- راسل عمر القرشي .. السبت الماضي بدأت في عموم مدارس الجمهورية ،كما نعتقد أعمال النصف الثاني من العام الدراسي الحالي 20062007م بعد الانتهاء من قضائها ادارة وطلاباً اسبوعين في اجازة مقررة سنوياً رغم اختلاف مدتها من عام لآخر بدأ النصف الثاني من العام محملاً بتركة ثقيلة لم ترحل إليه من النصف الأول بل من أعوام دراسية سابقة وكلها بفعل غياب الادارة الرشيدة والتخطيط السليم وتخبط قيادة الوزارة ومكاتبها بالمحافظات والمديريات وعدم معرفتها لما تريد ومالاتريد.. وماينقصها ومالاينقصها. هذه التركة الثقيلة تتمثل ببقاء العديد من الاشكالات ،التي لم تتمكن وزارة التربية والتعليم بادارتها ومكاتبها واجهزتها كافة من حلها وتجاوزها.. والتخلص منها نهائياً وخاصة بعد مرور أكثر من عشر سنوات من عملية تصحيحية شاملة يشهدها قطاع التعليم.. لتبقى سنوياً وكأنها عصية عن الحل كدلالة على أن «الحلو دائماً لايكتمل»!! هذه الاشكالات ،الشكاوى.. الكتاب المدرسي وعدم توزيعه ،المنهج وعدم اكتماله ،الكادر التدريسي وانعدام وجوده في الكثير من المدارس سيما الريفية ،الكرسي وعدم توفيره.. العشوائىة وتسيدها» كلها برزت وتسيدت المشهد التعليمي وواقعه العام بسبب غياب الادارة الرشيدة. لن نقلل هنا من حجم الانجاز الذي تحقق في المجال التعليمي منذ بدء العملية التصحيحية.. ولكن هذا الانجاز ظهر جزئياً وليس كلياً.. حيث هناك جوانب هي بأمس الحاجة للاصلاح والتصحيح.. لم يتم ايلاؤها الأهمية.. الأمر الذي انعكس سلباً على الواقع التعليمي عامة. إن الادارة السليمة أوالادارة الرشيدة وفقاً للمفهوم المتبع حالياً أساس نجاح عملية أي اصلاح سواء في مجال التعليم أم في أي مجال آخر.. وبفضلها يتم تجاوز كل الاختلالات أوالاشكالات البارزة.. وانهاء كل صور الضعف التي يعاني منها هذا المرفق أو ذاك في اجهزتنا ومؤسساتنا المختلفة. لانجافي الحقيقة إن قلنا إن معظم إن لم يكن كل اجهزة ومؤسسات الدولة سيما التعليمية منها تعاني من ضعف واضح وملموس للادارة وعدم تمثل الأسس والمبادئ والمضامين الحية لها سواء من قبل قياداتها أم كوادرها التابعة لها.. وهو ما أظهرها اجهزة هشة ،وتسبب في تسيد العشوائية في ادارة شئونها وفي نظرتها للواقع بشكل عام. وحتى لانخرج عن اطار موضوعنا محل الحديث نعود لنتساءل أما آن لوزارة التربية والتعليم العمل على تنقية الشوائب العالقة في برنامجنا التصحيحي الشامل لتبدو الصورة أكثر وضوحاً وخالية من أية رتوش؟ أما آن لها أن تزيح وتبعد الاسباب التي أدت إلى بقاء هذه الاشكالات ماثلة مؤثرة على الواقع التعليمي العام؟ أما آن لها أن تنظر للادارة بمنظار المسئولية إن ارادت لبرنامجها النجاح؟! هذه الأسئلة تبحث عن تلافي مجمل الاشكالات البارزة في الحقل التعليمي.. وتبحث عن الاصلاح والتصحيح دونهما شيء آخر. ويقيناً إن صدقت النوايا وتم اصلاح التعليم اصلاحاً صحيحاً ووفقاً لرؤية ادارية سليمة تخدم المواطن وتعزز دولة المؤسسات فإننا سنصل إلى الأرضية الملائمة لبناء معرفي وتعليم نوعي جيد.. وسيكون القادم الآتي أجمل بالتأكيد. إن التعليم هو الركيزة الأساسية والنواة الحقيقية لتقدم الوطن رقيه وازدهاره فهل نعي حقيقة مسئولياتنا بالقول والفعل والعمل والانجاز هذا مانرجوه ونأمله.