• دُشّن أمس الأول في عموم محافظات الجمهورية العام الدراسي الجديد “2010 2011م“ بعد إجازة قد تكون طويلة للبعض الشغوف بالعودة إلى المدرسة واستكمال مسيرة العلم، وقصيرة للبعض الآخر الذي يرى في المدرسة والتعليم تحصيل حاصل ستقود الجميع في نهايتها إلى نفس المصير ولو ابتعدت عنهم الهمة والحماس والشوق للسير في ذات الاتجاه. عام دراسي جديد آخر جاء متزامناً مع إعلان نتائج الشهادة الثانوية العامة، والتي قلّت نسبة نجاح الطلاب والطالبات فيها عن سائر الأعوام الدراسية الماضية بشكل ملحوظ ولافت للنظر. هناك أسباب ومسببات أدّت إلى تراجع هذه النسبة - وليس المجال هنا للحديث حولها - ولكن ينبغي التأكيد على أن جزءاً من تلك المسببات والأسباب تعود إلى الأسرة وغياب الهمّة والاجتهاد لدى الطلاب والطالبات، فيما الجزء الآخر يعود إلى التربية والتعليم، والإدارة المدرسية، والكادر التربوي والتعليمي، ولن أخوض هنا في التفاصيل أكثر كونها معروفة وغير خافية على أحد إن تم الوقوف عليها بشيء من الحرص والمسؤولية. • عام دراسي جديد بدأ يرتسم في الأفق أكثر وضوحاً من ذي قبل.. والأسباب الإجراءات التصحيحية التي بدىء السير عليها بمسؤولية أكبر وأشمل لاسيما منذ النصف الثاني من العام الدراسي الراحل «2009 2010م». •عام دراسي جديد آخر نأمل معه في ظل هذا الحرص الملموس في الجانب الإصلاحي أن تنتهي كل الإشكالات التي ظلت محل شكوى طيلة الأعوام الماضية ومنها بدرجة رئيسية: نقص المعلمين. عدم وصول الكتاب المدرسي. انعدام المقاعد. وسلبية الإدارة التعليمية والمدرسية في آن معاً. الإصلاح يبدأ من التعليم.. هكذا يردد المعنيون عن الأمر، ونحن نردد بعدهم بأمل لا يلين ولا يمكن لليأس ولكل صور الفساد أن تنال منه ولو بعد حين.. إصلاح التعليم طريقنا إلى إصلاح كل شيء، وإلى مستقبل نقي وواضح وخالٍ من صور وأشكال ومسميات الفساد، التي تعددت وتنوعت كتنوع الأمراض والأوبئة وصورها!. كان بالإمكان السير الجاد في طريق إصلاح التعليم وإنهاء هذه «السببية» منذ سنوات مضت، وكنا اليوم نجني ثمار هذا الإصلاح خيراً كثيراً، لكن “الإرادة“ كانت غائبة أو أنها سارت في طريق والإصلاحات المعلن عنها سارت في طريق آخر، وبقينا إلى اليوم نبحث عن طريق ثالث يلتقيان عنده، ليسيران معاً في خط مستقيم وثابت، ولكن شاءت الأقدار لنا أن نظل نردد هذه الأغنية «من التعليم يبدأ الإصلاح» إلى يومنا هذا دون كلل أو ملل!!. • عام دراسي جديد لا نريد أن نتحدث معه أو نعود إلى الحديث والتساؤل عن: - كيف يصل الكتاب المدرسي إلى الرصيف قبل أن يصل إلى المدارس؟. - ولماذا الكادر التعليمي “مدرسات ومدرسون“ لاسيما في المواد العلمية يغيب عن هذه المدرسة ونراه مكدساً في مدرسة أخرى؟. - ولماذا تلجأ بعض الإدارات المدرسية إلى مخالفة التعاميم الوزارية حول مجانية التسجيل والتعليم عموماً، وتطالب الطلاب والطالبات بالدفع مالم سيتم حرمانهم من الدراسة أو الامتحانات؟!. - وأسئلة أخرى كثيرة تكشف عن صور فساد كانت سبباً مباشراً في الإضرار بالتعليم، والوصول إلى هذه النسبة الضعيفة في نجاح الشهادة الثانوية لهذا العام وبالتالي ضعف المعدلات وتدنيها عن سائر الأعوام الماضية!!. الجميع مسئولون.. المجتمع بأكمله «مسئولين ومدرسين وأسراً وطلاباً» عن إصلاح التعليم، ولا يمكن تحميل طرف دون آخر مسؤولية التراخي في هذا الإصلاح. ويبقى الأهم أن يظل الأمل يسكننا، والإرادة أقوى وأشد عوداً، والعزم على التغيير والوصول إلى ما نبتغي ونريد أكبر في نفوسنا. فهل نمضي إلى الأمام أم نبقى «مكاننا سر» نبكي على الماضي، ونحلم بالقادم الذي «لا نريده» أن يأتي؟!.