أرض اليمن بالخير موعود.. ومؤكداً حبه القديم الجديد: من قال محبوبتك من؟! قلت:اليمن ثم مازالت مناشدته للطيور اليمنية المهاجرة للعودة إلى حياض الوطن تردد اصداءها الجبال: إلقِ عصا الترحال تترحل لمه مادام أرضك فوقها الماطر هَّما وتحسَّن المرعى ولك هب البرود لابد إلى عشه يعود مهما يطير الطير في جو السما لابد إلى عشه يعود وفي آخر رحلة علاجية للشاعر المحضار إلى دولة الامارات العربية المتحدة، وبعد ان طمأنه الأطباء على سلامة قلبه، قال لهم المحضار: أنا ماشكيت من قلبي لكن قلبي هو اللي شكى مني نعم شكى قلب المحضار من المحضار بعد ان اثقله بالحب والشوق والشجن .. لوطنه: عيني امتلت منها لكن فؤادي مافيه شيء غير حبك يابلادي ولأحبابه : رمز بعينه بريد المحبة بين قلبي وقلبه باقي الناس مابايفهمونه لكن هذه الشكوى الجميلة.. اثمرت عن أرق الكلمات.. وأعذب المعاني.. فقد استطاع شاعرنا، حسين المحضار ان يختزل كل العواطف والمشاعر الإنسانية في كلماته السلسة، العميقة المعاني والدلالات، وان نبحر معها إلى مدن ومرافىء وشطآن الحب.. والعنفوان. كما ان كلمات المحضار شكلت هي الأخرى موسوعة طيبة شملت الكثير من المعلومات عن مدن وقرى ووديان وجبال ولهجات اليمن. نعم .. كيف لايشكو قلب المحضار من المحضار وقد اتعبه بكل هذا الحب؟! وفي الذكرى السابقة لرحيل المحضار.. كم أتذكَّر كثيراً هذا القلب.. الذي مازال نبضه رائعاً .. ودافئاً .. وحاضراً في القلب.