يتساوى حَملة العمائم الباحثة عن إخضاع المستقبل للماضي بغض النظر عن طيوف ألوانهم ومرجعياتهم، بل وحتى اختلافاتهم الكلامية البيزنطية، ولقد سمحت بيئة المظالم الداخلية والعالمية بانتعاش الأفكار المرتبطة ببورصة العمائم والسلالات والتخريجات التجريدية، حتى أصبحت الناشئة في طول وعرض العالم العربي لقمة سائغة لتلك العمائم الباحثة عن مُقارعة الحاضر الكئيب بخطاب أكثر كآبة، وبالمقابل تنبري الأوليغاركيا العسكرية الفاسدة لتعيد تدوير ثقافة الحل بالأزمة، بل منطق أمراء الحرب الذين يتخفون وراء أردية الدولة ويتمنطقون أسلحتها ويبعثرون مالها.. مال الشعب. يحدث هذا تحديداً في أغلب البلدان العربية المنكوبة بأزمات الاحترابات الداخلية المؤسفة.. في دارفور السودانية ومقديشو الصومالية وبغداد العراقية، وبصورة أقل فداحة في مناطق أخرى من العالم العربي. لم يعد أمراء الحرب العرب يتفاخرون بإعلان انتمائهم الواضح لثقافة الموت والدمار كما يحدث في الصومال، بل إنهم يتبخْترون أيضاً بالنياشين والرتب العسكرية .