- د. عمر عبد العزيز .. يتساوى حَملة العمائم الباحثة عن إخضاع المستقبل للماضي بغض النظر عن طيوف ألوانهم ومرجعياتهم، بل حتى اختلافاتهم الكلامية البيزنطية!. ولقد سمحت بيئة المظالم العالمية لانتعاش الأفكار المرتبطة ببورصة العمائم والسلالات والتخريجات التجريدية، حتى أصبح الناشئة في طول وعرض العالم العربي لقمة صائغة لتلك العمائم الباحثة عن مقارعة الحاضر الكئيب بخطاب أكثر كآبة. وبالمقابل تنبري الاوليغاركيا الفاسدة إلى حد النتانة لتعيد تدوير ثقافة الحل بالأزمة. يحدث هذا تحديداً في أغلب البلدان المنكوبة بأزمات الاحترابات الداخلية المؤسفة.. في دارفور السودانية ومقديشيو الصومالية وبغداد العراقية وبصورة أقل فداحة في مناطق أخرى من العالم العربي. لم يعد أمراء الحرب العرب يتفاخرون بإعلان انتمائهم الواضح لثقافة الموت والدمار كما يحدث في الصومال، بل إنهم يتبخترون أيضاً بالنياشين والرتب العسكرية، لم تعد امارة الحرب صفة شركاء الحكومة الانتقالية في مقديشيو المحررة بحراب الجيش الأثيوبي، وبغداد المحررة بعنجهية العسكرية الأمريكية، بل صفة الآلاف من امثالهم في مختلف بلدان البؤس والإحباط، فالكل في شرع منطق التدوير بالأزمة سواء.. سواء.. سواء، وشاءت القيادات الاعتراف بذلك أم لم تشأ. [email protected]