لم تعد إمارة الحرب صفة خاصة بشركاء الحكومة الانتقالية المنسحبة مع رئيسها عبدالله يوسف من عاصمة الصومال «مقديشيو» المحررة بحراب الجيش الإثيوبي الشبيهة ببغداد المحررة بعنجهية العسكرية الأمريكية، بل صفة الآلاف من أمثالهم في مختلف بلدان البؤس والإحباطات العربية، فلا فرق بين عيديد وسعيد، ولا فرق بين موسى السودي وصلاح الأسدي، فالكل في شرع منطق التدوير بالأزمة سواء .. سواء.. سواء، شاءت القيادات العربية الاعتراف بذلك أم لم تشأ، وعليه يمكننا قراءة المشهد البائس في العراق حيث انبرى حملة العمائم السكارى بفقه الماضي وتضاريسه الميتافيزيقية الغائمة .. انبرى هؤلاء لقيادة المجتمع إلى هاوية العداوات الطائفية والموت المجاني وكأنهم ينفذون رغائب الصهيونية الدولية الانتقامية من حيث يدرون أو لايدرون، وفي الصومال تناطحت المحاكم الإسلامية مع ما يُسمى بشرعية نيروبي الممثلة في الحكومة الانتقالية المنهارة، فكانت النتيجة اللجوء إلى توريط اثيوبيا بإرادة أمريكية سابقة على استجداء الحكومة الانتقالية وتحالفها مع « أديس »، وجاءت النتيجة المباشرة .. عودة «مظفرة» للحرب الأهلية كما تقول الشواهد الماثلة الآن في الصومال، حيث استعاد أمراء الحرب نشاطهم تحت مظلة شرعية جيبوتي الجدية والحكومة بقيادة الشيخ شريف أحمد شريف، فما أشبه الليلة بالبارحة، ابتداء من عودة المهربين وقراصنة البراري والبحار، وحتى انتعاش المجرمين الاعتياديين الذين انتشروا مجدداً في شوارع العاصمة الصومالية المدمرة.